أنا لبنى بجالي .. ٍسأكون معكم على وكالة أنباء السكة .. وهذا مقالي الثاني ” صراع متعايش” أحبكم
- لبنى بجالي
- 29 مارس، 2023
- كتاب السكة, محطة المقالات
- 2 Comments
السكة – محطة المقالات – لبنى بجالي تكتب
لا أدري من الذي إخترع هذا المفهوم الشائك المدعو بالتعايش … التعايش الذي نراه فقط في عبارات متناقلة وصور تنتشر لكي تشعرنا بأننا نوع واحد من البشر لا نوعان … والحقيقة أن كل فرد منا هو نوع منفصل متفرد بذاته … في هذه المجتمعات أو الأصح التجمعات البشرية يطلب من الفرد بأن يلغي كل ما يميزه عن الآخر … فالهدف أن نكون نسخ متطابقة متلاصقة لا تفرق أحدها عن الآخر … فكلنا يلبس نفس اللباس ..
كلنا نأكل بنفس الطريقة وكلنا نتصرف على نفس الوتر … نسخ تم تدجينها على مر سنوات … وأهم أدوات تدجينها هي إستعمال السلطة السياسية للسلطة الدينية.
أذكر قبل أعوام كيف تم إلتقاط مشهد بحفاوة شعبية منقطعة النظير … مشهد أظهرت صور لعرس أردني لعائلة مسيحية، إحدى إشبينات العروس فيه فتاة جميلة محجبة ليتم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي لتصوير «التعايش» الذي نعيش في كنفه.
صور أخرى تحت عنوان «شاب مسيحي يوزع وجبات الإفطار على المحتاجين»، تلقت الحفاوة ذاتها.
هذه الصور وكثير من العبارات التي تنتشر لتعبر عن ما يسمى «التعايش الإسلامي–المسيحي»، وصور الكنيسة بجانب الجامع التي يتناقلها الناس لإظهار التسامح وانعدام الطائفية، تؤكد وجود خلل فظيغ يتخلل بيننا. هذه الصور تؤكد على أننا نصنف بعضنا بناءً على هويتنا الدينية ولا شيء آخر. هل الصورة الوردية التي نحاول أن نظهرها اليوم بسذاجة بالغة من خلال نشر هذه الصور تلغي وجود التعصب والتمييز الذي تنتهجه سياسات الدولة من خلال المؤسسات التعليمية والمؤسسات الدينية والماكينات الإعلامية؟ هل نستطيع أن نلغي أن مفاهيم التعايش والتسامح وحوار الأديان التي لم تكن ضمن قواميسنا قد تم إدخالها بطريقة ممنهجة في وعينا المجتمعي ؟
في عرسي، كانت هناك أربع إشبينات، واحدة منهن كانت مسلمة (لكنها لم تكن محجبة، لذا لن أستطيع استخدامها كدعاية للتعايش). كانت إشبينتي ليس لأنني متعايشة معها، بل لأنها قريبتي ومن أعز الناس على قلبي. لكن حين طلبت من الكنيسة أن تكون هي الشاهد الرئيسي بصفتها أقرب إشبيناتي إلي، رفضت الكنيسة وقيل لي أن مسلمة لا يمكن أن تكون شاهدة على عقد الزواج.
هذا مجرد مثال لتبيان أن المؤسسات الدينية مؤسسات تمييزية بالفطرة. هناك نار تحت الهشيم ، لذا فلنعترف بالواقع ولنعترف بوجود المشكلة حتى نستطيع أن نعمل على إيجاد الحل.
أمس نشرت يافطة بها كلمة مسجد … ونالني ما نالني من الشتائم والقدح والذم و تارة “تحميل الجميلة” إننا لا زلنا نعيش في هذا البلد وتارة طرد من البلد لأني لست من الأغلبية الدينية فأين يمكن أن يتم وضع هذا في ضمن إطار “التعايش”. قلت سابقا وأقول الآن وسأبقى أقول …
ولدت في معاقل السلفية الجهادية الأردنية، بيتي كان بجانب جامع، كل ما درسته في المدرسة كان متعلق بالإسلام، كل “الثقافة” التي حولي إسلامية، كل أصحابي مسلمون وبالآخر ما بطلعلي أحكي عن المجتمع الإسلامي الذي أعيش فيه لأن ديانتي على الهوية مختلفة ….
ولا يجوز لي إنتقاد قانون لأنه من الشريعة … ولا يحق لي الرفض لممارسة تهينني لأنني برأيهم مارقة على هذا المجتمع وليس جزءا أصيلا منه.
سأبقى أدعو إلى المواطنة الحقيقية التي لا تعرف ديني وإن عرفته لا تهتم به … وسأبقى مزروعة في هذه الأرض، أرض أبي وأجدادي …. فالقضية ليست قضية صراع ديني، هي صراع بين الحداثة والتخلف، بين التنوير والظلامية،بين المواطنة والطائفية تستعمل فيه الدولة كل أدواتها لإبقاء هذا الصراع قائما.
يوجعني أحيانا أنني أشعر أني أبحث عن وطن… يكون بحق وطنا لي … وطنا لأطفالي … يكون حضنا أذهب إليه عندما لا أجد نفسي …وطن لم يسلبه التطرف، وطن لا يتم اللعب بأفراده من خلال مفردات دخيلة علينا.
قصص والدتي لا زالت برأسي … وأجزم أن ما كنا عليه قديما لم يكن يحمل كلمات فارغة المعنى تافهة المضمون مثل التعايش والتسامح وحوار الأديان … ما كان يجمعنا هو هويتنا الوطنية التي تطغى على أية هويات فرعية … هذا هو الزمن الذي يجب أن نستعيده … لا أتحدث عن نفسي بل أتحدث عن إمرأة تبحث عن وطن يحبها دون تصنيفات غبية.
Awni
لقد اصبت كبد الحقيقة .. وزيف ملابسنا واخلاقنا وعهرنا وتقوانا المزيف والزائف ..نحن شعب يتوضى مع على وياكل مع معاوية .. والصليب تحول الى خنجر غب الطلب الى من يهمةًالامر
نائل مدانات
لبنى بجالي ..كاتبة ومحلله رائعة.
ابناء الوطن يعيشون ولا يتعايشون.التعايش اجباري وتكون الموافقة بين طرفين من أجل السلم والابتعاد عن الحرب.على سبيل المثال.. كان برنامج التعايش السلمي مطروحا بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي من أجل ابعاد شبح الحرب.
والعائلة تعيش في البيت الواحد ولا تتعايش. أن بدأت العائلة تتعايش…فأنها تجبر نفسها على العيش سوية.
لا يجبر ابناء الوطن على التعايش بل عليهم أن يعيشوا بسلام.