هناك العديد من الأمراض الجلدية والتي تصيب سطح الجلد تاركة بعض العلامات عليه. ولعل أكثرها شيوعاً هي الشامات والثؤلول والزوائد الجلدية التي تظهر بشكل عشوائي في الجسم وتتركنا في حيرة من أمرنا، هل هي خطيرة؟ ما سببها؟ كيف نتعامل معها؟ وبما أن الجلد هو أكبر عضو في الجسم، وعلامات الجلد هذه قد تظهر في أي مكان، لذلك وجدنا أنه بالأحرى معرفة تفاصيل أكثر عن هذه المشاكل الجلدية لتكون قادراً على التمييز بينها، لتستطيع التعامل معها بشكل صحيح.
❗ لا تُغني المعلومات الواردة في هذا الموضوع عن استشارة الطبيب، فهذه المعلومات لأغراض التوعية فقط.
الثؤلول أو عين السمكة
الثؤلول الشائع أيضاً باسم السنطة، هو عبارة نمو جلدي يشبه البثور ولكن بملمس خشن، وقد ترى نقطة سوداء متمركزة في الثؤلول – وهي عبارة عن وعاء دموي. والسبب الرئيسي للإصابة بعين السمكة هو مهاجمة جسمك من قِبل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وفي بعض الأحيان يتمكن جهاز المناعة في التصدي لهذا الفيروس والقضاء عليه، ولكن إذا انتصر الفيروس فيكون شديدي العدوى، فقد ينتقل بين أجزاء الجسم من اللمس، أو حتى للأشخاص الآخرين.
أكثر الفئات إصابة بالثؤلول هم الأطفال لأنهم غالباً ما يُصابوا بجروح على جلدهم، وأيضاً كبار السن يكونوا معرضين بشدة للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وكذلك الأشخاص المصابون بأمراض المناعة الذاتية أو ضعف جهاز المناعة، ويستطع الطبيب تشخيصها بمجرد النظر إليها، وفي بعض الأحيان الأخرى قد يستلزم الأمر أخذ خزعة للتأكد من الإصابة.
كما ذكرنا فإن جهاز المناعة قادر على التعامل مع هذا النوع من الفيروس من تلقاء نفسه، ولكن الأمر قد يستغرق سنوات، نظراً لقدرة الثؤلول على الانتشار، كما أنها تُسبب ألماً وإزعاجاً للمريض. ولهذا قد يُوصي بضرورة التدخل الطبي والجراحي.
الزوائد الجلدية
الزوائد الجلدية هي عبارة عن نمو للجلد أشبه بالشامات ولكنه بارز عن السطح. ويتراوح حجم معظم الزوائد الجلدية بين 1-5 مم على الأغلب، وفي حالات أخرى قد تتضخم الزوائد الجلدية ليصل حجمها إلى بضع سنتيمترات. وظهور الزوائد الجلدية شائع للغاية، فحوالي 50% من الأشخاص لديهم زوائد جلدية ولو واحدة على الأقل! وتتركز الزوائد غالباً في طيات الجلد التي غالباً ما تحتك ببعضها البعض، كالجفون والإبط وكذلك الرقبة. ويُمكن أن تظهر تلك النتوءات الحميدة في أي مكان في الجسم خاصة مع التقدم في العُمر، وبعض العوامل تُحفز من ظهورها مثل:
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
- الإصابة بداء السكري.
- الحمل.
- الشق الوراثي والجينات.
- الإصابة باضطرابات الجلد المختلفة، مثل متلازمة بيرت – هوغ – دوبي .
- الوزن الزائد.
ويستطع الطبيب تأكيد إصابتك بالزوائد الجلدية بمجرد النظر إليها، وفي بعض الأحيان قد يحتاج لأخذ خزعة. وفي العموم فإن تلك الزوائد تكون حميدة ولا تُمثل أي تهديد خطير، ولكن قد يكون شكلها مزعجاً وغير مريح للبعض، خاصة عند احتكاكها بالملابس والإكسسوارات، وفي هذه الحالة، يُمكن للطبيب إزالتها بسهولة.
الخلد – الشامة – الوحمة
الشامة أو الشائعة في بعض البلدان باسم الوحمة، هي عبارة عن علامة جلدية عادة ما تكون سوداء أو بنية اللون، وهي نتاج اتحاد الخلايا الصبغية معاً، وهي الخلايا التي تصنع الصبغة في أجسامنا والتي تمنح بشرة كل شخص لونها الطبيعي. ولا تتقيد الشامة بمكانٍ محدد، فهي قد تظهر في أي مكان على الجلد أو الأغشية المخاطية، في حين أنها تظهر بوجه الخصوص في الأماكن الأكثر تعرضاً للشمس. فإذا كنت تقضي الكثير من الوقت في ضوء الشمس، فتوقع أن يزداد عدد الشامات لديك.
ووفقاً للأطباء، فإن معظم الشامات تظهر على الأشخاص قبل بلوغهم العشرين من عمرهم، وغالباً ما ينمو الشعر عليها. وحتى لا تُصاب بالقلق، فمتوسط عدد الشامات الطبيعي للبالغين هو من 10 : 40 وحمة. وبمرور الوقت يطرأ على الوحمة بعض التغيرات كتغيّر لونها لتُصبح أقل حدة وكذلك تتغير مساحتها، والبعض الآخر قد يختفي تماماً.
وتُمثل الشامات خطراً عند كِبار السن، أو في حالة إذا ازداد عددها أو حجمها أو حتى تغيّر مظهرها عن المعتاد، فكل هذه الأسباب تدعوك لفحصها عند الطبيب المختص للتأكد من الأم. ويُمكن للطبيب إزالتها جراحياً بكل بساطة إذا كانت تُسبب لك الإزعاج.