حكاية المحرر الذي لا يعرف شيئا عن “إفطار الموسلي”

السكة – ثقافة وفنون – خاص

منذ انطلق عصر الإنترنت، وأنهى بالضربة القاضية، عصر الصحافة الورقية، تغير عالم الإعلام تغيرا جذريا، وتغيرت، مرة واحدة والى الأبد، كافة عناصر ومعطيات ومكونات العمل الصحفي والإعلامي بشكل عام، ثم جاء عصر “وسائل التواصل الإجتماعي” ليضيف فضاء جديدا إلى عالم تداول المعلومات، ونشر الأخبار، والتعبير عن الرأي.

بيد أن لهذا التطور نتائجه التي ليست كلها إيجابية، وأخطرها غياب المبادرة عند قطاع كبير من الصحفيين من أجل الحصول على المعلومة بشكل ذاتي، فشاعت ظاهرة النسخ واللصق دون تحقق أو تمحيص.

ومع ذلك ما تزال مواد وكالات الأنباء العالمية مثل رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية العمود الفقري للعمل اليومي في غرفة أخبار أي وسيلة إعلامية، فهي رافد لا ينضب من الأخبار الشبه جاهزة والتي لا تحتاج سوى للمسات خفيفة لتصبح جاهزة للنشر.

ولكن على صحفيي غرف الأخبار أن لا يهملوا حقيقة أن أخبار الوكالات تكتب من قبل صحفيين أجانب في غالب الأحيان، وتحمل أفكارا ومعلومات تتوافق مع الخلفية الثقافية لأولئك الصحفيين، وعلى الصحفيين العرب أن يشذبوا تلك الخبار للتوائم مع الخلفية الثقافية للمتلقي العربي.

فعلى سبيل المثال يمكنك تأمل الظاهرة في المثل التالي: مادة حول الأطعمة التي يجب تجنبها للقضاء على دهون البطن. ولأن الخبر الأصلي مأخوذ من وكالة الأخبار الألمانية، فقد تضمنت فائمة الأطعمة “إفطار الموسلي” وهو إفطار أوروبي ابتكر في سويسرا في بدايات القرن العشرين.

ومن وجهة نظر صحفية، فإن الإبقاء على هذا النوع من الإفطار في مادة موجهة للقارئ العربي يعتبر قرارا تحريرا غير سليم، حيث أن هذا النوع من الإفطار غير شائع في العالم العربي وحتى لو كان هناك من يتناوله فبالتأكيد ليس غالبية ساحقة.

وفي هذه الحالة كان من الأفضل أن يضاف للتقرير بعض اللمسات التي تدعله أقرب للقارئ العربي كإضافة الأطعمة التي يستهلكها الجمهور العربي بكثافة وتساهم أيضا في تكوين دهون البطن.

أخيرا وليس آخرا، فإن كلمة “موسلي” هي كتابة خاطئة للكلمة الأصلية Muesli.واللفظ الصحيح هو ميوزلي.

 

اترك تعليقا

NEW