عصيان الحركة الأسيرة .. طائر الرعد في روح لا تنكسر .. تغطية خاصة

السكة – محطة فلسطين – خاص

ما من بعد من أبعاد المواجهة التناحرية مع الإحتلال يضغط على العصب الحي للشارع الفلسطيني كما يفعل الأسرى، وما من ملف ترف أوراقه أمام عيون الأمهات، والآباء والزوجات والأبناء في يومياتهم كما هو ملف الأسرى، هو الملف الحي، والغائب الحاضر في معارج النضال الفلسطيني، وهو يعود الآن إلى الواجهة عبر القرار الذي اتخذته الحركة الأسيرة بالرد على تصعيد السجان بتصعيد مضاد ، وعليه فسوف نفرد عبر محطات موقع السكة الاخباري وعلى حلقات مساحة لنشر بحث للأستاذ ثامر سباغنة يتناول فيه تاريخ الحركة الأسيرة، ودورها، ومراحل تطورها، لتصبح أقرب إلى قوة في الظل، تمسك بدفة الأحداث وتعيد ترتيب الأوراق، أو خلطها اذا لزم الأمر .

الحلقة الأولى
الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال والحاجه الى سياسة وطنية موحده وشامله لتفعيل قضيتهم
بقلم ثامر عبد الغني سباعنه – جنين

المقدمه:

يمكن اعتبار بدء تاريخ قضية الأسرى عند الشعب الفلسطيني منذ الانتداب البريطاني لفلسطين عام 1918م، حيث قامت قوات الانتداب البريطاني بسجن وإعدام مجموعه من الفلسطينيين عبر تاريخ حكمها لفلسطين، وأقامت مجموعه من السجون والمعتقلات التي ضمت عددا من الأسرى الفلسطينيين الذين واجهوا الانتداب البريطاني وما تبعه من سعي صهيوني لاحتلال فلسطين خلال فترة الثورات الفلسطينية المختلفة والى حين خروج الانتداب البريطاني وتأسيس الكيان الصهيوني.

” تجد عند تتبع معظم الدراسات والأبحاث صعوبة في البحث في تاريخ الحركة الأسيرة خلال الفترة الزمنية من عام 1948 إلى عام 1967م إلا من خلال السيرة الذاتية لبعض المشاهير الذين اعتقلوا في ك لفترة مثل محمود درويش أو توفيق زياد أو غيرهم من الحزب الشيوعي الفلسطيني في سجن الدامون خصوصا في مدينة حيفا، إلا أن الدراسات المتوفرة تقدر عدد الأسرى الفلسطينيين خلال تلك الفترة بين 7000 أسير إلى 12000 اسير”[1].

ازدادت الاعتقالات مع بدء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967م، وبنيت السجون في مختلف المدن الفلسطينية في الضفة الغربي وقطاع غزة بالإضافة إلى الداخل المحتل، وتنوعت المشارب والاتجاهات السياسية للأسرى في داخل السجون، وظهرت الفصائلية في السجون بشكل كبير وخصوصا من التنظيمات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وتحديدا حركة التحرير الفلسطيني (فتح)، والحركة الشعبية لتحرير فلسطين (جش)، وغيرها، وظهرت لاحقا الفصائل الإسلامية والإطار الإسلامي في السجون.

شهد منتصف التسعينات من القرن الماضي نشوء سلطة فلسطينية على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين من قبل الكيان الصهيوني “اسرائيل”، وجاء هذا على ضوء اتفاق أوسلو الذي أعلن عنه نهاية عام 1993م، حيث طبق جزء من الاتفاق عام 1995م، وانسحب الاحتلال من غزة وأريحا أولا، ليتبع ذلك انسحابات أخرى من مدن الضفة الغربية عدا القدس.مع تشكل السلطة الوطنية الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية ضمن اتفاقية أوسلو، شهد النظام السياسي الفلسطيني نشوء وتشكل أجسام وبُنى جديدة، إضافة لتكوُن مؤسسات لم تكن موجودة سابقا في المجتمع الفلسطيني، وقد كان للأسرى والمحررين الفلسطينيين دور واثر في تشُكل وإدارة هذه المؤسسات سواء كانت أمنية أو مدنية فجهاز الأمن الوقائي حين تأسس ضم الأسرى المحررين من حركة فتح، وغيرها من المؤسسات مثل نادي السير وتم تشكيل وزارة الأسرى والمحررين التي أصبحت الآن هيئة تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

يُعدّالاعتقال من أبرز سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تنتهجها منذ بدء احتلالها لفلسطين 1948، في محاولة لقمع المقاومة الفلسطينية التي تمارس حقها في تقرير المصير، حيث أصبح الاعتقال روتيناًيومياً، وبرزت الحركة الاسيرة مع بداية القضية الفلسطينية، والاحتلال “الاسرائيلي” لفلسطين، وباتت قضية الاسرى احد الملامح المهمه للصراع مع الاحتلال، واحد اشكال المواجهة المستمره ضد العدو، ومنذ تشكل الحركة الاسيره -والتي مرت بعدة مراحل- تطورت مراحل النضال وتطورت حتى باتت تشمل كل السجون وتشكلت اجسام تنظيمية للفصائل الفلسطينية تمثل الاسرى امام ادراة السجون، وتطالب بحقوقهم، وتعمل على النهوض بالواقع التنظيمي وترسيخ قواعده من خلال اللوائح الداخليه التنظيمية للاسرى، كما مارس الاسرى الفعل الانتخابي لتشكيل حالة ديمقراطية في السجون خلقت لهم قاده منتخبين.

مارس الاحتلال “الاسرائيلي” من خلال ادارة السجون مختلف انواع التضييق والملاحقة ضد الاسرى، في محاولة منه لافراغ الاسير من الانتماء الوطني، وابعاده عن العمل والانخراط بالعمل الوطني بعد التحرر من الاسر، ويمارس الاحتلال اجراءات وانتهاكات لحقوق الأسير التي تنص عليها المواثيق والمعاهدات الدولية.

وعلى الرغم من أهمية وقيمه قضية الاسرى الفلسطينيين الا انه من الملاحظ غياب سياسة وطنية موحده وشامله تحمل قضية الاسرى وتعمل على إبقاء القضية حية مُفعله.

[1] حمدونة، رأفت، تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الاسيرة، فلسطين، 2017.

One Reply to “عصيان الحركة الأسيرة .. طائر الرعد في روح لا تنكسر .. تغطية خاصة”

اترك تعليقا

NEW