للمرأة حق بأجرة مادية مقابل عنايتها باطفالها - الارشيف
- رماح خاطر
- 2 مارس، 2023
- كتاب السكة, محطة المرأة
- 0 Comments
السكة – كتبت رماح خاطر ” محررة محطة المرأة “
استكمالاً للمقال السابق حول الزامية المرأة بالرضاعة من عدمها، ولأنني أحب أن يكتمل نصاب الكلام، فلا يكتمل الا بعقد الأمثلة وإسقاط النظرية على أرض الواقع؛
فسأُرِيكِ الفخ: يقول الرجل لزوجتهِ العاملة المتعبة عندما تطالبه بمشاركتها أعباء المنزل والاولاد: (ما حدش طالب منك تشتغلي)! فتقرر هي ترك عملها، لأنه من المرهق أن يستمر دوام أحدهم لمدة ٢٤ ساعة في اليوم ٧ أيام في الاسبوع، فالأطفال لا يعرفون إلّا أن هذهِ أمهم ومن حقهم أن يوقظوها في عزّ نومها ليلاً لأن الطفل مثلاً يريد الذهاب للحمّام.
تترك عملها وتتفرّغ لشؤون البيت؛ (طبخ غسيل تدريس اولاد تنظيف متابعة شؤون الزوج الزيارات والمجاملات العائلية والاجتماعية مواعيد اولاد.. الخ) تضع مشروعها الشخصي في الحياة تحت أقدام الأسرة، أو في صندوق العروس وتقفل عليهِ للأبد. هو في هذه الأثناء، يستمر في عمله، وفي تنمية مهاراته وتوسيع علاقاته وتكبير مصدر دخله، هي في هذا الأثناء مغموسة في عمل لا يحقق لها أي مجد على المستوى الشخصي، لها، لإسمها هي. لا حوافز ، لا راتب على هذا العمل، لا ساعات عمل محددة، لا ترقيات، لا شيء.
يحدث أي خلاف مفترض بينها وبين الزوج (اليد العليا في المعادلة) واليد السُفلى التي تأخذ، دائماً هي رهينة هذه اليد العليا. يُفضي هذا الخلاف الى الطلاق مثلاً، تُسلب المرأة كل ذلك الأمان الوهمي فجأة، ينهدم في لحظة واحدة القصر الذي بنتهُ بالرمال.
يعضلها الزوج ويسلب منها كل حقوقها في ظل قانون وعادات تساعدهُ على ذلك. *مطالبة النساء بأجور جرّاء عملهنّ المنزلي مثلاً بحسب ڤيديو انتشر قبل مدة لسيدة تطالب بهذا الأجر، ليس ضرباً من ضروب العبث. تسخيف الموضوع وتحويله الى إهانة (أنه والله بدك أجر على تربية ولادك؟!) لن يلغي الحقيقة بأن كل شيء في الحياة قائم على (المصاري الفلوس النقود)! ابتداءاً من الفوط الصحية للمرأة وليس انتهاءاً بفاتورة الطبيب.
ماذا لو نعم تريدُ أجراً على تربيتها أولادها؟ تريد أجراً على هذا التفرّغ الكامل؟ تريد أجراً على هذه السنين التي تتملّص وتنسحب من بين أيديها بسرعة مثل عدْوِ نمر؟ أظن بأنهُ يكفي ترديد اسطوانة (سيداو) و (هدم المجتمع) في كل مرّة تطالب فيه امرأة بحق مشروع. أنت عزيزي الزوج لو أحضرت لأولادك مربية ستعطيها راتب عن طيب قلبٍ وخاطر، وسيكون عملها محدد بساعات محددة، وايضاً موكول بأعمال محددة، ولن يكون مثل عمل الأم.
فلماذا عندما يتعلّق الأمر بزوجتك تصبح لئيم بعض الشيء وضد منحها حقها؟ أمّا في حالة وافَقتَ عزيزي الزوج ان تستمر في عملها خارج المنزل، فعليك بالتالي ان تكون شريك أساسي في الاعمال داخل المنزل، هي تطبخ يوماً وانت يوم، هي تجلي الصحون وانت تشطفها، هي تشطف الارضية وانت تقشّطها، هي تنظف غرف النوم وانت تنظّف الحمّامات، وهكذا.. واذا كنت غير متاح او متوفر لمساعدتها في تلك الأعباء بحكم عملك، فتترك هي عملها، فنعود الى المربع الأول (ان تدفع لها أجراً) *هنالك اراء فقهية وجيهة في الدين تُقر وجوب أن يحضر الزوج لزوجتهِ خادم، وبأنها تؤجر على الإرضاع، (من أراد يستطيع البحث والتأكد من الموضوع). المفروض ان الله والدين أكرم المرأة قبل ان تأتي سيداو! اليس كذلك؟ صار الوقتُ لزاماً على أن يتوقف “الخبث” أحباءنا شركاءنا بالوطن، واستخدام النص فقط فيما يخدم مصلحة الذكر دون المرأة.