سينما مخيم الكرامة - الارشيف

السكة – وضاح خليل زقطان

على المدخل الجنوبي للمخيم وضعت لافته ميزت مخيم الكرامة عن بقية المخيمات ( سينما فلسطين ترحب بكم )، حدث هذا قبل حرب حزيران، سينما لها لوج وصالة وبنوار وتسعيرة واضحة، وكان صاحب الدار هو قاطع التذاكر أيضاً. ستة أيام للشباب والأحد للعائلات فقط، وهناك عروض للمدارس تشمل أفلام إسلامية وتاريخية، وأذكر عندما اقتادونا لحضور فيلم عنترة بن شداد أننا ذعرنا من بداية إطفاء الأنوار إلى هجوم الخيل نحونا، وقد عبر أطفال المخيم كُّل على طريقته، فمنا من صرخ ومنا ( من عملها ) بشكل واضح، وهناك من التزم الصمت لأيام تلت ذلك ثم تعودنا ولكن أن تذهب إلى السينما كل يوم فهذا مرهق ماديا ومستحيل عملياً، كان الجميع يكتفي بالدوران حول المبنى لتأمل المناظر التي تروج للعرض القادم، ثم اكتشفت أنا شخصياً أن صاحب الدار صديق لوالدي ويدعى خليل، وهنا بدأت معاناة خليل التي لم يحسب لها حساب؛ نقف أمامة مباشرة وهو محصور في المكان الضيق لقاطع التذاكر، العيون تلاقي العيون ( بيسلم عليك أبوي ) في البداية ابتهج وأشار لنا أن ندخل، وفي المرة الثانية امتعض، وبعدها أشار لنا بحاجبيه، وفي النهاية لم نعد نراه؛ كنا ندخل مباشرة نتسلح بوقاحة الطفولة. لم نكن نحن مصيبة خليل الوحيدة فقد ظهر التلفزيون، ووزعت الشركات أجهزة على بعض العائلات للترويج لهذا الحدث، كنا نذهب مع عمي محمود إلى المقهى أو دار الزعيم، ندفع القليل ونشاهد تلفزيون الشرق الأوسط الأبيض والأسود، ونقف في تمام الساعة الحادية عشرة باحترام أمام العلم الذي يعلن نهاية البث. وفي يوم لم نعد نشاهد خليل صاحب سينما الكرامة فقد حمل ألابطال وماكنة العرض وغادر المخيم غير أسف على تلك العبارة بيسلم عليك أبوي خليل يا خليل.

اترك تعليقا

NEW