العلاقات المصرية السعودية .. جمر تحت الرماد - الارشيف
- عبدالله شقير
- 19 فبراير، 2023
- المحطة الرئيسية, المحطة العربية
- 0 Comments
الشبكة – خاص – كتب عبد الله شقير
أثارت مجموعة من التغريدات التي نشرها تركي الحمد، الكاتب السعودي المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، الجدل في الوسط الإعلامي، والتي انتقد فيها الإدارة الفاشلة لمحمد عبدالفتاح السيسي في مصر، وسيطرة الجيش على مفاصل الدولة .
يأتي ذلك بعد مرور بضعة أشهر على ما رآه مراقبون تراجعا في العلاقات بين البلدين .
ولا الرغم من التأكيدات النمطية المعروفة التي يدلي بها المسؤولون بين البلدين ، وتؤكد متانة العلاقات المصسرية السعودية، إلا أن العارفين ببواطن الأمور في البلدين يرون أن المواقف آخذة بالتباعد .
ولعل من المفارقات اللافتة في هذا السياق أن ” حادثة أصالة نصري” التي أثار مديحها للسعودية غضبا عارما في وسائل الإعلام المصرية، وعلى الرغم من كون تلك الحادثة تبدوا في الظاهر متعلقة بالفن، إلا أنها كانت إشارة ذات مغزى، في علاقات عربية يتم فيها تسييس كل شيء!.
فرد الإعلام السعودي بغضب وانتقادات، لم تكن كلها متعلقة بالفن، على الحملة الاعلامية المصرية ، وسرعان ما لم يعد بوسع أحد من الجانبين نكران وجود ، مشكلة ما ، في العلاقات المصرية السعودية.
وفي هذا السياق جاءت تغريدة أخرى للكاتب تركي الحمد تساءل فيها عن أسباب الانهيار الاقتصادي لمصر الثرية بثرواتها وإمكانياتها ، والتي كانت تقرض المال وتساعد المحتاج – حسب تعبيره – وها هي الآن أسيرة لصندوق النقد الدولي، وتسعي لنيل كل مساعدة وهي أرض اللبن والعسل حسب وصفه .
وعزى الكاتب أسباب “السقوط في الهاوية” إلى أنها تتمثل أساسا في هيمنة الجيش المتصاعدة على الدولة، خاصة في مجال الاقتصاد، بحيث لا يمر شيء، في الدولة، إلا من خلال مؤسسات خاضعة للجيش ولصالح المتنفذين فيه .
وكردة فعل من الجانب المصري فإن الساحة الإعلامية تحولت إلى ميدان لحرب كلامية مبطنة يرى كل طرف فيها فضله على الآخر، ووسط هذه الأجواء لم تلق محاولات التقليل من أهمية هذه الحرب الكلامية صدى يذكر.
ومما أثار الاهتمام وتم تسليط الضوء عليه في هذا المشهد ما أثير مجددا حول ما قاله وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي في 18 يناير ، حيث عبر الجدعان عن سياسة جديدة سوف تقوم بها بلاده في تقديم المساعدات للدول التي اعتادت أن تقدم لها المنح مباشرة دون شروط ، ولئن كان خطاب الوزير السعودي لم يُشر فيه ألى دولة بعينها إلا أنه قد تم الربط بين كلام الوزير الجدعان وما قاله الكاتب تركي الحمد بعد ذلك.
ولعل نظرة سريعة على التاريخ القريب للعلاقات المصرية السعودية، تحديدا منذ تولي الملك سلمان عرش السعودية، وتولي ابنه محمد بن سلمان ولاية العهد، وفي مصر منذ تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، تكفي لملاحظة أن العلاقات رغم مظاهر الود ، والتوافق في بعض الملفات، كالموقف من قطر، إلا أنها في حقيقة الحال كانت تخفي خلافات تصل إلى حد التناقض حول مسائل تعتبرها السعودية جوهرية .
أول تلك الخلافات كانت الموقف من حربها على اليمن، ففي حين أصرت مصر على استراتيجية ” البحث عن حل سياسي للأزمة”، كانت السعودية تصر لا على استمرار الحرب فقط، بل ضغطت على مصر لإرسال قوات مصرية للقتال إلى جانبها هناك، وهو أمر رفضته مصر بشكل قاطع.
الملف الآخر تمثل في الموقف من الحرب على سورية، الذي انخرطت في السعودية على أكثر من صعيد، بينما حافظت مصر على موقفها المتمثل بضرورة ترجيح الحل السياسي للأزمة .
وثالثها: الموقف من غزة، وتحديدا من حركة حماس، ففي حين شنت السعودية معركة كسر عظم على الحركة، فصنفتها بالإرهابية، واعتقلت مؤيديها المقيمين في السعودية، حافظت مصر على نهج يمسك العصا من الوسط مع الحركة، لاعتبارات لا تتعلق فقط، بدورها كوسيط في كل أزمة أو تصعيد يحدث بين غزة والإحتلال ، بل لاعتبارت تتعلق بأمنها القومي.
وأخيرا برز ملف تيران وصنافير، الجزيرتان المصريتان اللتان أثار طرحهما في مزاد التسويات، ومعارك تدوير الزوايا غضب المصريين، وتصر السعودية على تسليمهما إليها.