الحركة الأسيرة : نحن لا نموت … ننتصر أو ننتصر …
- Alsekeh Editor
- 16 مارس، 2023
- المحطة الفلسطينية
- 0 Comments
السكة – محطة فلسطين – خاص
الحركة الاسيرة الفلسطينية
2.3.1 مدخل
تحتل قضية الاسرى والمحررين حيزا ومكانة كبيرة ومهمة في السياق الفلسطيني، ولاتكاد تخلو أي مرحلة من مراحل القضية الفلسطينية من اثر لموضوع وملف الاسرى والمحررين، ويمكن اعتبار تجربة الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي تجربة فريدة من نوعها، وتختلف عن باقي تجارب الاعتقال والاسر في العالم، فالاحتلال “الاسرائيلي” لفلسطين من اقدم الاحتلالات في العالم، اضافة الى كون تجربة الاسرى الفلسطينيين مرت بمراحل مختلفه، وواكبت احداث وتطورات كثيرة ومتنوعة.
2.3.1 المراحل التي مرت بها الحركة الاسيرة في فلسطين
إن ولادة الحركة الأسيرة في فلسطين وما لحق بها من قمع للمقاومة والتنظيم بدأ منذ الانتداب البريطاني سنة 1917، وهو العام الذي صدر فيه وعد بلفو، ولا شك أن الانتداب البريطاني عمل على قتل إرادة الشعب الفلسطيني وتمثل ذلك في الاعتقال والحصار وسلب الحريات والحقوق لذا فقد بدأت معاناة الشعب الفلسطيني بالاعتقال والملاحقة على ايدي الانتداب البريطاني لفلسطين، الانتداب الذي بدأ بعد الحرب العالمية الاولى الى عام 1948م.
وعند مراجعة التاريخ والكتب التي تناولت القضية نلاحظ ” الاعتقال وزج الآلاف من الفلسطينيين في السجون عقب صدور وعد بلفور، حيث شملت الاعتقالات أعدادا كبيرة، رافقتها عقوبات تعسفية عديدة، وتجدر الإشارة إلى أن تلك الاعتقالات والممارسات القمعية زادت حدتها بعد ثورة عام 1935م (ثورة عز الدين القسام) و(الثورة الفلسطينية الكبرى) عام 1936م والتي استمرت لمدة ستة شهور ” .
ويمكن تقسيم المراحل التي مرت بها الحركة الاسيرة الى:
2.3.1.1 مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين (1917-1948).
في عام 1917 -ومع نهايات الحرب العالمية الاولى- احتلت القوات البريطانية جنوب بلاد الشام من الدولة العثمانية، وهكذا وقعت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني، ويمكن اعتبار هذا التاريخ هو البداية الحقيقية لتاريخ الحركة الاسيره في فلسطين، ولكن يُصعب ايجاد مراجع معتمده تتناول هذه الفترة التاريخية وتوثق التجربة الاعتقاليه لهذه المرحلة، لكن يُمكن تناول هذه المرحلة من بعض الجوانب المتعلقة بالحركة الاسيرة.
يمكن القول بأن سياسة الانتداب بحق الأسرى الفلسطينيين كانت في قمة الوحشية، فمن جلد إلى سجن إلى نهش الكلاب لهم، والضرب، وتعليق المعتقلين بالأسقف مستخدمين الشنق لإعدامهم، وكي الأجسام، وخلع الأظافر. “وحتى تضمن سلطات الانتداب منع القيام بأي خطوة للفلسطينيين المقاومين كانت تلجأ لإغلاق القرى والمدن عليهم، وإعلانها مناطق عسكرية مغلقه، وفرض غرامات مالية باهظة، ومصادرة الأملاك، واعتقال الأطفال والنساء، إضافة لاستخدام سياسة الإبعاد عن الأهل والأرض، وفرض الإقامة الجبرية على كل ناشط كما حصل مع الكاتب والصحفي (أكرم زعيتر) الذي تم طرده من مسقط رأسه في القدس إلى مدينة نابلس” .
2.3.1.2 مرحلة من النكبة الى النكسة (1948–1967م)
بالرجوع الى معظم المصادر التاريخيه نجد ان هناك غياب التوثيق لموضوع الاسرى في سجون الاحتلال، مع ان هذه الفترة جاءت بعد احتلال فلسطين عام 1948 وما صاجبها من اعتداءات لجيش الاحتلال وعصاباته.
2.3.1.3 المرحلة من 1967 الى عام 1976م
هذه المرحلة عاصرت أحداث صعبة، تلت الاحتلال الكامل لفلسطين، وامتازت بتدني مستوى نشاطات الحركة الأسيرة التنظيمية والثقافية والاجتماعية، ومن مميزاتهذه المرحلة:
أ. شدة الإرهاب والقمع التي تمارسه إدارة مصلحة السجون.
ب. انخفاض درجة التنظيم وما تبعه من نضال وسياسة لدى الغالبية العظمى للمعتقلين والأسرى.
ج. اتخاذ الانتماء العشائري للسيطرة على الخلافات التي تحصل بين المعتقلين في بعض الأحيان.
د. إيجاد مرافق العمل، وما نتج عنها من آثار سلبية، كعرقلة البناء التنظيمي واعتماد نظام السخرة طريقا وسبيلا للعمل من قبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية.
2.3.1.4 مرحلة من عام 1976 الى الانتفاضة الاولى 1987
وقد امتازت هذه المرحلة بمجموعه من الميزات:
أ. بعد اعتقال مجموعات وخلايا تابعة لحركات المقاومة الفلسطينية، ودخولها للسجون بدأت مرحلة المخاض لولادة الحركة الاسيرة وتحولها لجسم مُنظم وفق هيكليات تنظيمية وادارية قادرة على التعامل مع اعداد الاسرى الفلسطينيين ومواجهة ادارة السجون “الاسرائيلية”.
ب. عملية التبادل في العام 1985م، وسيتم الحديث عنها في الدراسة لاحقا.
ت. ومن ميزات هذه الفترة ايضا مجموعة من الإضرابات التي خاضها الأسرى لتحصيل مجموعة من حقوقهم، ومن هذه الإضرابات المهمه: اضراب عسقلان 1976-1977، وإضراب نفحة عام 1980م، وإضراب جنيد عام 1984م. “وفي عام 1987 قام الأسرى بخوض إضراب أستمر لمدة 20 يوم في سجن الجنيد للوقوف ضد القرارات التي عملت على إستهداف البنية التحتية للسجون”.
ث. تحقيق مجموعه من المكاسب والمنجزات المهمهللاسرى، مثل السماح بادخال الكتب والاقلام والراديو والتلفاز، وبدء النشاط التنظيمي والفكري والثقافي للاسرى داخل السجون.
2.3.1.5 المرحلة من 1987 الى اوسلو 1994م:
تبدأ هذه المرحلة مع اندلاع الانتفاضهالفلسطينيهالاولى، ومارافق هذه الانتفاضه من مواجهة مع الاحتلال، وتصاعد في العمل الوطني، ادت لارتفاع في اعداد الاسرى في سجون ىالاحتلال، وساهم ذلك في تطوير واقع الحركة الاسيرة، والعمل التنظيمي، واكتسبت الحركة الاسيرة قدرة اكبر على الادارة والتنظيم، وبرزت لوائح داخليه لتنظيم حياة الاسرى في السجون كلٌ حسب تنظيمه وفصيله ، وانتهت هذه المرحلة مع اتفاق اوسلوا وما صاحبه من تطورات اثرت على الحركة الاسيرة.
2.3.1.6 المرحلة من اوسلو الى انتفاضة الاقصى 2000م:
كان لاتفاق اوسلو أثرا واضحا على الحركة الاسيرة، بل أنه احدث انقلابا كبيرا في واقع الاسرى، فقد تم اجراء مجموعه من الافراجات عن الاسرى، حيث تم الافراج عن اسرى ينتمون للمنظمات المؤيدة لاتفاق اوسلو، وابقت على الاسرى المعارضين للاتفاق، مما ادى لانخفاض كبير في عدد أسرى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وارتفاع في عدد اسرى حركة المقاومة الاسلامية حماس (خاصه مع اشتداد عمليات حماس الاستشهادية) مماأدى لانتقال التمثيل الاعتقالي من اسرى حركة فتح الى اسرى حركة حماس، واصبح اسرى حركة حماس يديرون السجون في تلك المرحلة .
2.3.1.7 المرحلة من انتفاضة الاقصى 2000 الى الانقسام الفلسطيني 2007م: