شرم الشيخ ملاحق سرية واذلال لعرب التفاوض ..

السكة – خاص وحصري – كتب محمد أبو رحمة

منذ “جنحت منظمة التحرير الى السلم” عبر برنامج النقاط العشر عام 1974 ، مرورا باتفاقية كامب ديفيد عام 1979 ، ثم مؤتمر مدريد عام 1991 ، وليس انتهاء باتفاقيتي أوسلو ووادي عربة، تكاد تحتل “مفاوضات السلام بين العرب و”الاحتلال الإسرائيلي” صدارة المفاوضات عبر التاريخ الحديث لجهة امتدادها الزماني ، واتساعها المكاني عبر عدد يصعب حصره من مدن وعواصم العالم.

لا بل يصعب على كل متابع لشأن الصراع حصر عدد المؤتمرات الدولية، والقرارات، والإجراءات التي طلبت من العرب ، ومن الفلسطينيين خصوصا في سياق بناء “هذا السلام ” الماراثوني الأطول والأكثر احتيالا، وتسويفا ومماطلة حتى بات موضع سخرية وتندر لدى أوساط أخذت في الاتساع بين قطاعات كبيرة من الشعب الفلسطيني.

في البدء كان الحديث عن “السلام” ثم عن “عملية السلام” ثم عن ” عملية صنع السلام” ، عن ” عملية بناء الثقة من أجل صنع السلام” ، ثم عن “عملية بناء الثقة من أجل صتع السلام وإعادة القطار االى السكة” …

كل تلك الانتقالات في المصطلحات كان يمررها “رعاة السلام” الأمريكيين الى العقل السياسي العربي، ومنه الى وسائل الإعلام العربي وتهدف في الأساس الى تمرير وجود كيان الإحتلال وتكريس الإحتلال كأمر واقع .

وعلى ذات الصعيد استمر الإحتلال في قضم الأرض، وبناء المستوطنات، وشن الحروب، وارتكاب المجازر، واعادة فك وتركيب التنظيمات الفلسطينية لتتحول الى سلطة ترى في التنسيق الأمني أمرا مقدسا؟ّ وترى في المقاومة إرهابا، وعبثا ، وتتبنى في خطابها اليومي نفس المفردات “الصهيونية” في اشارة الى استكمال عملية غسل الدماغ لتتحول الى احتلال للعقول أخطر بكثير من احتلال الأرض؟!.

أصبحت الحرب على الجبهة الثقافية، تشمل تغييرا جذريا في لغة وسائل الإعلام، وفلسفة التربية والتعليم، والمناهج المدرسية، وتفكيك مركزية القضية الفلسطينية في عقول العرب، وفي عقول قطاع غير قليل من الشعب الفلسطيني نفسه.

لقد ازيح اسم الوطن العربي ليصبح “الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ثم ازيح تعبير الصراع العربي الإسرائيلي ليصبح “النزاع الفلسطيني “الإسرائيلي”، ثم ازيح اسم فلسطين المحتلة ليصبح ” الأراضي المتنازع عليها”، وأخيرا أزيح اسم الشعب الفلسطيني ليصبح ” سكان المناطق” .. وبات المراقبون لا يميزون بين لغة وسيلة اعلام يفترض أنها عربية، وبين صفحة الترجمات عن إعلام العدو أيام الصحافة الورقية .

كل ذلك حدث بينما الجهود على قدم وساق تجري لتخليق سلطة شوهاء مسخ تقوم على الرواتب والرتب، والامتيازات وصفقات المتاجرة بوكالات المنظفات، والمواد الغذائية، ولوازم البناء، وتضخم ثروات قادة السلطة وأبنائهم وزوجاتهم، وعائلاتهم، ومناة الثالثة الأخرى؟!

كل ذلك حدث ويحدث في ضوء حديث، لم يعد سرا، عن ملاحق سرية رافقت كل مؤتمر، وصاحبت كل اتفاقية، ولا يخفى على مراقب لشأن الصراع أن الحديث عن ملاحق سرية يعني المستوى الأمني، واستكمال تجنيد أجهزة أمن عربية بالكامل لمصلحة التعاون مع العدو، وبالأخص أجهزة أمن السلطة ذاتها التي فاخر قياداتها، في غير مناسبة، أنهم كانوا وراء تمكين العدو من تنفيذ مئات الإغتيالات، والاعتقالات، وعمليات الإجتياح؟.

انها المفاوضات الوحيدة عبر تاريخ الصراع السياسي في العالم، التي يخسر فيها العرب، يوما وراء يوم، كل ما تبقى لهم مما صارعوا عليه لتحصيل حقوق شعوبهم، ويمكن لكل مراقب موضوعي أن يلاحظ أن الخاسر الأكبر في كل هذه المروحة الشاسعة من المفاوضات والمؤتمرات هو الشعب الفلسطيني التي تشكل أرضه وحقوقه عقدة الحل والربط لمجمل الصراع في المنطقة وعليها.

ثم ها هو مسلسل المؤتمرات يضيف الى رصيده مؤتمرين في وقت فلكي ، مؤتمر العقبة، ومؤتمر شرم الشيخ، في ضوء حكومة احتلال لا ترى أن شعب فلسطين موجود، وتعيد بذلك هذيان غولدا مائير، وخرافات بن غوريون، وتسترد ديباجة العقيدة الاستعمارية الغربية بكل تفاصيلها .

أنها المفاوضات بين عرب لم يعد أحد منهم يملك شيئا ليفاوض، وبين سلطة احتلال تملك عقيدة تحتقر من يفاوضها، بقدر ما تخاف من يقاومها، ولا تجد حرجا في التصرح علنا أنها ترى في الأردن حتى حدود السعودية أرض الرب التي وعدها لشعبه المختار.

وهناك .. على ارض فلسطين حيث يخلق جيل تفوقت نزعة المقاومة فيه على كل التوقعات ، يجلس من لا يملكون سيطرة عليه، ليفاوضوا من يحتله، مضيفيين الى أكوام الورق ، ورق المؤتمرات البائدة، كومة أخرى، وما أن يعود المؤتمرون والمتآمرون من شرم الشيخ، حتى يتلقون صفعة حوارة، وانتفاضة شعب لا يقهر .

العرب المشاركون في مؤتمري العقبة وشرم الشيخ  و رجالات التنسيق الامني من قيادات السلطة  لقد خرجتم من مؤتمركم ببيان تنافختم فيه  بانكم استطعتم  الضغط على الاحتلال لوقف  الاستيطان وتخفيف التصعيد ووقف الاقتحامات الاسرائيلية للمدن الفلسطينية  كل هذا حبر على ورق .

اليكم ايها السادة نتائج مؤتمر شرم الشيخ على الارض :

ضم الاردن  لخارطة إسرائيل الكبرى الى حدود العاصمة السورية

انكار وجود الشعب الفلسطيني

ايقاف بث اذاعة صوت فلسطين في القدس والداخل الفلسطيني

 

وهذا الصباح  قوات الاحتلال تقتحم عدة منازل وتحوّلها إلى ثكنات عسكرية في قرية زيتا شمال طولكرم.

تحديث ..

وفي نبأ لاحق أصدر الاحتلال أمرا عسكريا بمصادرة 1181 دونما من قرية صفا غرب رام الله

 

اترك تعليقا