رانيا لصوي … تكتب يوم الأرض الفلسطيني

السكة – المحطة الفلسطينيه – كتبت رانيا لصوي  – سنوات طويلة مرّت لا كلّت ولا قلت عزيمة شعبٍ قرر أن لهذه الأرض دمي..

جيلٌ كامل وسبعٌ وأربعون عاماً نحمل الذكرى ونؤكد الثابت… أن هذه الأرض لنا …
هم مارقون .. وهذه الأرض لنا …هم مستعمرون … وهذه الأرض لنا …

تتواصل معركة الصمود و الإنتماء.. نُزرع كأننا أشجار لن تُقلع.. سبعٌ وأربعون عام وما زالت عنوان تَجذّر .. منذ أن صادقت حكومة المارقيين المستعمرين على مصادرة آلاف الدونمات من سخنين وعرابة، دير حنا، وعرب السواعد لتبني عليها مستوطناتها المارقة صدر القرار بأن يكون يوم 30 آذار يوما للاشتباك والاضراب، لإعلان الرفض والتجذر .. ومازالت معركة الأرض الفلسطينية مستمرة الى يومنا هذا…
مازال الاحتلال يقلع والفلسطيني يزرع، ولن ينتهي هذا الصراع، إلا بنا نحن ..أبناء هذه الأرض..

مفهوم يوم الأرض

نحفظ اسمائهم وقصصهم ونرويها، نتناقلها ونمجدها، ويبقى يوم الأرض أكبر القصص مفهوما اكبر من مناسبة وطنية نحييها كيفما اتفق، يوم الأرض الذي اعتبر محطة هامة في تاريخ النضال الفلسطيني، عبر عن تمسكنا بالأرض والهوية، كوفية فلسطينية ومفتاح ، منجل، معول ومحراث.. وتبقى الأرض هي العنوان..

سياسة الاستيطان “الاسرائيلي” على الأرض الفلسطينية

منذ البدء ومع نشوء فكرة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، كان الهدف والوسيلة هو الأرض.. حرص الاحتلال على تشريع وتنفيذ كل ما يلزم لاستبدال سكان الأرض الاصليين.

الإعلان عن الاراضي كاراضي دولة وتسجيلها على هذا الاساس، هي الطريقة المركزية للاستيلاء على الاراضي. وهذا مابدأت به دولة الاحتلال عام 1979 في الضفة العربية واستند على تطبيق قانون الاراضي العثماني من عام 1858، الذي كان ساري المفعول عشية الاحتلال.

واعتمد الكيان الصهيوني على اساس قضائي، كطريقة اعلانه مناطق عسكرية و “ممتلكات متروكة” و مصادرة اراضي لاحتياجات جماهيرية، ساعد الكيان “مواطنية” على شراء اراضي في السوق الحرة. وكل هذا خطوات وتشريعات بهدف الاستيلاء على الأرض الفلسطينية. وبناء المستوطنات عليها.

ومن أهم سياسات الاحتلال لتهويد الارض الفلسطينية تطبيق قانون الحكم المحلي والضم وتشريع القوانين اللازمة لها متجاهلة تماما – حينها- القانون الاردني الساري في الضفة الغربية، انشأ الاحتلال 23 سلطة محلية يهودية في مناطق الضفة الغربية: ثلاث بلديات، 14 مجلس محلي وستة مجالس اقليمية، يقع تحت سلطتها 106 مستوطنة معترف بها كبلدن منفصلة. بالاضافة الى ذلك بنى 12 مستوطنة في المناطق التي ضمت الى القدس عام 1967، وعلى هذه المستوطنات يسري القانون الاسرائيلي بشكل رسمي.

وشكل الاحتلال الصهيوني ما اسماه مناطق النفوذ التابعة للسلطات المحلية اليهودية والتي ضمن مناطق واسعة، اعتبرتها “منطقة عسكرية مغلقة” مغلقة على الفلسطينين دون تصريح من القائد العسكري الصهيوني، ومفتوحة تماما للمستوطنين الصهاينة والسواح اليهود من كافة أنحاء العالم.

اتفاقية اوسلو السيئة لم تقلل من حجم المستوطنات و لا الاستيطان الاسرائيلي على الأرض الفلسطينية بل على العكس استمرت واتسعت رقعتها. حرص الاحتلال دائما على خلق شعب، وبعد بناء المستوطنات له قدم كل مايمكن لجمع “شعبه” من مختلف البلاد ، زاد عدد المستوطنين واصبحوا كما القطعان يحركهم الكيان كيفما أراد.

في القانون الدولي

القانون الدولي الذي يصبح عاجزا معاقا أمام القضية الفلسطينية العادلة ، هذا القانون المبتور ينص على منع الدولة المحتلة من خلق شعب لها على الأرض التي احتلتها، يمنعها من نقل “مواطنيها” الى المناطق التي احتلها، اضافة الى منع الدولة المحتلة من اجراء اي تعديل او تغيير على الاراضي المحتلة. وبناء المستوطنات والذي يمس بشكل مباشر بحقوق الفلسطينين و يتعارض مع حقهم بتقرير مصيرهم، وملكيتهم للارض، حقهم في الحياة وحرية التنقل.. كل هذه الحقوق يضرب بها الاحتلال الأرض وينثرها هباءً..

الفصل العنصري

جهازين قضائيين منفصليين، يحددان حقوق الانسان حسب الانتماء القومي، هذا النظام والوحيد في العالم، انشئه الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، كنظام عنصري (ابرتهايد). تحت هذا النظام سُلبت آلاف الاراضي من الفلسطينين، وبُني عليها المستوطنات لتوطين الصهاينة فيها. تعطي الشرعية لهذه الدولة المارقة، و تعطي الحقوق “لمواطينها” حسب انتمائهم القومي، في محاولة لرسم ملامح جديدة للارض والحدود.

لن تٌخلي دولة الكيان المستوطنين من مستوطنات بنتها على أرض مسلوبة، ولم تتنازل عن حلمها بدولة بدأت في بناءها واهمه أنها ستبقى … لن ترحل طوعا ولا وفق معاهدات سلام، ولن تسمح لنا بنصف الدولة على أراضي 1967 التي مزعتها اصلا..

لن تعطينا أي من الحق في مفاوضات عبثية ولن يُجدي التنسيق الامني وتقديم الولاء والطاعة لهم نفعاً…

تبقى المعادلة إما نحن أو نحن على هذه الأرض وصراع الوجود هذا لن يحسمه سوة المقاومة والكفاح المسلح، وتمسكنا بأرضنا واستذكار يوم الأرض هو مقاومة تأطرها اليوم عرين الأسود، مخيمات نابلس وجنين، صمود غزة وكبرياء القدس، وتؤكد كل المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948 ذات الجدلية والحتمية التاريخية إما نحن أو نحن

اترك تعليقا

NEW