“أترضاهُ على نفسك”

السكة –  كتبت  رماح خاطر – “أترضاهُ لأختك” جملة تُقال لوضع الحُجة على الرجل في حال كانت المرأة أمامه متحررة، تعمل ما تشاء تلبس ما تشاء تخرج كما تشاء تمتنع عمّن تشاء وتقبل من تشاء،

لكنها لا تقال في حال تعرضت المرأة للإهانة أو للضرب أو للتزويج بالغصب أو للحرمان من التعليم أو للطلاق الشفهي أو للزواج عليها أو لحرمانها حقوق الورث وتمرير جنسيتها لأولادها أو مساواتها بالأجور أو أو ..

امرأة تزوج عليها زوجها، أترضاهُ لأختك؟
– نعم أرضاه فهذا شرع الله.

امرأة تعرضت للضرب، أترضاه لأختك؟
-نعم أرضاه فهذا شرع الله.

امرأة تعرضت للخيانة، هل ترضاه لأختك؟
-نعم أرضاه كل ابن آدم خطّاء.

امرأة مُنعت حق السفر والتعليم والحب والزواج بمن تريد، او أن تلبس ما تريد، هل ترضاه لأختك؟
-نعم أرضاه ، أبي أدرى بمصلحتها.

حسناً هل ترضى كل ما سبق على نفسك؟
-ماذا؟؟!! أنا رجل!!بالطبع لا!!

وماذا عن المرأة التي تنسحب تحت ظل هذهِ الأسئلة وتتماها معها؟ ماذا لو سألناها هل ترضين عزيزتي المرأة على أخوكِ أيّاً مما سبق؟
-بالطبع لا! هذا أخي وهو رجل.

اذاً يبدو السؤال في ذهن العوام سؤال متعلق فقط بالأمور المفهومة لدى السائلين أنها تضر بسمعة ذكور العائلة، وليس من ضمن هذهِ الأمور أن تُهان كرامة المرأة بالضرب مثلاً او أن تستباح حياة هذهِ المرأة بالقتل اذا استوجب، أو أن تُنهب مقدّرات هذهِ المرأة العقلية كأن يتم حصرها داخل جسد يُنجب العيال ويعتني بشؤون البيت ويلبي رغبات السيد، أو أن يُصادر على مشاعرها كأن تمنع من أن تختار شريكاً لحياتها الأمر الذي قد يودي لإجراءات عنيفة في ظروف عديدة اذا انكشف امرها مثلاً انها على علاقة مع زميلها بالجامعة أو ابن الجيران..

هذا السؤال يفترض مسبقاً أنك تملك ما تُسأل حوله، فإن رضيت فهو ملكك على أية حال، وإن رفضت فهو كذلك الأمر، وفي الحالتين العواقب عليك بالقبول والرفض.
انهُ سؤال يفرّغ المرأة تماماً من فكرة أنها تمتلك إرادة،
أو أن إرادتها تنزعها دائماً نحو الإنحلال الا في وجود مقّوم هو يقوّم هذا الاعوجاج الموجود في أصل المرأة بطبيعة الحال!!

سيبدو هذا السؤال (اترضاهُ لأختك) فخاً اسنانهُ تجرح من يقع وتقع فيه!
يجرح في مبدأ رجل يرضى على غيره ما لا يرضاه على نفسه، ويجرح في عدالته من حيث ما ارتضاه على نفسهِ بأن يكون طاغية، وما ارتضاه على غيرهِ بأن تكون مسلوبة الإرادة.

ويجرح في كرامة امرأة ترتضي على نفسها ما لا تقبله على أخيها الرجل، ويجرح في قواها العقلية إذ سمحت بالإقتناع والإقناع حول أمر كهذا.

فما الحل؟ الحل دائماً أن يضع كل واحد فينا نفسهُ مكان الآخر، مكان أخته أو أخت الآخر، مكان صديقه أو زميله بالعمل.. الخ، ثم على إثر ذلك يتحدد شكل السؤال بشكل أكثر إنسانية؛ (هل ترضاهُ على نفسك)؟..

اترك تعليقا

NEW