لم نحصل على فرص حتى نضيعها - الارشيف
- Alsekeh Editor
- 14 فبراير، 2023
- محطة المقالات
- 0 Comments
السكة – خاص – كتب سامر عنبتاوي
هل الشعب الفلسطيني فعلا يضيع الفرص ليصبح شعب الفرص الضائعة ؟ هذا ما يقوله بعض المسؤولين العرب و غيرهم ، و هي دعاية أمريكية صهيونية يراد نشرها للقول أن الفلسطينيين في كل مرة يرفضون ،، يحصلون على عرض أقل ، و دعاة هذا التوجه يقولون ، إلحقوا حالكم و وافقو على صفقة العدوان قبل أن يكون مصيركم لما هو أقل .
بن غوريون و عند صدور قرار التقسيم و قد رفضه أعضاء الوكالة اليهودية ، قام بتغيير المسار و أقنعهم بالموافقة و قال : إقبلوه فسيرفضه العرب ، و فعلا هذا ماتم و شهور فصلت عن استيلاء الإحتلال على ٧٨% من الأرض بدل ٥٦% أقرت في قرار التقسيم ، و يستمر أصحاب هذه النظرية بالقول أن ما عرض سابقا منذ أيام كامب ديفيد السادات ، إلى المفاوضات مع أولمرت و غيره ، كلها كانت عروض (أفضل) أضاعها الفلسطينيون ، و الحقيقة أن هذه كذبة كبيرة يحاولون من خلالها إبتزاز استسلام فلسطيني ، و في الحقيقة أيضا أن الإسرائيليين يعلمون تماما برفض الفلسطينيين للصفقة و استحالة قبولها ، فوافقوا عليها ليحصلوا على ضوء أخضر لضم المستوطنات و الأغوار و يحققوا أكثر مما طرح في الصفقة و الحجة جاهزة ، رفض الفلسطينيون !!
هي ليست فرص ضائعة و من يقول ذلك يرفع عن نفسه العتب بتحميل الفلسطينيين المسؤولية، أو لا يعرف أو لا يريد أن يعرف كنه الحركة الصهيونية التي تعمل بسياسة المراحل و طول نفس للإستيلاء على كل الأرض ، و بذلك فلم يكن أي إتفاق سابق ليحقق شيئا ، و هم لا يعدمون الحجج و الوسائل لإجهاض أي قرار أو إتفاق و الأدلة كثيرة و لعل أهمها اتفاق أوسلو .
لا يا سادة فالشعب الفلسطيني ليس شعب الفرص الضائعة بل الحقيقة أنه لم يعرض عليه ما يحقق أدنى حقوقه ، و قد تعرض لظلم من حركة عنصرية تهدف لاجتثاثه بالكامل في توجه إحلالي يحل المحتلين مكان الشعب أصحاب الأرض .
الشعب الفلسطيني لا يبحث عن فرصة ، و لا يقامر على أرضه ، و لا يخدع بمعسول الكلام ، و هو يعلم تماما الأصوات المرجفة و المتواطئة ، و يعلم أن لا فرصة حقيقية لاقتناصها ، الشعب الفلسطيني يريد انتزاع حقوقه و هذا ما لم يحققه له أي قرار أو عرض أو اتفاق فأريحوا أنفسكم .
سامر عنبتاوي
كاتب ومحلل سياسي