نصار ابراهيم يكتب … الأمهات هكذا …
- Alsekeh Editor
- 25 مارس، 2023
- المحطة الثقافية
- 0 Comments
الأمّهات هكذا..
نصار إبراهيم يكتب
الوالدة – رحمها الله- كانت امرأة مميزة، بل يمكنني القول أنها عبقرية، مثلها مثل معظم الأمهات، مميزات وعبقريات، لكن كل بطريقتها الخاصة ووفقا للظروف التي تتعامل معها. خصوصية أمي وتميزها عن غيرها هو في كونها أمي فقط، بهذا المعنى فإن كلَّ أمٍّ هي خاصة ومميزة.
هكذا الأمّهات لقد طوّرن بالغريزة والتجربة الممتدة منذ أول أمٍّ الحواسَّ الخمس، فأصبح لديهن أكثر من 20 حاسّة. إنهن بنات “عناة” و”عشتار”، محاربات وعاشقاتٌ بالفطرة. يحلقن في السماء ما استطعن ومع ذلك تبقى أقدامهن ملازمة للأرض، إنهن كالخيزران يميل وينثني لكنه لا يغادر جذره. حالماتٌ وواقعيات. ببراعة لافتة يمارسن التكتيك والاستراتيجيا، المناورة والاحتواء، علم النفس وعلم الاقتصاد وعلم الإدارة، علم التربية وعلم الجمال، توزيع الموارد واستثمارها، فضّ الاشتباكاتِ والنزاعات، حنونات بما يكفي أن لا تتحول الصرامة والحسم إلى قهر عنيف، حدسٌ فطري بالعدالة الاجتماعية والنفسية. قادرات على تمييز الفوارق النسبية، قدرة على التحمل والصبر، مهارة في المتابعة والتقييم وإعادة تدوير كل ما هو متاح من مُقدّرات. إيثاريات وشجاعات، لا يفقدن الأمل في أي ٍّ من أبنائهن أو بناتهن فيواصلن المحاولة حتى النهاية. صمتهن أكثر وضوحا من خطاب عاصف. ذكيات إلى درجة أن يظن البعض أنهن لا يفهمن ما يسمعن أو ما يحدث حولهن. غضبهن يشبه دمعة، ودمعتهن تعادل فرحا أو أملا أو رجاء، ألما أو فقدا.
هكذا الأمّهات إنهنّ بطلات السباقات الطويلة وسباقات الحواجز بامتياز.