حسب منطق التاريخ هناك مشكلة جيوسياسية لم تحل بعد .. بين بريطانيا وفرنسا .. فرنسا الثورة الفرنسية ونهاية حكم الملوك .. لكنها دينيا ظلت كاثوليكية وحارسة على الدين والمذهب.
في مواجهة بريطانيا .. هي المحافظة على حكم الملك كنظام ولكنها ذهبت الى الثورة البروتستانتية من داخل الديانة المسيحية ..
واليوم يبدو أن حركة التاريخ لا تسير بالعكس، لا بل بالعكس : انها تسير في نفس الاتجاه ..
ثورة في فرنسا .. وغضب في وجه الملك البريطاني ؟! هل بوسع أحد أن يقول أن أوروبا قد فصلت الدين عن الدولة؟ وأن لا يبصق في وجه ذاته أمام المرآة ؟
حسنا .. لنحاول ترتيب الوقائع .. فرنسا معقل الشر ومركز عقيدة الإبادة .. أصبحت غير فادرة على استقبال ملك ” فرق تسد” ..
كلاهما يراوح نفس المكان .. في حين ايران تتفق مع السعودية .. والجزائر تفترب من سورية .. والإسرائيلي يتصدع من الداخل … ومصر تتفق مع الصين .. وكوريا الشمالية تواصل تحدي أمريكا وبنتها المدللة اليابان …
وجاء في بيان الإليزية أن “هذا القرار اتخذ من جانب الحكومتين الفرنسية والبريطانية بعد اتصال هاتفي بين الرئيس والملك صباح اليوم (الجمعة)” مضيفا “سيعاد الترتيب لزيارة الدولة هذه في أقرب وقت ممكن”.
وأورد البيان الفرنسي “نظرا للإعلان عن تنظيم يوم آخر من الاحتجاجات على مستوى البلاد على اصلاح نظام التقاعد يوم الثلاثاء، سيتم تأجيل زيارة الملك تشارلز التي كانت مقررة مبدئيا بين 26 و29 مارس”.
وكان من المقرر أن يقوم الملك تشارلز بأول زيارة دولة له بصفته ملكا إلى فرنسا في رحلة تستغرق ثلاثة أيام كانت ستبدأ يوم الأحد.
ودعت النقابات العمالية إلى احتجاجات وإضرابات جديدة يوم الثلاثاء، حيث كان من المقرر أن يزور ملك بريطانيا تشارلز الثالث بوردو في اليوم الثاني من رحلته إلى فرنسا. وتم تدمير الباب الخشبي الثقيل لقاعة مدينة بوردو الأنيقة بنيران أضرمها ليلة الخميس أشخاص شاركوا في مظاهرة غير مصرح بها.
وصرح رئيس بلدية بوردو، بيار هورميك، يوم الجمعة أنه “يجد صعوبة في فهم الفائدة من مثل هذه الأعمال التخريبية”. وعبر عن الأمل في عدم إلغاء زيارة تشارلز إلى مدينته الأسبوع المقبل. وقال: “آمل ألا نعطي هذه الهدية إلى البلطجية”، وذلك قبل أن يصدر قرار إرجاء الزيارة.
احتجاجات غاضبة
واليوم الجمعة، واصل محتجون غاضبون من إصلاحات معاشات التقاعد التي اقترحها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون اتخاذ إجراءات متفرقة حيث تتباطأ حركة القطارات وتمنع صفوف من الشاحنات الوصول إلى ميناء مرسيليا التجاري، وما لا تزال الأنقاض متناثرة في شوارع باريس بعد مظاهرات الخميس الجماهيرية.
وتم القبض على أكثر من 450 محتجا في باريس وخارجها يوم الخميس، حيث اجتذبت حوالي 300 مظاهرة أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على إصلاحات المعاشات التقاعدية.
وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان، يوم الجمعة، إن نحو 441 من رجال الشرطة والدرك أصيبوا في أعمال عنف شابت بعض المسيرات.
وأضاف أنه تم إضرام النيران في 1000 سلة قمامة في العاصمة الفرنسية، خلال أحداث اليوم السابق. وسط إضراب لجامعي النفايات مستمر منذ أسابيع، وأصبحت صناديق القمامة رمزا للاحتجاج.
وتقول استطلاعات الرأي إن معظم الفرنسيين يعارضون مشروع قانون ماكرون لزيادة سن التقاعد من 62 إلى 64، والذي يقول إنه ضروري للحفاظ على النظام قائما.
حركة الطيران
خوفا من حدوث اضطرابات في الأيام المقبلة مع استمرار تلك الإجراءات، طلبت هيئة الطيران المدني الفرنسية إلغاء ثلث الرحلات الجوية، يوم الأحد، في مطار أورلي الثاني في باريس، مع إلغاء 20 % رحلة يوم الإثنين.