ثنائية الألفة والاغتراب .. لـ مطر ئيل (سجى حسون)
- Alsekeh Editor
- 2 أبريل، 2023
- المحطة الثقافية
- 0 Comments
السكة – المحطة الثقافية
رغم أنّ كثيرنا يجرجر كآبته في هذا الفضاء الإلكتروني، ويعلم تماماً أنه مجرد عالم وهمي لا فائدة منه.. بينما الواقع رغم سوداوية المشهد به إلا أنّه أكثر فائدة..
إلا أنني لا أنكر بأنني أشعر بالأنس بالوجوه التي أشاهدها يوميا وأنا أتصفح حسابي الخاص..حتى وإن لم أعرفهم ولم يعرفوني ولم نتحدث يوما، فقد كنّا وما زلنا مجرد أسماء ضمن قائمة الأصدقاء فقط.. ينتابني شعور طفيف بانطباعات عائلية، نحو الوجوه التي أتبادل معهم التعليقات الفيسبوكية..
وآخرين أشعر بالمواساة كونهم يؤمنون بما أؤمن، ويشبهونني من بعيد.. وأطمئن لوجودهم في هذا العالم وأطمئن ويتلاشي في قلبي الشعور بالاغتراب..
عندما أقبل صداقات جديدة، أو تصلني إشعارات لمتابعين جدد.. أشعر أحيانا بالضياع والريبة..
أفقد نفسي وقد ابتلعني الفضاء الأزرق بعيدا عن الوجوه القديمة، وأشعر بأنني مهددة بالضياع عنها، والإحساس بالوحدة والاغتراب!!
هناك أشخاص، تنتابني الرغبة أحيانًا كي أعرفهم عن قرب وعلى نحو شخصي.. قد لا يعرفون أنني معجبة بهم بشكل كبير وأؤمن بقناعاتهم… أكتفي بمتابعتهم بصمت…
أما هؤلاء الذين يقرأون ثرثراتي الطويلة التي أكتبها بلغة فصيحة، ويتابعونها باهتمام.. في ظل عصر السرعة المخيف، وتداول التواصل باللغة العامية، وتكلّس الصدر والعقل أمام القدرة على متابعة القراءة.. هؤلاء بالذات.. يا إلهي كم أعظم من شأنهم في قلبي..
هم الوحيدون الذين يجعلونني أستمر بالكتابة، رغم عجائبية حرفي ودراميته المفرطة، ورغم تناقضاته ومزاجيته وسريالية طبعه أحيانا..
حينما تعوزني الحاجة لشيء من الأمل والشفاء.. أتذكر بأنّ هناك أشخاص يقرأون ما أكتب.. ويروقهم هذا الحرف الغريب!! رغم أنّ الفضاء الأزرق يعج بالأدباء..
دمتم بخير…