حكاية “مولاي” .. الابتهال الأكثر شهرة في العالم العربي خلال رمضان
- Alsekeh Editor
- 25 مارس، 2023
- المحطة الرئيسية, المحطة العربية, محطة الفيديوهات
- 2 Comments
السكة – محطة الفيديوهات – كتب محمد أبو رحمة
لا أحد يعلم كيف تحول هذا الابتهال الصوفي البعيد في البال وفي الذاكرة الى شريك لا يمكن الاسغناء عنه في الذاكرة الرمضانية ، وخصوصا وقت السحور ! حيث البطيخ والجبنة البلدية جدا .. والرز بالحليب البلدي جدا .. والصحو المتثاقل والأمهات يحضرن “القمر هندي” “والتمر هندي والسوس”… ويرسلن من يصحوا أولا كي ييقظ من يصحوا لاحقا ..
لا احد يعرف ايضا كيف يمكن لابتهال بهذه البعد في المعنى ان يصبح الحبل السري الذي يربطنا بخطى الراحلين .. وبالحنين الى من فرقت خطاهم سكة التجارب ودروب التحولات .. وظروف الحياة .. لو كان الأمر لي ولك لبقينا أطفالا ..
.. الصغار كبروا .. والكبار “لم يعودوا هنا” حملتهم النهايات الى بدايات أخرى … الى مكان ما في روح التراب وفي ضمير الرب وأصبحوا نوعا من النبات لهذا السبب،
ولهذا السبب نراهم في الدوالي، وفي التين وفي الزيتون وفي الحزن الذي يحيط بقلوبنا دون أن أن نعرف لماذا ..
كأنهم مثل حاجة لا نستطيع أن نفهم متى ولا لماذا ولا كيف تنتابنا .. …
لم يعد بوسعنا سوى الوقوف في ومضة الوعي الأخيرة التي تجعلك تعرف أنك ستكون مثلهم .. مجرد انسان عاش وهو يحاول مثلهم أن يكون على حق .. .. ثم انتهيت خطاه على الرمال .. مثلهم … ثم أصبح غير موجود مثلهم .. ثم أصبح كائنا في المعنى وفي النسيان مثلهم .. ولسوف تذهب مثلما ذهبوا .. ووحده الأثر يبقى ..
أحبك أكثر يا أبي عندما اسمع لهذا الإبتهال ..
أحب زمانا ما عاد يمكن أن ينال
أحب حبيبة لم تغادر صورتها في المرايا ولا في النوايا ولا في البال …
أحب كل قصيدة وأغنية وصورة نبتت في الخيال
بداية الحكاية والأمر الرئاسي!
حفل عام 1972:
في عام 1972 احتفل الرئيس المصري أنور السادات بخطبة إحدى بناته ، وكان من بين الحضور المنشد الديني الصوفي المصري الأشهر الشيخ سيد النقشبندي والموسيقار بليغ حمدي والإذاعي وجدي الحكيم.
السادات كان يستمع للنقشبندي منذ زمن، وعندما التقى به هذه المرة خطر بباله أن يُضيف رافدًا جديدًا لابتهالاته الدينية، فقال لبليغ حمدي “لمَ لا تلحن للشيخ سيد؟”، ثم أمر وجدي الحكيم بمتابعة الموضوع واطلاعه على التطورات. وكانت هذه هي البداية.
النقشبندي هو سيد المدّاحين في مصر وحالة فريدة في الابتهالات والأغاني الصوفية، وتمكن من قلوب الناس فهزهم لحنه وشجنه وجعلهم يرنون إلى السماء.
بين حرج النقشبندي وذكاء بليغ حمدي:
كان أمرًا رئاسيًا لا يمكن رفضه، لكن النقشبندي أحس بالحرج لكونه أحد القراء ومن أتباع الصوفية ولا يمكنه التحول لمطرب خصوصًا وأنه يعتبر بليغ حمدي مجرد موسيقار للأغاني الراقصة.
بليغ كان ذكيا، فلجأ للشاعر عبد الفتاح مصطفى، وطلب منه أن يكتب له نصا دينيا مشحونا بالرضا والتسليم والرجاء والتوكل على الله وغير ذلك من المعاني التي تطغى على يوميات الشعب المصري المتدين، وعندما حصل على النص قال للنقشبندي سألحّن لك أغنية تعيش مئة عام.
بعد تردد وتوجس قبل النقشبندي الدخول في المغامرة وغنى وأنشد وهزّ وجدان مصر والعرب، فكان قيثارة السماء التي تعزف في رمضان بعد الإفطار.
كلمات الابتهال:
مَولاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُّ يَدي … مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟
أقُومُ بالليل والأسحارُ سَاهيةٌ … أدعُو وهَمسُ دعائي بالدُّموُع نَدي
بِنورِ وَجهِكَ إني عَائذٌ وجل … ومن يعُذ بك لن يَشقى إلى الأبدِ..
مَهما لَقيتُ من الدُنيا وعَارِضِها … فَأنتَ لي شُغلٌ عمّا يَرى جَسدي
تَحلو مرارةُ عيشٍ في رضاك، ومَا … أُطيقُ سُخطاً على عيشٍ من الرّغَدِ
مَنْ لي سِواك، ومَنْ سِواك يَرى قلبي … ويسمَعُه؟ كُلّ الخَلائِق ظِلٌّ في يَدِ الصَمدِ
أدعوكَ يَا ربّ فأغفر زلَّتي كَرماً … وأجعَل شَفيعَ دُعائي حُسنَ مُعْتَقدي
وانظُرْ لحالي في خَوفٍ وفي طَمعٍ … هَل يَرحمُ العَبدَ بَعْدَ الله من أحد؟
alyan sana
رائع
Hanan B
مقدمتك هزت وجداني أكثر من الابتهال .. ابدعت