انتحار “السعودية المتحولة جنسيا”.. واميركا تفتح تحقيق بالقضية

السكة – محطة الجالية العربية- وكالات – تحقق السلطات الأميركية فيما يبدو أنه انتحار امرأة سعودية متحولة جنسيا، بعدما أجبرتها عائلتها، عبر وسطاء أميركيين ومحام سعودي، على مغادرة الولايات المتحدة والعودة إلى المملكة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ  “فايس نيوز”: لقد اطلعنا على هذه التقارير ونحقق في هذه المزاعم”.

ورحب أصدقاء إيدن  بالتحقيق، على الرغم من أن البعض أعرب عن مخاوفه من عدم الوصول إلى نتيجة”، حسب صحيفة “الاندنبندنت”.

في 12 مارس، نشرت إيدن نايت، وهي امرأة سعودية متحولة جنسيا وتبلغ من العمر 23 عاما، منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي توضح فيها نيتها “الموت منتحرة” بعد أن صادر والداها مرارا علاجها بالهرمونات.

وفي المنشور، تحدثت عن ملابسات مغادرة الولايات المتحدة إلى منزل عائلتها في السعودية، حسب تقرير ” فايس نيوز “.

وكتبت إيدن: “آمل أن يصبح العالم أفضل بالنسبة لنا، آمل أن يشيخ شعبنا، آمل أن نرى أطفالنا يكبرون ليقاتلوا من أجلنا، آمل أن تكون حقوق المتحولين جنسيًا في جميع أنحاء العالم”.

وفي رسالة الانتحار، قالت إن والديها استعانوا بـ”وسطاء” أميركيين للمساعدة في إعادتها إلى “المملكة الاستبدادية وإجبارها على الابتعاد عن الولايات المتحدة”، وفقا لتقرير لصحيفة “الاندب “البريطانية.

وقالت إن الوسطاء عرفوها على محام سعودي في واشنطن العاصمة جعلها تعتمد عليه ببطء في “الطعام والمأوى” بينما كان يضغط عليها لتعيش كرجل، مما أدى بها إلى الانهيار العقلي والاستجابة لمطالب عائلتها.

وفي المنشور وصفت والديها بـ”المسلمين المحافظين الصارمين”، وقالت إنهم قاموا بتخويفها وتوبيخها وحرمانها من الحصول على الأدوية الهرمونية حتى تحطمت روحها.

وبعد فترة وجيزة من نشرها الرسالة، ذكرت منشورات من حسابات عائلتها على موقعي “تويتر وتليغرام” أنها توفيت.

وفي 14 مارس، أعاد حساب “مجتمع الميم العربي”، مشاركة منشور إيدن، وقال إن الرسالة كتبتها العابرة الجنسية السعودية قبل انتحارها بلحظات وبعد استدراجها من  واشنطن للرجوع إلى أهلها في السعودية”.

وحسب ما ذكره حساب “مجتمع الميم العرب”، فقد تم إجبار إيدن على ترك الأدوية الهرمونية والعيش كرجل.

ما الذي حدث؟

في ربيع عام 2022، بعد أن أنهت إيدن دراستها الجامعية وكانت تبحث عن مسارات للبقاء في الولايات المتحدة، وانتهى بها الأمر بالعيش في جورجيا، مع الزوجين، بايلي وهايدن، اللذين كانا يتطلعان لاستضافة ودعم الأشخاص المتحولين بلا مأوى.

وفي أغسطس، اتصل رجل بإيدن هاتفيا وعرض مساعدتها على إصلاح علاقتها المتصدعة مع والديها، وفقا لما ذكره هايدن لموقع ” VICE News “.

وسمع هايدن التفاصيل بعدما وضعت إيدن المكالمة الهاتفية على مكبر الصوت.

هذا الرجل، وفقا لمذكرة إيدن والرسائل المباشرة التي أرسلتها في ذلك الوقت وتمت مراجعتها بواسطة VICE News” ، كان مايكل بوكاليكو ، وهو متعاقد حكومي في منطقة واشنطن متخصص في “التحقيقات والاستخبارات والإنترنت”.

قال هايدن وبايلي إن إيدن تحدث مع بوكاليكو أسبوعيا.

في مذكرتها، كتبت إيدن أن هذه المكالمات “بدت غير ضارة ومفيدة جدًا بصراحة”.

وانتقلت إيدن في النهاية من منزل هايدن وبايلي في جورجيا في أكتوبر بعد أن شجعها بوكاليكو على الذهاب إلى واشنطن العاصمة، وفقًا لمذكرتها والعديد من الأصدقاء.

كتبت إيدن في مذكرتها أن بوكاليكو وشريكته إيلين كول، إلى جانب محامٍ سعودي يُدعى بدر، قابلوها في محطة القطار وأخذوها إلى فندق.

بعد ذلك، أصبح بدر نقطة الاتصال الوحيدة بالسعودية المتحولة جنسيا.

وتقول فيكتوريا وهي صديقة للمرأة السعودية المتحولة جنسيا، إن المحامي السعودي أجبر إيدن على ارتداء ملابس رجالية، وضغط عليها لوقف العلاج بالهرمونات، واشترى لها بدر رحلة العودة إلى السعودية.

وفي مذكرة إيدن، وصفت بالتفصيل كيف توقفت في النهاية عن العلاج بالهرمونات البديلة، وغيرت ملابسها، واستسلمت لضغوط “عدم التحول”، بعد لقاء والديها.

وقالت ميريك ديفيل، وهي صديقة إيدن  والتي كانت تقود جهودا لتجميع أدلة حول قضيتها للصحفيين والناشطين: “إن الإقصاء القسري هو تعذيب”، حسب “الاندنبندنت”.

وحاولت إيدن مواصلة العلاج بالهرمونات البديلة سرا أثناء وجودها في السعودية، لكن والديها عثروا على الأدوية أكثر من مرة، حسب ما ذكرته المتحولة جنسيا في رسالتها وما ذكره أصدقائها.

واعترف والداها أنه تم تعيين “بدر وبوكاليكو وكول” لإعادة إيدن إلى السعودية، ووبخوها أيضا ووصفوها بأنها “غريبة الأطوار”.

اترك تعليقا

NEW