قالت صحيف الإسرائيلية، في تقرير نشرته الثلاثاء 28 مارس/آذار 2023، إن الصفحة الرسمية لـ”مكتبة المسجد الأقصى” التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، نشرت دعوة لجولةٍ تتعقب “آثام النكبة” في حي القطمون في القدس ، وذلك على خلفية التوترات في العلاقات بين الإحتلال والأردن. ويُظهر التوقيع على الدعوة شعار المكتبة بجوار شعار المملكة الأردنية.
تمر الجولة عبر العديد من المواقع، التي يبعد بعضها بضع مئات من الأمتار عن مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتأتي ضمن سلسلة من الرحلات في أحياء المدينة. المجموعات التي سوف تصل لخوض هذه الرحلة المجانية، سوف تحظى بلمحة عن المدينة قبل “النكبة”.
لكن نشطاء ضد التطبيع قالوا “أن كل هذا الاجراء يعتبر رد فعل ضعيف جدا من قبل الحكومة الأردرنية على تهجم وزير مالية نتنياهوونتنياهو على الأردن”
جولات سياحية برعاية الأردن في القدس
تمر الجولات بمناطق تضم منازل مملوكة الآن لمواطنين إسرائيليين، بالإضافة إلى أماكن أخرى. أحد هذه الأماكن هو فندق سميراميس الذي فجرته عصابات الهاجاناه الصهيونية في عام 1948. والآن يحل محل الفندق مبنى سكني.
يبين تحقيق أجراه موقع Walla الإخباري العبري أن الجولة التي ينظمها الأردن لم تحدث بالتنسيق مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أو مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أو وزارة الخارجية الإسرائيلية، ولم تحظ بموافقة هذه الجهات، التي تفاجأت جميعها بمحتويات الجولة.
الإضرار بسيادة الاحتلال
من جانبه، قال موير تزيميك، رئيس منظمة Lach Jerusalem، وماتان بيليج، رئيس منظمة إم ترتزو اليمينية: “الأوقاف منظمة معادية تحاول الإضرار بسيادة إسرائيل في القدس. نتوقع أن تتوقف القيادة السياسة عن الاستسلام لملك الأردن، وأن توضح أن الأردن لا يملك موطئ قدم له خارج المسجد الأقصى. هذا موقف خطير سوف يضر بنسيج الحياة بين اليهود والعرب، ويخلق مزيداً من الصراعات والعنف”.
في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية: “لسنا على دراية بمثل هذه الجولات التي تنظمها الأوقاف”. وفي أعقاب طلب من موقع Walla! الإخباري العبري، بدأت السلطات المعنية تحقيقاً حول الأمر.
فيما قال ران يشاي، الذي عمل سفيراً ومستشاراً سياسياً لدى وزارة الخارجية الإسرائيلية وهو الآن عضو في منظمة Im Eshkachech، إن “الأردن، الذي استدعت وزارة الخارجية لديه السفير الإسرائيلي للتوبيخ في أعقاب تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، ينكر هو نفسه أسس وجود دولة إسرائيل، حتى في إطار خطوط (هدنة) 1949، حيث لم يحكم ولو ليوم واحد”.
إدانة أردنية للانتهاكات الإسرائيلية
في سياق متصل، أدان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تزداد وتيرتها خلال شهر رمضان المبارك.
حيث قال الخلايلة في بيان الإثنين: “إن إخراج المصلين من المسجد الأقصى عنوة، واعتراض دخولهم إليه من قبل قوات الاحتلال وانتشارهم في أرجائه مدججين بالسلاح لهو أمرٌ ينزع السكينة والطمأنينة ويبث الفزع والخوف في قلوب العابدين الركع السجود، ويتنافى مع حريّة عبادتهم في مسجدهم ويعد انتهاكاً صريحاً لحرمة هذا المكان المقدس في هذا الشهر الفضيل ومحاولة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى المبارك، ما ينذر بتأجيج صراع ديني لا تحمد عقباه”.
في سياق متصل، أكد وزير الأوقاف أن المسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم، لا ينازعهم فيه أحد، وأن المطلوب شرعاً وقانوناً وتاريخياً أن تكف شرطة الاحتلال عن تدخلها في شؤون المسجد الأقصى، مشدداً على أن إدارة المسجد بكامل مساحته البالغة 144 دونما هي حق حصري لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية وترعاه وصاية هاشمية مجيدة.
وفال مرابطون مفدسيون : تعالوا محررين لا سائحين