رمضان في العالم العربي .. “الرياح السيئة” .. والفقر وارتفاع الأسعار
- Alsekeh Editor
- 20 مارس، 2023
- المحطة الرئيسية, المحطة العربية
- 0 Comments
السكة – المحطة العربية – خاص
رمضان ذلك الشهر الفريد في مكانته الدينية كأحد أبرز العبادات، وفي تأثيره الإجتماعي باعتباره يغير تفاصيل الحياة العادية لمئات ملايين الناس. هو الشهر الذي يمس كل صغيرة وكبيرة في التفاصيل الاجتماعية، والاقتصادية، من أوقات العمل مرورا بمواعيد تناول الطعام، وليس انتهاء بالسحور، وتقاليد تناول الإفطار، حيث يختفي أكبر عدد من المسلمين العرب وفي العالم الإسلامي من الشوارع دفعة واحدة، في طقس هو الأكبر من نوعه على مستوى المجتمعات البشرية، وبشكل يرى فيه العرب تعبيرا عن الوحدة، والمشاركة التي قل نظيرها في العالم العربي.
يأتي هذا العام والأمة مجروحة في حروبها، ونزاعاتها ، وفقرها .
ويمكن القول أن الحروب المتلاحقة ، الى جانب فشل الخطط الاقتصادية لمعظم الأنظمة، وليس انتهاء بالفساد الذي استنزف موازنات الدول بشكل غير مسبوق .
فلسطين .. وانتفاضة شعبها التي لا تتوقف، وحصارها اقتصاديا، وابتزازها من الداخل عبر الاحتلال، ومن الخارج عبر المساعدات المشروطة بتنازلات تمس الحقوق، وتهدر التضحيات.
الا أن شعبها تمكن عبر تاريخ من الصراع من تطوير وسائل دفاع ذاتي، عبر احياء فكرة الاكتفاء الذاتي والاستغناء تدريجيا عن قيم الاستهلاك عبر الاعتماد على الزراعة ، والانتاج المحلي.
وفي الأردن
يترقب الأردنيون مآلات الأسواق قرب حلول شهر رمضان الكريم، في ظل عدد من التحديات الاقتصادية التي تغلف المشهد وتُفضي إلى مزيدٍ من الضغوط على الأسر قبيل شهر يرتفع فيه الطلب على السلع الأساسية، ومن ثم ترتفع الأسعار، وبما ينعكس على معدلات التضخم في البلاد.
ويأتي ذلك في وقت يواجه الأردن، كغيره من اقتصادات مختلفة حول العالم، آثار الصدمات المتتالية التي تعرض لها الاقتصاد العالمي، بدءًا من جائحة فيروس كورونا، وحتى الانعكاسات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للحرب في أوكرانيا، لا سيما على الاقتصادات التي تعتمد على الواردات الغذائية من الخارج.
وبالنظر إلى أن المملكة الأردنية تستورد قرابة الـ 80 بالمئة من غذائها من الخارج، طبقاً للتقديرات الرسمية، وبكلفة تتجاوز سنوياً الـ 4 مليارات دولار، فإن أسعار السلع، ولاسيما الأساسية منها، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بارتفاع الأسعار الخارجية وبالتالي معدلات التضخم المستورد، وهو ما يعزز مخاوف المواطنين من ارتفاعات متتالية للأسعار، خاصة مع حلول “موسم صعب” يشكل ذروة الطلب والاستهلاك سنوياً.
وفي المغرب
مع اقتراب شهر رمضان، أطلق خبراء حملات توعية، بهدف للتصدي لانتشار المواد الغذائية المغشوشة أو ذات الصلاحية المنتهية.
ودعا خبراء في مجال الاستهلاك عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى ضرورة تدخل السلطات بمراقبة المنتجات الغذائية، وتشديد المراقبة على المواد التي لا تراعي الشروط الصحية.
ودعت جمعيات حماية المستهلك عموم المغاربة إلى اتباع بعض النصائح المهمة خلال رمضان، من قبيل ملاحظة تاريخ الإنتاج وتجنب المنتجات المغشوشة.
ودعت إلى شراء منتجات غذائية ذات جودة، مع الحرص على أن تكون مرقمة وحاملة لتاريخ الصلاحية ومؤشرا عليها من طرف المصالح المختصة، وعلى رأسها المكتب الوطني لصحة وسلامة المنتجات الغذائية.
وقال الأمين العام لجمعية حماية وتوجيه المستهلك نبيل قليعي، في تصريحات لوسائل اعلام، إن المواد الاستهلاكية التي يتم تداولها في الأسواق والمتاجر في رمضان تتعدد، وفي بعض الأحيان يحدث أن تكون مغشوشة أو ذات صلاحية منتهية.
وأضاف قليعي أن “المواد منتهية الصلاحية أو المغشوشة يمكن أن تسبب العديد من المشاكل الصحية للمستهلكين، بما في ذلك الإصابة بالتسمم الغذائي والأمراض الجرثومية والفيروسية وغيرها”.
وفي لبنان
فرضت الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تلتف حول أعناق اللبنانيين، ظروفها التقشفية على الزينة الرمضانية، التي اعتادت بيروت أن تتزين بها قبل حلول شهر الصيام بأسبوعين على الأقل.
من يتجول في شوارع العاصمة اللبنانية قبل أيام معدودات على حلول شهر رمضان، يفتقد الزينة الرمضانية التي اعتاد اللبنانيون على رؤيتها في شوارع المدينة وعلى شرفات المنازل، كتقليد رمضاني ثابت ينتظره السكان بشغف عاما تلو الآخر.
ووسط مساع حثيثة من مؤسسات دار الأيتام الإسلامية (الجهة المخولة بتزيين شوارع العاصمة بيروت في رمضان) اقتصر الأمر على زينة خجولة في 3 شوارع رئيسية فقط من عشرات الشوارع التي كانت تزدان بزينة رمضان في أعوام سابقة .
في حين يأتي رمضان هذا العام ولبنان يرزح تحت وطأة ازمة اقتصادية غير مسبوقة دفعت الليرة اللبنانية الى الانهيار، وزاد قرار البنك المركزي اللبناني احتاز مدخرات اللبنانيين في البنوك من الأزمة تعقيدا .
وفي سورية
أدت الحرب الكونية عليها، الى جانب العقوبات الأمريكية الى ارتفاع فلكي في أسعار السلع الأساسية، وكنيجة مباشرة تضاعفت معدلات الفقر والبطالة. وربما لن يجد السوريون هذا الشهر ما اعتادت موائدهم على الوفرة فيه .