حيث ذكرت إحدى الوكالات الأمنية في المنطقة، أن ثلاثة مبانٍ سكنية تضررت من الانفجار الذي وقع في المدينة التابعة لإقليم تولا. وفي وقت سابق، نقلت تاس عن ممثل لخدمات الطوارئ المحلية قوله: “الانفجار وقع الساعة (12.19 بتوقيت غرينتش). أصيب اثنان من مواليد عامي 2002 و2006 بشظايا. خدمات الطوارئ في الموقع”.
أضاف: “هناك حفرة. وقع هذا الانفجار في قلب المدينة”. وأردف أن الإصابات لا تهدد الحياة، وأن المحققين ما زالوا في الموقع.
يأتي الاستهداف للمدينة الروسية بعد يوم من تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، قال فيها إن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء المجاورة، لتكون المرة الأولى منذ منتصف التسعينيات التي تنشر فيها موسكو مثل هذه الأسلحة خارج أراضيها.
جاء إعلان بوتين في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر مع الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا، ووسط تكهنات من بعض المعلقين الروس بشأن احتمال توجيه ضربات نووية.
جاء رد فعل الولايات المتحدة، القوة النووية العظمى الأخرى في العالم، مشوباً بالحذر. وأشار مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إلى أن روسيا وروسيا البيضاء تحدثتا عن اتفاق بهذا الشأن خلال العام الماضي. وقال إنه لا توجد مؤشرات على أن موسكو تخطط لاستخدام أسلحتها النووية.
نشر أسلحة نووية تكتيكية
يشير مصطلح الأسلحة النووية “التكتيكية” إلى تلك التي تستخدم لتحقيق مكاسب محددة في ساحة المعركة بدلاً من تلك التي لديها القدرة على إبادة المدن. ولم يتضح عدد الأسلحة التي تمتلكها روسيا من هذا النوع؛ نظراً إلى أن هذا الأمر لا يزال محاطاً بسرية الحرب الباردة.
قال بوتين للتلفزيون الروسي إن رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو، يطرح منذ وقت طويل، مسألة نشر أسلحة نووية تكتيكية في بلده المتاخم لبولندا. وقال: “لا يوجد شيء غير عادي هنا أيضاً: أولاً، تفعل الولايات المتحدة ذلك منذ عقود. ينشرون منذ فترة طويلة، أسلحتهم النووية التكتيكية على أراضي الدول الحليفة لهم”.
أضاف: “اتفقنا مع لوكاشينكو على القيام بالمثل دون النكوص عن تعهداتنا. أعيد التأكيد، دون انتهاك التزاماتنا الدولية بشأن حظر انتشار الأسلحة النووية”.
نقل أسلحة نووية
في حين أشار المسؤول الكبير بالإدارة الأمريكية إلى أن موسكو ومينسك تحدثتا عن نقل أسلحة نووية منذ بعض الوقت.
أضاف: “لم نر أي سبب لتعديل وضعنا النووي الاستراتيجي ولا أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي. ما زلنا ملتزمين بالدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي”.
في حين لم يصدر أي تعليق حتى الآن من لوكاشينكو.
كما لم يحدد بوتين موعد نقل الأسلحة إلى روسيا البيضاء التي تشترك في حدود مع ثلاثة أعضاء في حلف الأطلسي هي: بولندا وليتوانيا ولاتفيا. وذكر بوتين أن روسيا ستكمل بناء منشأة لتخزين الأسلحة النووية التكتيكية في روسيا البيضاء بحلول الأول من يوليو/تموز، مضيفاً أن موسكو لن تنقل فعلياً التحكم في تلك الأسلحة إلى مينسك.
فيما قال إن روسيا نشرت بالفعل عشر طائرات في روسيا البيضاء قادرة على حمل أسلحة نووية تكتيكية، كما نقلت عدداً من أنظمة الصواريخ التكتيكية من طراز إسكندر القادرة أيضاً على حمل تلك الأسلحة.
انتقادات أوكرانية لروسيا
من جانبها وجهت أوكرانيا، الأحد، انتقادات لاذعة لخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء، ودعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لمواجهة هذه الخطوة.
حيث وصفت وزارة الخارجية الأوكرانية القرار، في بيان، بأنه “خطوة استفزازية أخرى” من جانب موسكو تقوض “نظام الأمن الدولي برمته”.
قالت الوزارة في البيان: “تؤكد روسيا مجدداً عجزها المستمر عن أن تكون ممتلكة لأسلحة نووية كوسيلة ردع ووقاية من الحرب وليس كأداة للتهديدات والترهيب”.
كما طالبت الوزارة مجلس الأمن بعقد جلسة لمناقشة هذا الأمر، كما دعت مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي إلى تحذير روسيا البيضاء من “عواقب بعيدة المدى” إذا قبلت نشر الأسلحة الروسية على أراضيها.