كيف تمارس الجنس؟

السكة – محطة المقالات –  كتبت لبنى  بجالي  – هل سمعت يوما إمرأة تقول: لقد مارست الجنس معه لأنه أغراني !!! أو أن تقول لقد قبلته لأنه وسيم !!!! لكنك لا بد قد سمعت يوما رجلا يتحدث عن بطولاته العاطفية التي انتهت بانتصاره في ممارسة الجنس. أجزم أن القول الأول نادر ما مر على أسماع القارىء بينما عاصر الكثير من الأمثلة على أقوال بعض الرجال

عبارة أن الرجال يمارسون الجنس من أجل اللذة والنساء يمارسنه من أجل الحب التي يتم إستعمالها دائما، يمكن اعتبارها حقيقة في بعض الحالات لكن لا يمكن أن تكون صالحة لكل حالات الرجال والنساء. وهذا لا ينفي أن الحب قد يكون دافعا بالنسبة لبعض النساء في العملية الجنسية إلا أن الإرتباط العاطفي عند أخريات ليس أساسا لممارسة الجنس وإنما من الممكن أن يكون سببا في إفصاح النساء عن غرائزهن الجنسية بطريقة أكثر إنفتاحا وتحررا.

بالمجمل فإن المرأة تملك من الغريزة والرغبة الجنسية الكثير، والدليل على ذلك هو عمليات الختان التي كانت ولا زالت تحدث في مجتمعات عديدة والتي تهدف إلى تحجيم رغبة المرأة بممارسة الجنس. وهذا مرتبط بنظرة المجتمعات للمرأة وكيفية إرتباط علاقة المرأة بالرجل ورؤية المرأة لنفسها كفاعلة في العملية الجنسية. فالختان في هذه المجتمعات هدفه المحافظة على العفة والفضيلة وتماسك النسل الذي يبقي على ترابط هذه المجتمعات.

بالمقابل فإن بعض الرجال يرون الجنس على أنه أحد ملامح الحب لدى المرأة. فيرى الرجل خاصة في بعض المجتمعات أن المرأة التي تقبل أن تمارس الجنس مع رجل دون رابط قانوني أو شرعي أنها فعلت هذا بدافع الحب غير واع لفكرة أن رقعة الحرية في تعبير المرأة عن غرائزها الجنسية محصورة ومحدودة في معظم المجتمعات، بينما يكون الرجل الأكثر جرأة وقدرة على الإفصاح عن غرائزه الجنسية.

ربما كانت هذه الإشكالية مرتبطة بشكل كبير في التقاليد المفروضة على ضرورة إتخاذ الرجل الخطوة الأولى في المبادرة في العلاقة فهو من يطلب الموعد الأول، أو هو من يتقدم لها بالخطبة أو هو من يقوم يبارد في القبلة الأولى. في هذا السياق فإن المرأة التي تفصح عن رغباتها الجنسية أو علاقاتها الغرامية توصم بالشاذة ( وصفات أخرى جمة). هذا الإفصاح يسبب رهبة وخوف ليس فقط للرجل بل للمجتمع ككل.

هذا الخوف مرتبط بالصفات الفيزيولوجية للمرأة التي لا تساعدها دائما على إخفاء العلاقة الجنسية كما الذكر، فهناك غشاء البكارة، وحمل المرأة كدليل على العلاقة الجنسية. ارتباط العملية الجنسية بالحمل والإنجاب وولادة حياة جديدة، أكسبت الأمومة إهتمام كبير ورهبة أيضا. حيث إرتبطت المرأة بالولادة وقدرتها على الإنجاب ولذلك تعطى صفة الألوهية والقدسية بينما كان دور الرجل هامشي في هذه العملية الأقرب للخلق.

ولذلك في غياب الفهم الواضح والتفسيرات العقلانية لعملية الإنجاب وإعتبار أن الأمومة هي غريزة بينما الأبوة هي صفة مكتشفة أصبحت الأنوثة والأمومة تهديد لهذا المجتمع البطرياركي حتى أن الأمومة أصبحت مرتبطة بالألم والتضحية كما هو موثق في سفر التكوين “تلدين بالألم” وهي أولى العبارات التي أطلقها الرب بعد أن علم بخطيئة حواء وهي لعنة على حواء مضافة على لعنة إخراجهما من الجنة.

وهذا ما يعود بنا إلى عبارة ” الرجال يمارسون الجنس من أجل اللذة والنساء يمارسنه من أجل الحب” هي عبارة تؤكد على خوف المجتمعات من السلطة الجنسية للنساء إن إستطاعت التعبير عنها بحرية مطلقة والرهبة من فكرة إفتراض أن عدم وصول المرأة للذة في العلاقة الجنسية لا يعوضها الحب وأنها من الممكن أن تبحث عن شريك آخر لإرضاءها جنسيا مما قد يسبب الفوضى وعدم الاتزان في هذه المجتمعات.

3 Comments to “كيف تمارس الجنس؟”

  • نائل مدانات

    وريثة نوال السعداوي تكتب.
    لبنى رائعة

  • نائل مدانات

    وريثة نوال السعداوي تكتب.
    لبنى رائعة..تذكرني بنوال السعداوي..تهتم في عالم المرأة.

  • ماهر منصور

    بالعكس الجنس هو غريزة حتى عند الحيوان وللعلم الرجل إذا أحب امرأة يمارس معها الجنس او يتمنى ذلك أن لم يستطع الوصول إليها وليس المرأة فقط ولكن الفرق بين الحيوان والانسان في ممارسة الجنس هو الكيفية لان الجنس ليس فقط الولوج الكامل ولكن في الكيفية

اترك تعليقا

NEW