نيويورك تايمز : ترامب على خطى ساركوزي ، برلسكوني ونتنياهو!!

السكة – المحطة الدولية – قد تكون واقعة اتهامات الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، لكنها مثل هذه القضايا تعد شائعة عالميا، وفي بعض الأحيان، قد تستدعي التشكيك فيما لو كانت تلك الاتهامات مدفوعة سياسيا وإثارة التساؤلات حول متانة النظام القضائي، وفق تقرير نقلته صحيفة “نيويورك تايمز “.

وعكس ادعاء حلفاء ترامب أن مثل هذه الخطوات تشتهر بها “جمهوريات الموز”، في إشارة إلى الدول الديكتاتورية، فيما قالت الصحيفة إن السنوات الـ 15 الماضية شهدت محاكمات لزعماء في دول ديمقراطية إيضا.

ولعل أبرز الأمثلة هي محاكمة كل من نيكولا ساركوزي وجاك شيراك في فرنسا، ومحاكمة سيلفيو برلسكوني في إيطاليا.

ويحاكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حاليا بتهم فساد.

وتشير الصحيفة إلى أن الملاحقات القضائية في حق مسؤولين سابقين يمكن أن تكون مؤشرا على سيادة القانون، لكنها في نفس الوقت قد تشير أيضا إلى ضعفه، وكيف يمكن استغلاله لملاحقة الخصوم السياسيين.

وبحسب علماء السياسة، فإن التشكيك في شرعية الملاحقات القضائية يكون أكثر حدة في بلد يشهد استقطابا حزبيا شديدا.

وأمضى برلسكوني، مثل نتانياهو وترامب، سنوات في تصوير نفسه كضحية وزعم أنه كان مضطهدا من قبل نظام “خارج عن السيطرة” و”مسيّس”، ونجا من فضحية بعد أخرى بعد أن استخدم ذلك لحشد مؤيديه.

وتقول ناتالي توتشي، عالمة السياسة الإيطالية، للصحيفة إن ذلك يلحق أضرارا جسيمة بثقة الناس في النظام القضائي، لأن أنصار المتهم يرون أن النظام مسيس، فيما يرى معارضوه أن النظام غير فعال.

ويقر خبراء القانون أن المناطق الرمادية تكثر في مثل هذه القضايا، إذ قد تكون الملاحقة القضائية بسبب جريمة حقيقة، ولكن رغم ذلك قد تكون بدوافع سياسية.

ويرى ستيفن ليفيتسكي، أستاذ الدراسات الحكومية بجامعة هارفارد أن الولايات المتحدة كانت خارجة عن المألوف في إحجامها عن توجيه اتهامات إلى زعيم سابق. وأضاف أن “الأنظمة السياسية يجب أن تتعامل معها (الاتهامات).. يتوجب عليهم ذلك. لأن البديل هو القول إن بعض الناس فوق سيادة القانون، وهذا أسوأ بكثير”.

وكمثال، نقلت الصحيفة قضية الرئيس البرازيلي السابق، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي أدين بغسل الأموال والفساد، لكن المحكمة العليا في البلاد أسقطت التهم، في عام 2021، بسبب تحيز القاضي وتواصله “غير اللائق” مع المدعين العامين.

وتخلص الصحيفة إلى أنه رغم صعوبة إقناع الناس بحياد القضاء في محاكمة المسؤولين السابقين، لا يمكن لذلك أن يثني النظام القضائي عن تولي قضايا مشروعة ضد القادة السياسيين.

والخميس، وجهت محكمة ولاية نيويورك اتهامات جنائية إلى الرئيس السابق، ترامب، في سابقة في تاريخ الولايات المتحدة ليست سوى خطوة أولى على طريق قضائي طويل.

وتأتي الاتهامات بعد أن فتحت محكمة نيويورك تحقيقا، في 2018، في مزاعم بشأن دفع مبلغ 130 ألف دولار للممثلة الإباحية، ستورمي دانيالز ، قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016، من أجل إخفاء علاقة مفترضة خارج نطاق الزواج مع ترامب.

اترك تعليقا

NEW