أمي خيمتنا الأخيرة

السكة – كتبت لينا عدوي – قابعة وراء مكتبي الخشبي اتصفح رواية أرسلت لي من بلاد بعيدة ، اكثر من بعد تلك الغابة التي اتت بأشجار مكتبي هذا وبقدرة قادر صار امامي بعد ان كان ربما تابوتا باهظ الثمن يحمل اجسادا نالت منها الحياة .

حياتي هنا يا امي مشوقة ، مليئة بالاحداث المتسارعة ، فالصغار يكبرون ولغتي الانحليزية في تحسن وما زلت اهتم لقوامي واعتني بآثار ندبة قديمة في اسفل شفتي الا ان ندوب القلب توجع .

لقد اصبت بانفصام ، ولكن ما الجديد لطالما كنت تقولين لي عندما اغضب: مجنونة .

ذلك لم يكن جنونا كان يميل اكثر للارتياح ، افتقد صراخي وضحكي ونومي بقربك في الشتاء وانت تعدين شاي المساء على المدفأة القديمة .
وبقدر اشتياقي بقدر ما اسجد شكرا لله قائلة الحمد لله الذي اخرجني من هذه البلدة الظالم اهلها … هذه هي الشيزوفرينيا الحقيقية .

انا لا اشتاق للجدران والابواب والجيران الفضوليين، والمقربين الذين ينتظرون سقوطا او سهوا ، اشتاق لك ِ لدعواتك التي تفتح ابواب السماء وتحعل دربي اخضرا بلا شوك .

امي يا مظلتي التي ظلت تكبر وتكبر كخيمة تأوينا نحن اللاجئين اليك ، كنتِ مسمار الامان الوحيد وعليه اعلق خوفي وأركل ضعفي .

امي الجميلة في كل عام اهرع فيه لشراء حقائب سفر وملابس جديدة وتذاكر باهظة الثمن واجلس في الطائرة مكبلة من مشرق الشمس حتى المغيب تسبقني اليك طفولتي الهاربة، واخاف من يوم تهبط فيه طائرتي لأرض لا اجدك عليها ، حينها ستودعني ضفائري واكبر سأكبر كثيرا يا امي .

اترك تعليقا

NEW