عبدالله شقير يكتب عن يوم الأرض

السكة – كتب رئيس التحرير – عبدالله شقير- الثلاثون من آذار هو اليوم الذي يخلد فيه الفلسطينيون ذكرى الأرض ، ويجددوا معها الوعد بالبقاء والتضحية لأجلها ، ويحيوا العهد بأن لا يبرحوها وقد نبتوا فيها كما ينبت الزيتون ، وخالطت دماؤهم ترابها كما اختلط الزعتر النابت فيها بخشاش الأرض حبا وفداء .

وترجع قصة يوم الأرض إلى عام 1976 عندما صادرت سلطات الاحتلال 21 ألف دونم من أراضي بلدات عرابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها من مناطق الجليل ، لتحصينها وإقامة المستوطنات عليها ، في مشروع أطلقت عليه سلطات الاحتلال تطوير الجليل ، فرأى الفلسطينيون فيه عملية تهويد كاملة ، فقاموا بالانتفاض ضد هذا المشروع بأن تداعت لجنة الدفاع عن الأرض بتاريخ 1 شباط 1976 لعقد اجتماع عاجل في الناصرة ، نتج عنه إضراب عام وشامل في 30 آذار من العام نفسه ، احتجاجا على الخطوة الاستيطانية التي عزمت عليها سلطات الاحتلال ، فانطلقت المظاهرات الشعبية في كافة أرجاء المدن والقرى الفلسطينية من البحر إلى النهر، احتجاجا على سياسة القمع التي تمارسها دولة الاحتلال وسياستها التعسفية في التمييز العنصري . وقد قامت قوات الاحتلال بالرد على الاضراب والاحتجاجات بدموية كبرى ، وأطلقت النار بشكل عشوائي على المحتجين نتج عنه ارتقاء ستة شهداء وسقوط عشرات الجرحى .

ومنذ ذلك اليوم 30 آذار 1976 ولا يزال الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني وفي الشتات ومعهم العرب والمتعاطفون مع القضية الفلسطينية من دول العالم يحتفلون بذكرى الأرض لتجديد العهد كل مرة بتشبثهم بأرضهم ، وتمسكهم بحق العودة الذي لا مناص منه ، وأصبح يوم الأرض في الذاكرة الفلسطينية رمزا لثوابت وحقائق فلسطينية ، باعتبار أن الأرض تشكل الأساس في جوهر الصراع مع المحتل المغتصب .

ولما كان التاريخ هو لسان الأرض الناطق بالحق ، والأرض تستمد صمودها من شعبها المزروع في ترابها ، وتغذي قوتها من شواهد التاريخ ، فإن ممارسات الاحتلال لن تغير من الواقع شيئا ، وطالما كانت الرسالة الأكبر في يوم الأرض تقول : لن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تقضي على الهوية الفلسطينية ولا أن تنتزع شبرا من الأرض التي يُقسم عليها الحق الفلسطيني الممتدة جذوره في لحم التاريخ وعظمه .

اترك تعليقا

NEW