يوم الأرض بين أمي وأمي
- Alsekeh Editor
- 30 مارس، 2023
- المحطة الرئيسية, كتاب السكة
- 1تعليق
السكة – محطة المقالات – بقلم محمد أو رحمة وريشة عبدالناصر الحوراني
قلب التراب، في روح الشجر، وضمير الحجر.
يوم ، والأرض … الأرض المعرفة ب (أل) المعروفة لكل من استنشقت روحه شمس جبالها المشرقة، وتعرفت حواسه على رائحة ترابها، في كل حالاته وتحولاته، أول الشتاء تكون رائحته كرائحة البن في علبته، عند الحراثة تشبه رائحة الملابس في الخزانة ، عند الحصاد تصير قهوة على ركوة الغليان ..
نعرف أرضنا من لغتها أيضا ، من أبجدية الراحلين في برية الصلصال، من وقار الخيل في تضاريس المستحيل، وأمواج السنابل .
من “شهيد” أعلن العيد، وقاد الافلاك في متاهة المدارات، من يعبد إلى ريف يافا العتيقة، الخضيراء، وبرية النقب .
الأرض معرفة ب (أل) لا أرض تشبهها، لا حقول سواها، لا ماء الا ماءها، ولا سماء تعلق في ليلنا مصباح فجرها القريب … الأرض أم الحياة في ابتسامة الأطفال قرب الحلم ، وحوالي تفاول البائعين .. من يسيرون في مراكب الجهات على قدم وساق .. من يتكئون على عصا الذكريات ، ولا ينسون كل شيء، ولا شيئا واحدا ينسون.
أمي التي احترفت زراعة البذار حيث تمشي خطاها يخضر التراب ، وتورق الفضاءات بالبرتقال و”بالأزكدنيا” ، للفول أزهار لوكنت تعلم، زهرة الفول ناطقة كأنها همس الصباح في أذن الدروب على شفق القرى ، ووخدهم من عرفوا السبيل الى مدن في البال لم تذهب ولم نذهب الا اليها والينا .
يوم الأرض حيث ترتقي الأرواح في معارج الخلود، يحتار العدو فينا ومنا؟ .
لا يعرف كيف لأجيال ولدت بعيدا أن تعطي حياتها ببساطة ورضا. لا يعرف الغرباء منطق الأصلاء ، لا يعرفون .
Safia
مقالة رائعة وتليق بفلسطين الغالية