“إسرائيل ” على طريق الحرب الاهلية

السكة – محطة كتاب السكة / كتب رئيس  التحرير – عبدالله شقير-

منذ أن نشأت ما يسمى (دولة إسرائيل )على أرض محتلة وقامت عصابات يهودية باغتصابها وهي دولة لا يحكمها دستور، وقام رؤساؤها في بدايات نشأتهم بسن قوانين تتعامل مع الترتيبات الحكومية والعلاقات بين السلطات في الدولة ، والتي كان يجب أن تكون مسودة للدستور الإسرائيلي ، إلا أنه تم استخدام هذه القوانين على أساس يومي من قبل المحاكم كدستور رسمي ، ولا زالت إسرائيل تعمل حتى اليوم وفقا لدستور غير مدون ، وتم الحكم على هذه القوانين أنها الدستور الذي يحكم البلاد .

وقد شرعت محاولات بعد إعلان ما سُمي الاستقلال عام 1948 لتشريع دستور للبلاد ، ولكنه قوبل بالرفض ، وتم الإقرار بشكل أساسي عن عدم قدرة المجموعات المختلفة في المجتمع الإسرئيلي الاتفاق على هدف الدولة وهويتها ورؤيتها على المدى البعيد ، إلى جانب اعتراض بن غوريون آنذاك .

والناظر فيما يقوم به نتنياهو الآن وخطته في مشروع التعديلات القضائية ، والتي جعلت الداخل الإسرائيلي في حالة من التأزم الشديد ، يرى مسمارا تم دقه في نعش الدولة الإسرائيلية ، حيث نشبت الخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي ، وشهدنا مظاهرات واحتجاجات لم يشهدها الشارع الإسرائيلي منذ أن نشأ هذا الكيان ، بل وشهدنا عصيانا لبعض أجهزة الدولة ، حتى وصل الأمر لمهاجمة بيت رئيس الوزراء نفسه ، والضرب والتلاكم أمام بيته بين الإسرائيلين أنفسهم ، فليس ثمة شريعة أو قانون يصلح أن يحكم هذا الكيان لعدم وجود ائتلاف بين عناصره وطوائفه المختلفة ، فهم في الأصل مجموعة من العصابات من جنسيات مختلفة تم إغراؤهم من قبل الإعلام الصهيوني ، والذي كان ولا يزال يبث الأسطورة في العالم لجلب المستوطنين إلى بلاد تفيض عسلا ولبنا ، حتى تجلت حقيقتهم امام العالم بما نشهده الآن .

إن الدكتاتورية التي يريد أن يفرضها نتنياهو من خلال التعديلات القضائية ، والتي يريد أن يقرها ، كشفت وهن هذا الكيان ككيان غير متآلف ، تحكمه المصالح ، ولا يجتمع على عقيدة أو يحكمه دستور مكتوب يحقق العدالة الاجتماعية بين مكوناته المختلفة ، غير المتجانسة في الأصل ، ونتيجة لأعماله المتهورة فإن ردود الفعل تجاه قراراته كانت سلبية في الداخل وعلى المستوى الدولي ، حتى غدا بغيضا لأقرب حلفائه ، وكثير منهم رفض استقباله هو ووزراؤه .

وبناء على ما سلف ذكره ، وفي قراءة لما يحصل من أحداث تسارعت وتيرتها في الشأن الإسرائيلي ، فإني أعتقد أن ما يقوم به نتنياهو من تعاون مع اليمين المتطرف برئاسة بتسلئيل سيموتريتش وإيتمار بن غفير سيؤدي إلى تفكك هذا الكيان الذي ولد على حساب الشعب الفلسطيني وعلى أرضه .

وبالنظر في الظروف الإقليمية والدولية فإنه يصعب في ظلها القضاء على هذا الكيان المدعوم من قوى دولية ؛ قوى أمريكية واوروبية متعددة ، وستكون نهايته من داخله بتعنّتِ الأطراف المتنازعة في شؤونه الداخلية ، وما نراه يحصل في الشأن الإسرائيلئ الداخلي يوحي بمقدماتٍ لنهاية هذا الكيان .. ولكل نهاية بداية ، وما ارى إلا أن نهايتهم قد بدأت ، ولعلنا نشهد مزيدا من الانقسام يزيدهم تمزقا وتفرقا ، هذا التفرق الذي ينادي بصوت عالٍ أن الفرصة قد أتت على طبق من ذهب لتجتمع القيادة الفلسطينية تحت مظلة واحدة ، تجمعهم في ظلها منظمة التحرير، من خلال التنسيق مع كافة الفصائل لخلق وحدة وطنية واحدة لمواجهة التطرف الإسرائيلي ، واستغلال هذا الانقسام في صفوف الاحتلال لاستعادة التوازن ، واستعادة الأراضي المحتلة ودحر العدو الصهيوني .

اترك تعليقا