حرب الدراما … نابلس “أم الياسمين” صرخة في وجه باطل “أم هارون”

السكة – المحطة الثقافية  – كتب المدير العام لموقع السكه مسعود الخياط – شهدت ساحة الدراما العربية في السنوات الماضية عددا من الاعمال المنتجة للترويج لفكرة التطبيع مع العدو الاسرائيلي ، وشهدت المحطات العربية عامةً والخليجية خاصةً تناحر على انتاج الاعمال الفارغة من اي مضمون فكري او ثقافي بل وقامت هذه المحطات بضخ ملايين الدولارات لانتاج هذه الاعمال ، يضاف لهذه الاعمال عدد لا باس به من الاعمال التي رصد لها ملايين  للي عنق التاريخ بما يتناسب وهرولة هذه الانظمة للترويج السردية الصهيونية للتاريخ .

وعلى المقلب الاخر وتحديدا منذ ثلاث سنوات  عند ظهور مسلسل أم هارون التطبيعي فكر  عدد من العاملين في حقل السينما بفلسطين المحتلة وتحديدا في جبل النار بنابلس  مدينة الياسمين بانتاج عمل  درامي رداً على هذا الكم من المسلسلات التي تعمل على تشويه وعي الاجيال العربية فظهرت فكرة مسلسل أم الياسمين .
مخرج المسلسل بشار النجار وكاتب القصة طاهر باكير وكاتب السيناريو والحوار فاخر أبو عيشة استغرقهم  هذا الانتاج ثلاث سنوات من التفكير بعمل يليق بنابلس “أم الياسمين” منطلقا من بوصلة القضية الفلسطينية وهي القدس فظهرت فكرة المسلسل في توثيق لثورة البراق التي انطلقت في السادس عشر من آب عام 1929 والتي وجدوا أنها صادفت ذكرى المولد النبوي الشريف.

المعروف أن مدينة نابلس لها طقوسها الاحتفالية المميزة في ذكرى المولد النبوي فاكتملت الفكرة بأن يبدأ العمل بتوازن بين انطلاقة ثورة البراق وبين الاحتفال بالمولد النبوي بخط نضالي يربط مكانياً وزمانياً القدس بأم الشهداء بأم الياسمين نابلس.


قام نواة وفريق العمل بالبحث عن موقع مناسب لتجسيد الحاضر بالماضي فوجد ضالته في قرية عبوين في شمال مدينة رام الله ليكون فيها تصوير الساحة الرئيسية في المسلسل إضافة الى أزقة وبيوت وقصور البلدة القديمة في أم الياسمين نابلس.
المسلسل يظهر أنه نابلسي بإمتياز ولكنه مرتبط بالقدس وبالخليل وبمدينة السلط الأردنية التي تربطها علاقات خاصة بنابلس في القلب وفي التاريخ.
قدم طاقم فريق العمل جهودا جبارة بطاقم من طولكرم لمسلسل نابلسي و بتصوير في عبوين بمحافظة رام الله لتوثيق تفاصيل حقبة تاريخية حرجة ، فهم يؤكدون بها ان ما سمي بالانتداب هو احتلال بريطاني لفلسطين وتحضير للمشروع الصهيوني الاحتلالي و توثيق لنابلس ما بعد الزلزال الذي ضربها عام 1927 وأوضاع القدس وفلسطين قبيل الاضراب الكبير وثورة عام 1936.
كبر طاقم العمل من ثلاثة اشخاص إلى 83 شخصا منهم 56 ممثلاً من كل محافظات فلسطين اكثر من نصفهم كانوا يمثلون على الكاميرا لأول مرة وعملوا جميعا على تأهيل قصر سحويل المهجور في قرية عبوين وإعادة الحياة إليه على مدار ثلاثة شهور إضافة للعمل على مواقع التصوير في نابلس ، الدعم كان كبيراً من أهالي البلدة القديمة بنابلس بأصالتهم وطيبتهم وكان الدعم ألكبير من الشباب في عبوين ممثلاً بنادي شبابهم وبلديتهم ، باستثناء هذا الدعم و باستثناء دعم من شركة انتاج جينا ميديا من الخليل ، فريق العمل كان وبقى يعمل وحيدا للخروج بعمل ضخم دون إنتاج أو دعم فترى الممثل يدهن باباً وترى الكاتب نفسه يقوم بتركب زجاج نافذة وترى المصور يعمل بالنجارة لإتمام العمل وتراهم يخيطون اكثر من 400 ثوباً أو زياً وتراهم يتدربون على اللهجة النابلسية القديمة المميزة واللهجة الخليلية و تراهم يعملون في 46 موقع تصويري لخلق بيئة وصورة ما كان قبل 100 عام للبيئة النابلسية من جهة وللبيئة الريفية من أخرى.
العمل كبير وطموح لأرشفة ولتوثيق ولتجسيد التاريخ النضالي الفلسطيني ولنشر السردية الفلسطينية الحقيقية ولإظهار أن وجه النضال هو واحد وأن وجه الاحتلال هو واحد طوال قرن من الزمان ومن النضال الفلسطيني.
ترى فى أم الياسمين عملاً وجهداً عاليين ولكنك ترى أيضا عتباً عالٍ على المسؤولين والمؤسسات الفلسطينية وعلى وزارة الثقافة والحكومة اللذين كما يقول القائمون على العمل لم يدعموا ولم يقدموا شيئا.
مخرج العمل باع سيارته لضمان استمرار العمل ، أهل عبوين وأهالي البلدة القديمة بنابلس وكل العاملين في المسلسل قدموا الكثير وفي أكثر من دور وأكثر من تخصص ، وتحمل سكان البلدة القديمة أصوات “ثري تو ون أكشن” طوال الليل لأسابيع وأشهر دون تذمر.
يطلب القائمون على هذا العمل إلى دعم رسمي حكومي ومؤسساتي للأعمال الفنية الفلسطينية التي تنافس جيوشاً اعلامية تدعم السردية النقيضة و إلى دعم الأعمال المستقبلية المشابهة لعملهم. وأكدوا أن أبناء الشعب الفلسطيني قادرون ويدركون ضرورة تحجيم أي عمل يتم تصويره في أية مدينة فلسطينية بتمويل مشبوهه أو غير معروف لئلا يظهر على الشاشات لا سمح الله تطبيعياً أو غير وطني.


بدأت بث المسلسل في الأول من رمضان وهو مشرف يظهر الجانب النضالي مجدولا بالحياة الجميلة و خصوصية وعادات أهالي نابلس وفلسطين أتمنى أن تشاهدوا المسلسل وأن ينال إعجابكم وأن تدعموه وتدعموا كل عمل فني بهذا المستوى يعني بالصورة الحقيقية الجميلة ويعلي فلسطين.

Leave A Comment

NEW