فيلم “المنصة” الإسباني .. المسافة بين الحاجة والرغبة
- Alsekeh Editor
- 21 مارس، 2023
- المحطة الثقافية
- 0 Comments
السكة – المحطة الثقافية – كتبت نوارة عباسي
فيلم المنصة: Platform
فيلم اسباني غير مكلف تدور احداثه داخل سجن عمودي مصمم على شكل مجموعة من الطوابق، يتخللها فراغ تملؤه طاولة مليئة بالطعام كل يوم، طاولة واحدة تتحرك رأسيًّا لتطعم عددًا غير معروف من الطوابق، تتوقف لدقيقتين في كل مرة، في كل طابق مسجونان، إذا كان السجين في الطابق الرابع فهو أمام مأدبة ما زالت عامرة، وإذا كان في الطابق الخمسين فسيجد بعض البقايا والعظام، أما إذا كان في الطابق المائتين فلن يصله أي شيء
لو أن كل شخص أخذ ما يحتاجه فقط وليس ما يرغب به ، لبقيت المائدة تحتوي طعاما الى اخر طابق
والفيلم هنا يظهر بوضوح الفرق بين الحاجة والرغبة، فإذا أخذ ما يحتاجه، فهو لا يبذر ولا يسرف وإذا أخذ ما يرغب به يتحول الأمر الى جشع، ومع الجشع تأتي الأنانية، وبعد الأنانية تصير الفوضى. ولهذا كانوا في الطوابق العليا يأخذون ما يريدون ويعبثون بالطعام ونتيجة ذلك لا يصل الطعام الى الطوابق السفلى مما يضطر المقيمين بالطوابق السفلى الى قتل بعضهم بعضا وأكل لحم بعضهم بعضا من أجل البقاء،
إدارة السجن تسمح لكل سجين باصطحاب غرض واحد حسب اختيارهم، جميعهم دخلوا مصحوبين بالسكاكين
ما عدا بطل الفيلم و هو سجين طوعي ، اختار الدخول إلى السجن مصحوبا بكتاب ، رواية دونكيشوت
وجد نفسه يتحول شيئًا فشيئًا لدونكيشوت في عالم ديستوبي، رجل مثقف وحالم، مؤمن بالخير، يشاهد هلاوس بصرية تحت تأثير الجوع والتعب، ويدخل في مبارزات ليس لها نهاية.
حاول اقناع السجناء بالتضامن العفوي بينهم ، و أنه لو أكل كل سجين حسب حاجته فقط لأكل الجميع لكنه فشل ، الأمر الذي اضطره عندما وجد نفسه في الطابق الرابع صحبة سجين أفريقي مسلح بأن ينزلا معا في المائدة و يقسما الطعام بالقوة على كل الطوابق، لم تكن مهمة سهلة ،
أكثر من مجرد مشاهدة للمتعة والتشويق
محاكاة طبقية للواقع المظلم الذي نعيش فيه ،