الحوراني يكتب .. لحدود السماء حيث أمي

السكة – كتب عبدالناصر الحوراني – بعيدا بعيدا حتى حدود السماء، قلبي يسافر الى حيث لا زمان ولا مكان ، بعيدا بعيدا صاعدا من نجمة الروح الى تفاصيل ذاك الحنين .

ليديها وهي تطارد غيمة لتحلبها فرحا يمطر فوق صحراء روحي ، لخصلات شعرها المجبولة بحناء الارض المقدسة حول حدود قلبها ، لقامتها المسنونة كرماح المحاربين في اساطير الاقدمين .

لهذا الحزن الساكن في زوايا عينيها منذ الرحيل الاول عن قبلة الرب الى مخيمات اللجوء، حاملة شتلة برتقال من ارض يافا لكي تزرعها في اثلام يديها فتخضر وتصبح وطنا لنا. تسعة اطفال وصرنا في طابور التموين انفارا .

نلتصق بها عند الفرح نستظل ذراعيها عند الخوف ، تسعة كنا تحت جناحيها ننام ونلهو وعندما نجوع ، يكفي ان تمرر اناملها فوق خصلات شعرنا ، لتتنزل ولائم الرب فرحا وخبزا وازهار رمان بيضاء كقلبها.

بخيط ثوبها وهي تصعد للسماء كوكبا كنا نتمسك بها وقد هرمنا لتعيد الينا احلام طفولة لازالت تحن لتلك البرتقالة التي صارت بين اصابع كفها بيارة وحقل سنابل .

لأمي التي لا زلت ارحل بعيدا بعيدا اليها ، اقترب من جناحيها، فلكم احتاج لظل روحها فأنا اتلفني الزمان واهلك روحي عشق المكان ، لامي يصرخ القلب كل عام وانت كل شيء ، حين صعدت للسماء لم يعد “على هذه الارض ما يستحق الحياة” سوى ذكراك وحبة برتقال من يافا .

One Reply to “الحوراني يكتب .. لحدود السماء حيث أمي”

اترك تعليقا