21 آذار معركة الكرامه.. مقال لـ العميد المتقاعد ناجي الزعبي 1-3

مقدمه :

لماذا الحديث عن معركة الكرامه ولماذا كل هذا الصدى الاعلامي ولماذا كل عام يتم الاحتفال بذكراها ويكرم شهدائها ويغفل ذكر الكثير الكثير من اسراراها وبطولاتها .. كيف فُرضت ارادة القتال لصالح حالة الانصهار والوعي والكمون الثوري لحامل المشروع التحرري الشعب الاردني والمقاومة الفلسطينيه .. وكيف كانت نتيجة النصر المؤزر تاليب هذا المكون الثوري على بعضه لصالح المشروع الامبريالي وادواته العدو الصهيوني الذي عبر عن نفسه في ايلول الاسود .. سنحاول الاجابةعلى كل هذه الاسئله عليها في الدقائق المتاحة القادمه. سددت هزيمة الانظمة العربية عام 67 ضربة قاصمة لمرحلة النهوض القومي التي قادها عبد الناصر والتي شرعت الابواب للفكر القومي كنتيجة طبيعية للبيئة المواتيه ولفضاءات الوعي التي سادت , وقد اخذت جموع ومعظم فصائل الفدائيين بالتوافد على الاردن لتشيع مع القوى السياسية الاردنيه مدا” يساريا”، ووعيا ثوريا وروحا” كفاحية من نمط مختلف ارسى تلاحما” وانصهارا” لمكونات الشعب الاردني والمقاومة الفلسطينيه , والتي جاءت معركة الكرامة تتويجا لها .

الظروف التي سبقت المعركه :

اخذت المقاومه تنشئ قواعد ممتده في اغوار الاردن من شمال العدسيه ووادي اليرموك الى ىشمال و جنوب البحر الميت في غور الصافي , و تعمل قواعد ارتكاز لادخال السلاح والعتاد للداخل للقيام بعمليات عسكريه وضرب مؤخرة العدو واستقبال المتطوعين لتدريبهم , كما كان الجيش يعزز مراكزه الاماميه وكانت المواجهه بينه وبين العدو يوميه , ومما زاد من حدتها تقديمه الاسناد والمساعده للمقاومه لتقوم بعملياتها . لقد اتت معركة الكرامه محصله للمواجهه اليوميه بين القوات الاردنيه , والمقاومة الفلسطينيه والعدو الصهيوني , وبرغم ما سبق من محاولات للنظام لاجهاظ المقاومه واخراجها من الاردن ومن ساحة المواجهه مع العدو الصهيوني , الاان مسانده ودعم القوات المسلحه قوض هذه المحاولات , مما كرس المقاومه كقوة تسدد الضربات الموجعة للعدو وتكرس وعيا من نمط جديد في الساحة الاردنيه وتوقظ الروح النضاليه .

ساءت الامور قبيل المعركه بيوم او يومين حيث عملت قوه من الجيش الاردني على تطويق رجال المقاومه في مدينة الكرامه دون علم من قائد الفرقه مشهور حديثه لطردها من الاردن, لكن جرى انهاء تطويقها بسبب تطويق القوه المطوقه للفدائيين من قبل الفدائيين المنتشرين على المرتفعات الشرقيه وبسبب جهود مشهور حديثه المخلصه . تطور التنسيق بين الفدائيين والجيش وتم تغطية مواقع المقاومه والثغرات التي يمكن ان يتقدم منها العدو وكان للاستعداد والتدريب العالي والروح القتاليه والفدائية والتلاحم بين الطرفين والاحساس بوحدة المصير والعدو المشترك الذي سبق المعركه سببا في الانجاز الذي تحقق . نتيجة للهزيمة التي حاقت بالانظمة العربيه في ال 67 اعتقد العدوان على المنطقة بالكامل ان تستسلم, لذا فقد قرر خوض المعركه للقضاء المبرم على المقاومه وتدمير قواعدها وقتل الروح المعنوية المتنامية في الجيش لاردني , ثم احتلال الجيب الممتد من بين النهر الى مرتفعات السلط لتصبح المنطقه منطقة عازله كجنوب لبنان , ومن ثم ممارسة الضغط على النظام الاردني للدخول في المفاوضات ولتوقيع اتفاق اذعان جرى توقيعه فيما بعد مجانا” ” وادي عربه “.

نهاية الجزء الأول – يتبع

اترك تعليقا