الروائي والشاعر الهندي خوشوانت سينج

محطة كتاب السكة – محمد أبو رحمة
“هنا يرقد رجل لم يكن جيدا أو سيئا، إزاء الناس أو إزاء الله. لا تذرفوا أي دمعة من أجله، كان شخصا دنيئا. كتَبَ أمورا مقيتة وجدَها هو مضحكة. ليتمجّد إسم الله، لقد مات ابن الكلب” ..
هذه العبارات التي تخيل الكاتب الهندي ،الراحل، (خوشوانت سينج ) أن تكتب على شاهد قبره.
لم أقرأ للكاتب من قبل بل بصراحة لم اسمع باسمه اصلا .. لكني حين قرأت “ما يرثي به نفسه” شعرت بثغرة كبيرة في وعيي وثقافتي …
تذكرت مئات الكتب “لزملاء في “ساحتنا الثقافية” .. وهم يدفعون بكتبهم “لأصدقاء” كي يقدموا لها .. ويكيلوا المدائح … … وسرعان ما تكتشف من صفحاته الأولى انك متورط في مقبرة … بل مجزرة من الجمل الميتة .. والمفردات الكفيفة والتراكيب المتيبسة …
ما علينا ..
استوقفني وانا ابحث في تجربة هذا الكاتب ان له رواية بعنوان قطار باكستان .. تحكي مأساة تفتيت الهند على يد الانجليز .. وليس بوسعي بالتأكيد الحديث عنها قبل أن أقرأها “ان استطعت اليها سبيلا” …
لكن ما استوقفني أكثر هو ان هذا الكاتب بدأ حياته محاميا … لكنه اعتزل العمل في المجال قائلا : لم يعد بوسعي العمل في مجال اعتاش فيه من مصائب الآخرين ومشاكلهم … ومن هذا الموقف استطيع ان استنتج على الأقل .. أنه كاتب لديه ضمير … ولديه موقف .. ولديه احترام لنفسه ….. ومع ذلك لم يطمح ان يكتب على شاهد قبره أكثر من العبارات أعلاه …
أتذكر حفلات تأبين بعض الكتاب أو ذكرى رحيلهم السنوية .. وأشعر بالمسخرة … أتذكر حفلات توقيع الكتب وأرغب بالضحك ، اتذكر أسيات الشعر الخاوية وأشعر بالحزن، أتذكر أكوام الدواوين، والروايات، والمجموعات القصصية المتراكمة في مستودعات دور النشر، وعلى الرفوف المغبرة في بيوت كتابها ، وأشعر بالعبث.
محمد أبو رحمة
جميع الحقوق لا يمكن حفظها

اترك تعليقا