” التلغراف” : إجابة سعودية ساهمت في انهيار كريدي سويس
- Alsekeh Editor
- 2 أبريل، 2023
- المحطة العربية
- 0 Comments
السكة – المحطة العربية – خاض البنك الأهلي السعودي تجربة الدخول إلى القطاع المصرفي عالميا، وذلك ضمن استراتيجية المملكة لتنويع الاستثمار خارج النفط، إلا أن التجربة مع كريدي وخطأ “الأهلي” وضع مستقبل هذه العلاقة على المحك، وفق تقارير.
وعدد مقال لصحيفة التلغراف أبرز المحطات التي مر بها الاستثمار السعودي في كريدي سويس، وصولا إلى مرحلة إعادة ولي عهد المملكة محمد بن سلمان تقييم ما حصل والخسائر التي وقعت.
فعندما افتتح كريدي سويس أول مكتب له في السعودية، أعلن برونو ضاهر، رئيس إدارة الثروات في المصرف بالشرق الأوسط أن المملكة “سوق رئيسة للنمو”. وكان هذا الفرع المصرفي رمزا لتعميق العلاقات بين المقرض السويسري والسعودية، وفق الصحيفة.
وتابع التقرير أن سرعان ما تدهورت العلاقة بين كريدي سويس والسعودي. وذلك بعد أن لعب المستثمر السعودي دورا رئيسيا في أزمة المقرض السويسري الذي يعود تاريخه إلى 167 عاما بعد أن أثارت تصريحاته تهافتا على بيع أسهم البنك.
وطرح ما حصل تساؤلات حول قدرة السعودية على تعزيز حضورها في القطاع المصرفي العالمي.
وفي حين يتواجد كريدي سويس في السعودية منذ عام 2005 بشكل أساسي، حسب التلغراف، إلا أن العلاقات تعمقت في السنوات الأخيرة عندما فتح محمد بن سلمان المملكة أمام الشركات الأجنبية.
وأتاح حصول البنك السويسري على ترخيص مصرفي بالسعودية سنة 2019، أن يقدم مجموعة كاملة من المنتجات والخدمات البنكية، وذلك بعد سعيه للحصول على حصة من ودائع الدولة الغنية بالنفط.
ولاحقا، عندما أرسل كريدي سويس المصرفي مايكل كلاين للتفاوض مع مستثمرين لتمويل خطة إعادة هيكلة للبنك العام الماضي، لجأ كلاين إلى معارفه في الشرق الأوسط.
وعاد كلاين إلى مجلس إدارته في زيورخ حاملا شيك بقيمة 1.5 مليار دولار، موقع من قبل رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي السعودي حينها، (لأنه قبل المصرف استقالته اعتبارا من 26 مارس 2023)، عمار الخضيري، وفق التلغراف.
والبنك الأهلي السعودي هو أكبر مصرف في السعودية، ويمتلك أكثر من 250 مليار دولار من الأصول.
وفي حين يملك المصرف السعودي حصص الأغلبية في بنوك بتركيا وباكستان، إلا أن الخضيري رأى بالتعاون مع كلاين فرصة للبنك الأهلي السعودي للوصول إلى الساحة المصرفية الدولية.
وخلال أكتوبر، صرح الخضيري لصحيفة وول ستريت جورنال أن السعودية وازنة اقتصاديا في المنطقة، “ومجرد إقناع كريدي سويس بالتعاون معنا” هو فرصة جيدة.
ولم يلتفت محمد بن سلمان لمستشاريه الماليين الذين أثاروا مخاوف بشأن هذا الاستثمار، خصوصا بعد سلسلة من الفضائح في كريدي سويس، ووجه في نوفمبر الماضي، البنك الأهلي السعودي المدعوم من الحكومة لضخ 1.5 مليار دولار في البنك السويسري المأزوم، حسب التقرير.
وكانت البنوك السويسرية ملاذا للعائلات السعودية الثرية منذ سنوات. لذلك، أراد محمد بن سلمان أن يكون الاستثمار بمثابة خطوة أولى قوية للسعودية في القطاع المصرفي العالمي.
جعل هذا الاستثمار من البنك الأهلي السعودي أكبر مساهم في كريدي سويس، بحصة قاربت 10 في المئة.
وحينها رأى الخضيري بهذه الخطوة أن السعودية تحاول تنويع اقتصادها بعيدا من النفط.
إلا أن انهيار مصرف سيليكون فالي في الولايات المتحدة الأميركية غير الموازين، وعزز مخاوف انتشار عدوى الانهيارات بالقطاع، وتركزت المخاوف على كريدي سويس الذي شهد انخفاض أسهمه بأكثر من 70 في المئة بعد مشاكل عدة.
ما حصل، دفع الخضيري إلى الإجابة أن البنك الأهلي السعودي لا يفكر في ضخ المزيد من الأموال في كريدي سويس، وذلك ردا على سؤال طرح على هامش مؤتمر في الرياض.
زاد هذا الجواب من سرعة انهيار كريدي سويس، ويذهب مصرفيون إلى حد القول إن هذا التصريح لو لم يصدر عن الخضيري لما كان كريدي سويس واجه هذا السيناريو.
ويعتبر هؤلاء أن كان يترتب على الخضيري القول إن البنك الأهلي لم يتلق بعد طلب دعم من كريدي سويس، لكن تعليقه أدى إلى عمليات بيع مكثفة لأسهم المصرف السويسري، ما دفع الحكومة للتدخل. وفي النهاية رُتبت عملية الإنقاذ من قبل مصرف يو بي إس.
أضر هذا الأمر بالبنك الأهلي السعودي، كون صفقة شراء كريدي سويس كانت منخفضة السعر، لذلك أطيح بالخضيري بعد خسارة 1.2 مليار دولار في الاستثمار بأربعة أشهر، هذا فضلا عن تلقي صندوق الثروة السيادية القطري وعائلة العليان التي تتخذ من السعودية مقرا لها خسائر كبيرة، حسب تلغراف.
وضعت هذه الحادثة العلاقة المستقبلية بين الأثرياء المقيمين في السعودية والبنوك السويسرية على المحك.
وفي حين اتخذت السلطات السويسرية بعض الإجراءات لحماية مالكي الأسهم إرضاء للسعوديين، إلا أن الحماية لم تكن كافية والخسائر كبيرة.
وستكون مهمة سعيد بن محمد الغامدي الذي حل مكان الخضيري، إصلاح سمعة البنك الأهلي السعودي، في حين يقيم محمد بن سلمان كيفية ارتكاب المصرف مثل هذا الخطأ الفادح والمكلف، وفق التلغراف.
وحسب فرانس برس، استقال الخضيري رئيس البنك الأهلي السعودي الذي كان المساهم الأكبر في مصرف كريدي سويس قبل خطة إنقاذه في وقت سابق من مارس، على ما جاء في بيان نشر في البورصة السعودية.
وأفاد البيان أن مجلس إدارة البنك الأهلي “وافق على قبول استقالة” عمار الخضيري “لظروف خاصة”.
وكانت أسهم كريدي سويس انهارت في 15 مارس بعدما أكد الخضيري أن البنك السعودي لن يزيد مساهمته فيه.
وفي اليوم التالي تحسنت أسهم المصرف السويسري في الأسواق المالية بعدما حصل على 54 مليار دولار من المصرف المركزي السويسري في محاولة لطمأنة المستثمرين.
وفي 19 مارس، استحوذ مصرف يو بي أس” الأكبر في سويسرا على كريدي سويس بسعر زهيد، حسب فرانس برس.
ويخلف الغامدي، الخضيري في منصبه فيما عيّن طلال أحمد الخريجي رئيسا تنفيذيا للبنك.
الحره