النكبة السوريّة: أضرارٌ لا تُحصر - الارشيف

في اليوم الثامن بعد الزلزال الكارثة، بدأت حركة المساعدات تتسارع في اتّجاه مناطق الشمال الغربي من سوريا، إنّما حصراً عبر معبر باب الهوى الذي تمرّ من خلاله القوافل الآتية من الأمم المتحدة، وبعض المعابر الداخلية الرابطة بين تلك المناطق ومعاقل «الإدارة الذاتية»، التي استطاعت فصائل المعارضة إجبارها على التراجع عن شروطها مقابل إدخال المساعدات. أمّا خطوط التماس الداخلية، فلا يزال تمرير المعونات عبرها معلَّقاً، في انتظار موافقة الفصائل، وعلى رأسها «جبهة النصرة»، على فتْح معبر سراقب، الذي تقف عنده قافلة أعدّتها الحكومة السورية لمصلحة إدلب. وإلى جانب المساعدات الأممية، سُجّل اقتحام قطري لساحة الإغاثة من بوّابة الشمال السوري، بعد تأخُّر دامَ أسبوعاً، لم تَعُد الدوحة، على ما يبدو، تستطيع تحمُّل الحرج الذي يسبّبه لها، وخصوصاً أنها سواء في تصريحات مسؤوليها أو أداء وسائل إعلامها، لا تزال مصرّة على المراوحة في المربّع الأوّل للأزمة السورية، على رغم أن حليفها التركي نفسه كان قد فارَقَه منذ ما قبل الزلزال الكارثة.
أمّا في مناطق سيطرة دمشق، فيتواصل إحصاء الأضرار التي يَظهر أكيداً أنها ستُفاقم المصاعب التي يواجهها السوريون أصلاً، وتُعزّز معاناتهم المتعمّقة من جرّاء الحرب والحصار، وخصوصاً في محافظة حلب التي تُعدّ مناطقها، سواء الخاضعة للدولة أو الفصائل المسلّحة، هي الأكثر تضرّراً من الكارثة، بحُكم قربها من مركز الزلزال في منطقة غازي عنتاب التركية. من جهتها، لا تزال «قسد» تمارس الانتقائية في حركة المساعدات المُوجَّهة إلى معاقل الحكومة، محاوِلة حصْرها بالأماكن التي تشهد وجوداً كردياً، ومُواريةً ذلك بتحميل دمشق المسؤولية عن تعطّل تمرير المعونات.
على المقلب التركي، يواصل عدّاد الضحايا قفزاته السريعة المهولة، في ظلّ توقّعات بقفزات أخرى مماثلة تمتدّ لأيّام بالنظر إلى أن عشرات الآلاف قد لا يزالون قابعين تحت الأنقاض. وعلى رغم هول الفاجعة التي ألمّت بهذا البلد، إلّا أن الاستثمار السياسي فيها يكاد لا ينقطع، ويزداد فظاظة وكثافة، وخصوصاً من قِبَل المعارضة التي لا توفّر أيّ باب أو نافذة لانتقاد سلطة رجب طيّب إردوغان إلّا وتَلِج منه، مُجاهِرة بسعيها إلى إبقاء الانتخابات في موعدها حتى لا تتوافر لإردوغان فرصة التخلّص من هزيمة باتت إمكانات إلحاقها به، أكبر بمرّات ممّا كانت عليه سابقاً.

اترك تعليقا

NEW