ميناء الفاو : الأكبر في تاريخ العراق الحديث .. ولغز “انتحار” مديره ينتظر الحل!
- Alsekeh Editor
- 14 مارس، 2023
- المحطة الرئيسية, المحطة العربية
- 0 Comments
السكة – المحطة العربية – تحقيقات
إن الأهمية الاستراتيجية لمشروع ميناء الفاو الكبير للعراق، وللمنطقة، وللتجارة العالمية، تتحقق بعد ربطه بـ”القناة الجافة”، والقناة الجافة ببساطة هي مشروع، لتطوير شبكة المواصلات العراقية، وإنشاء شبكة واسعة من خطوط سكك الحديد والطرق الحديثة السريعة، تنطلق من ميناء الفاو، وتربط العراق بأوروبا، عبر ممرين: الأول رئيسي عبر تركيا، والثاني ثانوي عبر سوريا وصولاً إلى المواني السورية على البحر المتوسط.
سُمّيَت بـ”القناة الجافة Dry Canal” تيمُّناً بقناة السويس، إذ تفيد الدراسات حول هذا المشروع بأن نقل الشحنات التجارية من آسيا إلى أوروبا عبر ميناء الفاو ثم القناة الجافة (ممر تركيا) سيختصر نحو 15 يوماً من وقت نقلها الحالي عبر قناة السويس.
التصميم الافتراضي لمشروع ميناء الفاو الكبير بعد إنجاز جميع مراحله، يتضمن عدة منشآت بحرية بمواصفات عالمية، أهمها: 50 رصيفاً (مرسى) لشحن وتفريغ الحاويات Container berths بطول 17 كم وبطاقة 25 مليون حاوية TEU سنويّاً، 20 رصيفاً للحمولات غير المعبأة بحاويات Bulk berths بطول 5 كم وبطاقة 50 مليون طن سنويّاً، 20 رصيفاً للبضائع العامة General Cargo بطول 5 كم، رصيف لشحن وتفريغ السيارات RO-RO berth بطاقة 400000 سيارة سنويّاً، 6 أرصفة لتصدير النفط Oil Products Terminal بطاقة 230000 برميل يوميّاً مع خزانات لواردات المنتجات النفطية بسعة 300000 متر مكعب.
في نيسان/أبريل 2010، قامت الحكومة العراقية في حينها بوضع حجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير، لإنشاء ميناء تجاري في سواحل مدينة الفاو التابعة لمحافظة البصرة (جنوبي العراق)، ليكون الميناء الأكبر في الخليج، ومن كبريات المواني العالمية. قُدّرَت كلفة هذا المشروع حينها بحدود 5 مليارات دولار، وخُمّنَت مدة إنجازه بـ4-5 سنوات.
تلكأ هذا المشروع في الفترة 2010-2021 بسبب عدة عوامل متداخلة. ووصل التوتر المحيط بهذا المشروع ذروته عندما عثر في يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر 2020 على جثة بارك شل هو، مدير فرع شركة دايو المنفذة للمشروع، وقد شنق نفسه في مكتبه بموقع ميناء الفاو.
وأثار الحادث موجة غضب واسعة وشكك كثيرون بقصة الانتحار وإذا ما كانت مدبرة حتى قبل ظهور نتائج التحقيق العدلي. وتعالت مطالبات برلمانية وشعبية بالتحقيق العاجل وكشف ملابسات الحادث.
وينشغل العراقيون منذ سنوات طويلة بقضية بناء ميناء الفاو ويتهمون أطرافا محلية وإقليمية بعرقلة بنائه رغم أهميته الاقتصادية والاستراتيجية البالغة بالنسبة للبلاد.
وكان رئيس الوزراء العراقي وقتها مصطفى الكاظمي، إن «هناك مشكلة حقيقية في ميناء الفاو، فقد تمت المتاجرة به منذ سبعة عشر عاماً، وتعهد العمل بجدية خلال تلك الفترة الفترة على تحقيق مشروع الفاو، وقال أنه يسمح لأحد بأن يمس حق العراق في مشروع بناء ميناء سيادي».
وطالب مجلس النواب في حينه الحكومة بإجراء تحقيق جدي وعاجل لكشف ملابسات حادثة مصرع المدير الكوري. وقال عضو هيئة رئاسة البرلمان حسن الكعبي في بيان: « أن «ما يثير استغرابنا أن قضية انتحار مدير الشركة جاءت بعد الإعلان الرسمي لوزارة الخارجية النقل قبل أيام قليلة عن قرب توقيع عقد المرحلة الأولى لميناء الفاو الكبير مع هذه الشركة الكورية وإتمام الوصول إلى الصيغة النهائية للتنفيذ». ووصف الكعبي، الحادثة بـ«الخطيرة سيما كونها ترتبط بوجوب توفير كل الجوانب الأمنية لكل المستثمرين داخل البلاد فضلاً عن الخصوصية الاقتصادية الموجودة في إنشاء ميناء الفاو الكبير وضرورة الإسراع في استكمال إنجازه بالمواصفات التي يطمح لها أبناء هذا الشعب الكريم بشكل عام وأهالي البصرة الكرام وأصحاب الاختصاص بشكل خاص وبما يجعله واجهة اقتصادية واستثمارية كبرى للبلاد».
وما يزال “لغز انتحار المدير الكوري للمشروع” بانتظار الحل حتى اليوم لكن هذه الحادثة، كانت بمثابة جرس إنذار دفع الحكومة العراقية إلى إبداء المزيد من الجدية والاهتمام بمشروع ميناء الفاو الكبير، بخاصة أن هذه الحادثة أثارت تساؤلات كثيرة في الرأي العامّ حول حقائق ما يجري في هذا المشروع.
في 30 كانون الأول/ديسمبر 2020 وقّعَت الحكومة العراقية عقداً جديداً مع شركة دايو الكورية الجنوبية، بقيمة 2.62 مليار دولار، لإنجاز المرحلة الأولى من هذا المشروع خلال 4 سنوات.