سورية / تركيا .. زمن الاستدارات الكبرى .. وموسم الهجرة الى دمشق
- Alsekeh Editor
- 14 مارس، 2023
- المحطة الرئيسية, المحطة العربية
- 0 Comments
السكة – المحطة العربية – كتب محمد أبو رحمة
الاستدارات الكبرى، التحول الاستراتيجي، اعادة الحسابات، البحث عن مكان في المرحلة القادمة ، هذا ملخص التعبيرات الأثيرة لدى المحللين، والخبراء الاستراتيجيين في هذه المرحلة من الصراع في المتطقة وعليها.
انتصار محور المقاومة، من هزيمة الاحتلال عام 2000 ، ثم انتفاضة الأقصى، الى فشل مشروع الشرق الأوسط الكيير أو الجديد، ممثلا بكسر ذراع الإرهاب، مرورا بمعارك غزة وانتصار تموز، والاشتباك المتصاعد في فلسطين المحتلة، وليس انتهاء بالاتفاق الإيراني السعودي.
كل هذه المحطات جعلت من دمشق قطب الرحى وعقدة تلاقي الأزمات وحلها في آن معا … الأنظار تتجه الآن الى مركزين هامين من المراكز الجيوسياسية المهمة في المنطقة ، مصر وتركيا … في مصر هناك موقف يتبلور على الطريقة المصرية .. ” حبة حبة” .. فزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق ، والتي يمكن وصف القضايا التي أثيرت خلالها وعلى هامشها “بالنوايا المؤجلة” ..
تركيا التي تبدو لأسباب مفهومة أكثر استعجالا في مد الجسور باتجاه دمشق في موسم الهجرة “إليها” هذه المرة لا “عنها” كما كان في السابق ..
فمن المقرّر أن تنعقد في موسكو، غداً وبعد غد، لقاءات بين مسؤولين من وزارات الخارجية في الدول الأربع: سوريا وتركيا وروسيا وإيران، يُنتظر أن تمهّد لأخرى على مستوى وزراء الخارجية. حتى يوم أمس، استمرّ السوريون في إظهار نوع من «التحفّظ»، في محاولة من قِبلهم، على ما يبدو، لرفع ثمن أيّ خطوة إلى الأمام في المسار التطبيعي مع تركيا، واستحصاله مُسبقاً. ولعلّ ممّا يعزّز ذلك التوجّه لدى دمشق، إدراكها حساسية موقف أنقرة بعد الزلزال وعلى أعتاب الانتخابات، وتقدير الأولى أنها قادرة على كسب المزيد. كذلك، تبدي القيادة السورية حذراً إزاء تسريع هذا المسار، على خلفية مؤشّرات إلى تراجع حتميّة فوز الرئيس رجب طيب إردوغان وحزبه في الانتخابات، ما يردّ الرئيس بشار الأسد وحكومته إلى تحدّي الاستجابة لمطلب أحزاب المعارضة، والمتمثّل في عدم منْح إردوغان «هدية» انتخابية ثمينة