قصة ” عيد الأم” حول العالم .. ولماذا ندمت من جعلته يوما عالميا؟

السكة – محطة المنوعات – متابعات
أرادت الأميركية آنّا جارڤيس، أن تحقّق رغبة أمّها بتكريس يومٍ للاحتفال بالأم، فقادت حملةً للمطالبة بذلك، توّجت في عام 1914، باعتماد يوم الأحد الثاني من شهر أيار/مايو يوم إجازةٍ على شرف الأمهات.
ولكن سرعان ما استغلّ التجار المناسبة، وجعلوها فرصةً لتحفيز النّاس على شراء الهدايا الثّمينة، من زهور وشوكولا وبطاقات معايدة..، ما دفع جارڤيس إلى تنظيم احتجاجات ضد المتاجر التي ترفع الأسعار تزامنًا مع اقتراب يوم الأم، وقاطعت الاحتفالات بهذه المناسبة، بعدما أدركت أنها خلقت وحشًا، بات رمزًا للجشع والاستغلال.
قبل وفاتها، في عام 1948، بعد أن غرقت بالديون والاكتئاب، عبّرت جارڤيس عن ندمها وقالت لأحد الصّحفيين: ”أنا آسفة جدًا لكوني كرّست عيدًا للأم“.
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     
 تحتفل جلّ الدول العربية بعيد الأم في 21 مارس/آذار من كل عام، وينتهز الكثير من سكان المنطقة الفرصة لإبداء عبارات التقدير لـ”ست الحبايب” في مناسبة جميلة لتذكر تضحياتها من أجل تنشئة أبنائها، بيدَ أنه ليست كل الدول المنتمية لجامعة الدول العربية تحتفل بعيد الأم في هذا التاريخ.

فدول المغرب والجزائر وتونس تحتفل بهذا العيد في الأحد الأخير من شهر ماي/أيار من كل عام، ولنأخذ مثلا العام الماضي، فجوجل احتفل مع مستخدمي الانترنت من هذه البلدان الثلاثة بعيد الأم يوم 26 ماي/آذار، ونشر جوجل على صدر صفحته الرئيسية في نطاقاته بالبلدان الثلاثة، صورة مميزة لأم مع صغارها احتفاءً بهذا الحدث.

ولتقوية احتفاء الدول المغاربية الثلاث بعيد الأم في هذا التاريخ الذي سيصادف هذا العام يوم 28 ماي/أيار، فعدد من الشركات في الدول الثلاثة، في مجال الأزياء والماكياج وحاجيات البيت والسفر تخصص تخفيضات للأمهات، كما تخصص بعض وسائل الإعلام العمومية بالدول الثلاث فقرات عن عيد الأم خلال هذا الموعد.

وليست الدول المغاربية الثلاثة هي من تحتفل لوحدها في العالم بعيد الأم في هذا التاريخ، فالأمر يتكرّر في فرنسا، والسويد، جمهورية الدومينيكان، وهايتي، ومدغشقر، وجزر موريس، وساحل العاج، وبعض هذه الدول تؤجل عيد الأم إلى فاتح يونيو/حزيران إذا تصادف الأحد الأخير من ماي مع عيد حلول الروح القدس.

وعموما فيوم عيد الأم يختلف بشكل كبير عبر العالم، وغالبية الدول تعتمده في شهر ماي/أيار، عدد مهم منها تتخذه في الأحد الثاني من هذا الشهر كالولايات المتحدة، وهناك من يعتمده في الأحد الأول كاسبانيا، وهناك من يعتمده في الثامن من الشهر كما عليه الحال بكوريا الجنوبية، كما توجد دول أخرى اختارت هذا اليوم بعيدا عن ماي كروسيا التي تتخذه في الأحد الأخير من نوفمبر/تشرين الثاني.

هدية عيد الأم
هدية عيد الأم

ويشغل موعد عيد الأم وجدان العديد من الأشخاص حول العالم، للاحتفال بأمهاتهن وتكريمهن بأجمل الهدايا في هذه المناسبة المهمة.

أول احتفال عربي بعيد الأم

وعربيا، بدأت قصة عيد الأم من فكرة كتبها الصحفي المصري القدير علي أمين، وهو أحد مؤسسي دار “أخبار اليوم” المصرية التي تأسست يوم 6 ديسمبر/ كانون الأول 1955، وعلى الصفحة الأخيرة من جريدة الأخبار وتحت عموده اليومي على تلك الصفحة، كتب علي أمين: “لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه (يوم الأم)، ونجعله عيداً قومياً في بلادنا، بلاد الشرق؟”.

وحدد علي أمين هذا اليوم في “فكرة” أخرى يوم 9 يناير/ كانون الثاني فقال: “ما رأيكم أن يكون هذا العيد يوم 21 مارس، إنه اليوم الذي يبدأ به الربيع وتتفتح فيه الزهور وتتفتح فيه القلوب..!”.

اترك تعليقا

NEW