تاريخ اليهود منذ النشأة حتى الشتات
- سمير قطيشات
- 24 مارس، 2023
- المحطة الثقافية
- 0 Comments
السكة – كتب عبدالله شقير
تعود نسبة بني إسرائيل إلى نبي الله يعقوب ابن نبي الله إسحق عليهما السلام ، ويعقوب هو توأم عيسو (العيص) جد الروم ، وقد سمي بيعقوب لأنه خرج من رحم أمه وهو آخذ بعقب أخيه كما تقول الرواية التوراتية .
وقد سمي في القرآن الكريم بإسرائيل في مواضع عدة . وأصل التسمية في اللغة العبرية تعني عبدالله ؛ لأن ( إسر ) تعني عبد و ( إيل ) تعني الله .
واتفق المفسرون على أن إسرائيل هو يعقوب عليه السلام ، وثمة رواية أخرى توراتية تفضي إلى معنىً آخرَ لأصل التسمية .
وقد وردت الروايات التي تقول أن يعقوب عليه السلام قد عاش فترة في أرض كنعان ، ثم ارتحل إلى حران ، وعاد هو وزوجته وأولاده إلى أرض كنعان مرة أخرى ، حتى جاء يوسف بأبيه وإخوته إلى مصر من أرض كنعان (فلسطين ) ، ولبثوا في مصرَ حتى ظهر في بني إسرائيل الفساد ، وضلوا السبيلَ ، فأرسل الله إليهم موسى ليهديهم بإذن الله ويعود بهم إلى الأرض المقدسة .
خرج بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام ، وأدركه الموت قبل أن يدخل بهم الأرض المقدسة ، فوَلِي أمرَ بني إسرائيل من بعده يوشعُ بن نون ، وكان عهده عهد انتصارات لبني إسرائيل ، حيث سخر الله له جيلا مجاهدا خلاف ذاك الجيل الذي نشأ واعتاد العبوديةَ في مصر ، فدخل بهم الأرضَ المقدسة ، واستمر بقاؤهم فيها حتى ظهر فيهم الكفرُ والعصيانُ والتكذيب ، وقتلُ الأنبياء بغير حق ، فكتب الله عليهم الجلاء عن الأرض المباركة ، وقدّر الله عليهم الذلة والمسكنة .
وقد مر تاريخ اليهود بعد يوشع بن نون بمراحل عدة ، كان عهدُ الملوك أولَها ، وأظلهم طالوتُ بمُلكِه ، وحارب فيهم الوثنيين في فلسطين ، وكان على رأس جيش الوثنيين جالوت الذي قتله داوود عليه السلام ، والذي كان جنديا في جيش طالوت الملك ، ثم جاء من بعد ذلك عهد داوود وسليمان عليهما السلام ، ثم حصل الفساد الأول بعد موت سليمان عليه السلام وانقسمت مملكة بني إسرائيل إلى مملكتين :
* مملكة إسرائيل في شمال فلسطين ، واستمرت منذ عام 935 قبل الميلاد حتى 722 ق . م وسقطت على يد الآشوري سرجون الثاني .
* مملكة يهوذا في جنوب فلسطين ، واستمرت منذ عام 935 قبل الميلاد حتى عام 586 ق . م ، وسقطت على يد نبوخذ نصر البابلي ، الذي حاصر مدينة أورشليم ودمر هيكلَها وسبى شعبها إلى بابل فيما عُرف بالسبي البابلي ، وقتل منهم من قتل ، واستعبد منهم من لم يُقتل ، وانتهى كل وضع جغرافي سياسي لليهود في فلسطين ، إلا ما تركه السبي البابلي من الفلاحين الذين لم يكن لهم شأن يذكر .
عودة اليهود إلى فلسطين
اندمج اليهود خلال السبي الجاهلي مع الثقافة الكلدانية وامتزجوا بها ، وتخلقوا بأخلاق الكلدانيين وعبدوا آلهتَهم حتى ضعُفت مملكة بابل ، وظهرت فارس كقوة كبيرة بزعامة الملك قورش ، فهاجم الفرسُ مملكةَ بابل عام 539 ق . م ، حتى اعترفت مناطق الحكم البابلي بما فيها سوريا وفلسطين بالحكم الفارسي عام 538 ق . م .
سمح الملك قورش لليهود المنفيين إلى بابل في عهد نبوخذ نصر بالعودة إلى الأرض المباركة ، ولم تلق هذه العودة ترحيبا من شباب اليهود وأغنيائهم بعدما ألِفوا الحياة البابلية ، ولم يرغبوا بترك مزارعهم وأموالهم ، فعادت مجموعة من الفقراء المتحمسين والمتدينين ، فكانت عودتهم عودة أشخاص لا عودة دولة تحت ظل الحكم الفارسي .
بعد أن ضَعُفَ الحكم الفارسي ، انتصر الإسكندر المقدوني على آخر ملوك فارس (داريوس الثالث) وانتهى الحكم الفارسي الذي امتد منذ عام 539 ق . م حتى عام 333 ق . م . وبعد موت الإسكندر المقدوني تمزقت امبراطوريتة ، ودب الصراع بين قُوّاده ، ومنهم بطليموس الذي استولى على مصر وأسس أسرة البطالمة أو البطالسة ، وسلوقس الذي استولى على بابل وسوريا وأسس أسرة السلوقيين ، وكان ذلك عام 323 ق . م وكان الصراع بين هاتين الأسرتين يذيق أهل فلسطين الشدائد والمحن ، ثم عملوا على نشر الثقافة اليونانية التي تاثر بها اليهود ، مما حدا ببعضهم إلى ترك تعاليم التوراة والانغماس فيما تدعو إليه الثقافة اليونانية ( الهيلينية ) من التعري والتحرر .
قام اليهود بثورة أخيرة عام 132 م على يد ( باركوخيا ) ، لكن الحكومة الرومانية قضت على هذه الثورة عام 135 م في مذبحة قضوا فيها على اليهود وعلى مصيرهم كتجمع ديني في فلسطين ، ولم تقم بعدها دولة لليهود ، ولزموا الشتات ، واستوطنوا الممالك التي نزلوا فيها حتى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، حيث استطاعوا بمعاونة القوى الصليبية الاستعمارية العالمية باغتصاب فلسطين سنة 1948 م .