خطايا “دراما رمضان” الامام الشافعي يلقي شعرا لشاعر سوري كتبها “أول امبارح”

عالسكة -محطة المنوعات – سخر الشاعر السوري، حذيفة العرجي، من إدراج بيتين قال إنه كتبهما قبل 10 سنوات، جاءا على لسان بطل مسلسل “رسالة الإمام”، الذي يحكي قصة صاحب المذهب الشافعي الذي توفى قبل نحو 1240 عاما.

وقال العرجي في سلسلة من التغريدات على حسابه على تويتر: “يُرسل بعض الأحبة القراء رسائل بمقطع للممثل خالد النبوي، وهو يؤدي دور الإمام الشافعي في مسلسل يُعرض هذه الأيام، وفي المقطع يتغنى الممثل وممثلة معه ببيتين لي من أوائل ما كتبت قبل عشر سنوات، وذلك على أنها للشافعي رحمه الله”.

وأضاف أن “البيتين شهيرين، وطالما نُسبا للشافعي وطالما وضّحت هذا الخطأ، وسبق أن قلت: الإمام أحق بهما منّي، وهو أكبر من كلّ قولٍ يُنسب له”.

وفي مقطع من المسلسل يقول النبوي: “وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا سنموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا.. وإذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا”.

لكن العرجي اعتبر أن “ما حصل في المسلسل يدل على جهل فظيع لصنّاع العمل بهذا الإمام العظيم وبلغته الشعرية على وجه التحديد، ولك أن تتخيل ما سيكون من كوارث أخرى، إذا كان تفصيل بسيط كهذا لم ينتبهوا له، إن أحدهم لم يكلف نفسه تصفح ديوان الشافعي للتأكد من البيتين، وأشك أنهم قرأوا سيرته أصلاً”.

وسخر الداعية البحريني، حسن الحسيني، من المقطع، معلقا على تغريدة العرجي، بأن “الإمام الشافعي يتغنّى بأشعارك في القرن الثاني الهجري”، مضيفا أنه “عندما يلجأ كاتب المسلسل الكسول إلى غوغل، بدل الرجوع إلى ديوان الشافعي، هكذا تكون النتيجة!!”.

وفي تعليقه على ما نشره الشاعر السوري، قال كاتب المسلسل محمد هشام عبية، في تصريحات لموقع “الحرة” إن المسؤول عن التدقيق في نص السيناريو والحوار داخل المسلسل هو الأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة، أحمد عمار”.

وأضاف: “لدي شكوك أن هذين البيتين كتبهما هذا الشاعر السوري، “لأنني تابعت جدالا بشأنهما على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنهما كتبا قبل تاريخ زعمه كتابتهما عام 2014”.

لكن بالبحث المتخصص في غوغل قبل عام 2014، لم يتمكن موقع “الحرة” من العثور عليهما على شبكة الإنترنت.

وفي المقابل، يقول عمار في منشور على فيسبوك “بخصوص ما انتشر مؤخرا عن ورود بيتين على لسان شخصية الإمام في الحلقة الأولى للشاعر السوري حذيفة العرجي (إن ثبت أنهما له)، فأقول إن هذا خطأ لا يغتفر حقيقة، ولا يمكن الدفاع عنه بأي صورة من الصور، وإلا اعتبر ذلك مشاركة في الخطأ مرة جديدة”.

وأضاف أن “الخطأ، في الحالة العادية، ليس خطأ المدقق اللغوي، إذ أن مهمته ضبط النص الفصيح بنية وإعرابا، وليس البحث عن مرجع هذا النص، لأن هناك من هو مسئول عن ذلك”.

ومع ذلك، أكد عمار أنه كان يجب عليه “الالتفات إلى الكسر العروضي الموجود في مطلع البيت الأول، فتقف قرون الاستشعار لتطلب البحث عن أصل البيتين، ولكن ما حدث أني وراء انشغالي بضبط النص لم ألتفت إلى ذلك”.

وقال “بكل وضوح، أعتذر عن هذا الخطأ الكبير بقدر كبره، رغم أنني لست المسئول الأول على الأقل عنه”.

لكنه أضاف أن “المسلسل عمل فني يمكنكم مشاهدته والحكم عليه، أو حتى العزوف عنه. وأجمل ما في “رسالة الإمام” سمو خلقه وفكره وأدبه فأرجو أن يصل ذلك إلينا”.

وسلطت تغريدات العرجي، التركيز على المسلسل، حيث تحدث آخرون عما اعتبروها أخطاء أخرى وقع فيها المسلسل.

مشهد للشافعي في قصة الخليفة

فمن بين المشاهد التي أثارت الجدل، كان لجوء الشافعي إلى راهب للحصول منه على دواء لزوجته، رغم أنه من المعروف أن الإمام كان يعلم بأمور الطب.

مشهد لجوء الشافعي إلى راهب للحصول منه على دواء لزوجته أثار جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي
مشهد لجوء الشافعي إلى راهب للحصول منه على دواء لزوجته أثار جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي

واعتبر عبية في حديثه مع موقع “الحرة” أن هذا المشهد جاء في سياق درامي اختاره صناع العمل، “وهو أنه خلال رحلته إلى مصر، مر بسيناء مع زوجته ودخل إلى “دير” وطلب الدواء من راهب”، مشيرا إلى أن هذه الحادثة غير مذكورة بالفعل في الكتب التاريخية “، ولكن ليس هناك ما ينفيها”.

وأوضح أن “المسلسل ينبه إلى أنه عمل درامي مستوحى من أحداث تاريخية، وهذا يعني أنه عمل فني به مساحة لإضافة أشياء من خيال المؤلفين التي تعبر عن طبيعة الشخصية، ومن حقنا أن نضفي بعض المشاهد الدرامية التي تعبر عن وجهة نظرنا، وإلا سيكون العمل وثائقيا”.

وفيما يتعلق بسبب وجود مثل هذا المشهد، قال “نترك لكل مشاهد أن يفسره حسبما يشاء، لكننا نرى أنه لا يظهر فقط جزءا من شخصية الإمام ولكن يظهر سماحة الإسلام

الحره – مصطفى هاشم

اترك تعليقا

NEW