من روائع عبد الله البردوني .. الضبـاب ..وشمس هـذا الزمان

السكة – محطة الثقافة – مختارات

صمتُ، ما الوقتُ؟ لا أرى ما أُسمّي
لا الصباحُ ابتدا ولا الليلُ أمسى

لم يعدْ ـ يا ضبابُ ـ للوقتِ وقتٌ
والمكانُ انمحى؟ على الريحِ أرسى

إنني يا ضبابُ، أسمعُ شيئاً
اسمُهُ موطني، يُغنّي ويأسى

ملءُ هذا الرحابِ، يمتدُّ يرمي
عنهُ نَفْساً، ويبتدي منهُ نفسا

ذاكَ وادي «عسى» نعمْ كانَ يوماً
وتخطّى وادي «عسى» مَن تَعسَّى

أتراهُ؟ يحمرُّ، يرنُو بعيداً
ومُناهُ تجتازُ، عينيهِ حدْسا

ما الذي؟ لا تحسُّهُ! كيف تدري؟
ومتى كنت؟ أنتَ تملُكُ حِسّا؟

***

أترى هذهِ العيونَ الدوامي
تحتَ رجليكَ؟ سوف تُنبتُ شمسا

شمسُ هذا الزمانِ، من تحتِ تبدُو
ثمّ تعلو، تُفجِّرُ الموتَ عُرسا

يوليو 1976م

Leave A Comment

NEW