إسرائيل نحو الكارثة .

السكة – كتب – عبدالله شقير .

في الوقت الذي اعتدنا فيه سماع التأييد المطلق لأعمال (إسرائيل) الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ، وأن على (إسرائيل) أن تدافع عن نفسها أمام هذا الشعب الذي لا يتسلح إلا بحقه في أرضه ، وبعقيدته المتصلة بالقدس التي تفضي إلى التمسك بالهوية ، وفي الوقت الذي كانت فيه القوى العالمية مستمرة في إطلاق عبارات التأييد لكل جريمة صهيونية على الأراضي الفلسطينية ، فإنا بتنا نرى بعد الأحداث الأخيرة على الساحة الفلسطينية تغيرا في الخطاب العالمي تجاه هذا الكيان الغاصب وما يفعله بحق الشعب الفلسطيني ، وتحولت لغة التأييد إلى التنديد ، حيث أصبحت القوى العالمية ترى في (إسرائيل) كيانا مجرما قد تعدى حدوده .

وقد شهدت إسرائيل انقسامات في شأنها الداخلي ، حيث كشفت قنوات إسرائيلية عن خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية ، وطفى على السطح تبادلٌ للشتائم ، حيث وصف رئيسُ الوزراء الإسرائيلي السابق (يائير لابيد)  وزيرَ المالية ( بتسلئيل سموتريتش ) بالكاذب ، كما وصف وزيرَ الأمن القومي ( إيتمار بن غفير ) ” بمهرج التيك توك” .

وفي السياق نفسه ، علق وزير المالية ( بتسلئيل سموتريتش ) على تصريحات منسوبة للسفير الأمريكي لدى بلاده (توم نيدس) قال فيها ” أنه يتمنى لو كان بمقدوره أن يلقيه من الطائرة ” خلال زيارته إلى واشنطن ، وذلك بعد إعلان بتسلئيل الذي أثار موجة من الغضب بين الأوساط السياسية ، والذي قال فيه ” أنه يجب محو قرية حوارة الفلسطينية من الوجود ” ، مما حدا برئيس وزراء هذا الكيان أن يلجأ إلى التخفيف من حدة الغضب العالمي بأن وصف تصريحات (بتسلئيل) بأنها ” غير لائقة ” حسب ما ذكرت وكالة الأنباء رويترز .

وعلى صعيد آخر ، ومن جملة ما ورد من ردود أفعال غاضبة تجاه الأعمال الإجرامية الإسرائيلية الأخيرة ، فقد دعا مبعوث الاتحاد الأوروبي للضفة الغربية وقطاع غزة السفير ( سفين كون فون بورجسدورف ) ، وكان على رأس أحد أكبر وفود الاتحاد الأوروبي التي تزور الضفة الغربية ، دعا إلى محاسبة الجناة وتقديمهم إلى العدالة ، وذلك بعد أن شن مستوطنون إسرائيليون هجوما في الضفة الغربية أودى بحياة فلسطيني ، وقاموا بإضرام النيران في عشرات من المنازل والمتاجر والسيارات ، وقال ( بورجسدورف ) “من الضروري للغاية بالنسبة لنا ضمان المحاسبة بشكل كامل ، وتقديم الجناة إلى العدالة ، وتعويض من فقدوا ممتلكاتهم ” .

وفي معرض التنديدات ، فإن منظمة العفو الدولية قد نددت في بيان لها إجراءات الحكومة الإسرائيلية ، وذلك بعد إطلاق المشتبه بهم في أعمال التخريب .

وقد انتقد أيضا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الأنسان (فولكر تورك) تصريحات سموتريتش ووصفها بأنها تحريض على العنف والعداء ولا يمكن توقع تداعياتها .

إن سياسة القمع التي تتبناها (إسرائيل) في إدارة الشؤون في الداخل الفلسطيني لم تعد تجدي نفعا ، وأصبحت سببا في زيادة التوتر وخلق المشكلات ، ونرى هذا جليا بعد تصريح المسؤولٍ الأمريكي رئيس بلدية نيويورك السابق ( مايكل بولمبرغ ) حيث قال  ” أن الاحتلال يتجه نحو الكارثة ” ، وأضاف بولمبرغ ” أن حكومة بنيامين نتنياهو تدمر تحالفات الكيان المحتل وتعرض أمنه للخطر وتدمر الاقتصاد والديمقراطية ” .

من جهته استشهد رئيس وزراء الاحتلال السابق ( يائير لابيد ) بتصريحات ( بلومبرغ ) واصفا حكومة نتنياهو ب ” المجنونة ” وأنها تدمر كل شيء جيد في الاحتلال الإسرائيلي .

 

اترك تعليقا

NEW