التمثال يجسد تاريخ فرنسا!

حكاية التمثال الفرنسي الذي أغضب مصر !!.. لماذا يدافع ماكرون عمن يدوس رأس الفرعون؟ - الارشيف

التمثال يجسد تاريخ فرنسا!
ماكرون: التمثال يجسد تاريخ فرنسا

السكة – خاص :

دائما وعلى طول الخط، كان البعد الحضاري للصراع بين الشرق والغرب ماثلا للعيان، في حروب الميدان ، كما في الحرب على جبهة العقل واللسان، ومهما يكن من أمر السياسة، والإقتصاد، والمصالح المادية، التي تستوجب التعامل الاحتيالي، والديبلوماسي الموارب، تعود بين الحين والآخر تلك الحقيقة التي تكرس ذاتها، عن أن جوهر الفهم الأوروبي للوجود البشري، هو الاستعلاء، والعنصرية، والتوحش، والسلب، والنهب، والاستعباد، والاستعمال. 

( لماذا القَدَم فوق رأس “الملك تحتمس” تحديدًا ) ؟!
في فرنسا ومنذ عام 1878، تم نحت هذا التّمثال المُسيء والذي يمثل إهانة وازدراء للحضاره والدّوله المصريه … لكنّا -كعادتنا- لم ننتبه إلا سنة 2011
التّمثال يصور “شامبليون” عالِم الآثار الفرنسي -الذي يُنسب إليه فك رموز للكتابه الهيلوغروفيه المصريه القديمه واضعًا حذاءه على رأس “تحتمس الثّالث” الملك المصري العبقري كما يُطلق عليه (لاحظوا الإختيار المقصود) نظرًا لأنه أول من أنشأ أسطولًا مصريًّا بحريًّا به إمتدتِ الإمبراطوريه المصريه من أعالي “نهر النّيل” بإفريقيا حتى شملت جزر “قبرص” وغيرها بالبحر المتوسط وصولًا لحدود “الدّوله الفينيقيه” بلبنان وسوريا … وقد إشتُهر الجيش المصري حينذاك بأنه جيش أسطوري عصِيّ على الإنهزام
ولن ننسى خطاب مجنون العظٓمه : “نابليون” لجنوده إبّان إحتلال مصر وهو يدعوهم ليكون أسطوله البحري أقوى أسطول بالعالَم … ودعوته للسّيطره على منابع “النّيل” كي لا تضيع منه نقطه واحده !!! … وكذا حفر “قناه” مائيه بين البحرين المتوسط والأحمر للسّيطرة على وسط العالَم وصولّا لأفغانستان والهند .. ومفتاح السّر حتمًا هو إحتلال “مصر” أجمل جزء بالعالَم على حد وصفه .. ..
طيلة عشر سنوات .. مراسلات ومناشدات من الجانب المصري للجانب الفرنسي لرفع التّمثال من مكانه لم تأت بنتيجه … حتى أن “ماكرون” رئيس فرنسا يعلن صراحةً أن النّحت هذا جزء من تاريخ “فرنسا” وسيبقى مكانه
التّمثال موضوع منذ سنوات طوال في ساحة “كوليج دو فرانس” وسط “باريس”، وهي أحد أهم مراكز التّعليم العالي بالعاصمه
“كفانا محايلات ومناشدات وقلة قيمه” ولنتعامل بثقه وعزّة نفْس وحزم … فبعض البشر لا يستحق الإحترام والحوار … بل المعامله بالمثل ولن أقول أن الإهانه تليق به .. ..
النّحاتون والمثالون بمصر لا يُشق لهم غبار والعملية بسيطه .. نحْت تمثال أضخم للفرعون المصري “تحتمس الثالث” يضع حذاءه على رأس “نابليون” و”مينو” و”كليبر” قادة الحمله الفرنسيه جميعهم ..
و”حذاء آخر” فوق رأس “فرديناند ديليسبس” الذي خان البطل المصري “أحمد عرابي” وأَدخل الإنجليز عن طريق “قناة السّويس” لإحتلال مصر (بعد تكبيلها بالدّيون لصالح فرنسا وبريطانيا) … وسنكتب تحته “خائن”… فهذا جزء أيضًا من تاريخ “مصر” يا “ماكرون” الشّا…. ذ ….
و”حذاء ثالث” لـ “بيبرس” أو للملكه “شجرة الدّر” على رقبة “لويس التّاسع” وهو مقيد بدار “إبن لُقمان” بالمنصوره . . .
بكل هدوء .. ..
نضع تمثالًا بأحد أهم ميادين مصر وآخر قبالة السّفاره الفرنسيه… وثالث أمام الجامعه الفرنسيه .. ورابع أمام المركز الثّقافي الفرنسي بالقاهره .. ..
ولا يفوتنا إزالة إسم شارع “شامبليون” من عاصمتنا

 

اترك تعليقا

NEW