متحدية الصين: رئيسة تايوان ستلتقي رئيس النواب الامريكي

السكة – المحطة الدولية – دافعت تايوان عن خطة الرئيسة، تساي إنغ وين، للقاء مشرعين أميركيين بقيادة رئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، الأربعاء، في كاليفورنيا، على الرغم من تحذيرات الصين باتخاذ “إجراءات حازمة” ردا على الزيارة.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الرئاسة التايوانية، لين يو تشان، في بيان الاثنين، إن من حق 23 مليون تايواني “إجراء الحوار والتبادل” مع الدول الديمقراطية، مضيفة أن “ليس هناك مجال للصين للتعليق”.

ويُرتقب أن تجري الرئيسة التايوانية، تساي إينغ وين، لقاء مع رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي، خلال توقفها بالولايات المتحدة، في رحلة العودة من الزيارة التي قادتها إلى دولتي بليز وغواتيمالا.

وأكد مكارثي في بيان، الاثنين، أن الاجتماع المرتقب بين الزعيمة التايوانية ومجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، سيعقد في مكتبة ريغان الرئاسية جنوب كاليفورنيا.

وقال نائب الأمين العام لمكتب الرئاسة التايوانية، تشانغ تون هان، “إننا نتطلع إلى الاجتماع مع رئيس مجلس النواب مكارثي، في لوس أنجلوس وتبادل الآراء مع مجموعة من أعضاء مجلس النواب من الحزبين”.

وقال تشانغ إن التفاصيل المتعلقة بـ”أي خطاب تلقيه تساي سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق”.

وخلال وصولها نيويورك الأسبوع الماضي، التقت تساي بالزعيم الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي، حكيم جيفريز.

ويأتي الاجتماع المرتقب بين تساي ومكارثي، بعد الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، نانسي بيلوسي، إلى تايوان في أغسطس الماضي، والتي أثارت ردود فعل غاضبة من بكين، أجرت على إثرها مناورات عسكرية ضخمة.

وعلى الرغم من احتجاج الصين على الاجتماع المرتقب، إلا أن مصادر أوضحت لوكالة “بلومبيرغ“، أن رد بكين قد يكون “أقل صخبا” مقارنة بموقفها الأخيرة خلال زيارة بيلوسي.

وقالت مصادر رفضت الكشف عن هويتها إن الرئيسة التايوانية “ألغت بعض الأحداث وقيدت مشاركاتها الصحفية التي كان يُنظر إليها على أنها تثير غضب بكين”.

“عليهم أن يفكروا في العواقب”

مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث بواشنطن، يون سون، يبرز أن “عبئا يقع على الصين حتى لا تبالغ في رد فعلها”، مشيرا إلى أن “أي رد فعل مبالغ فيه لن يؤدي إلا إلى دفع الصين بعيدا عن العالم”.

وتابع سون في حديثه لشبكة “سي إن إن“، أنه “في كل مرة تقوم فيها تايوان بتحركات لا تعجب بكين، يرد الصينيون باستعراض قوتهم العسكرية لإخضاع تايوان”، مضيفا أنه في الوضع الحالي “عليهم أن يفكروا في عواقب المبالغة في رد الفعل”.

وتأتي رحلة تساي التي ستمثل زيارتها السابعة إلى الولايات المتحدة، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين بكين وتايبيه، حيث تواصل الصين ضغوطها العسكرية والسياسية في محاولة لإقناع تايوان بقبول السيادة الصينية عليها.

ودأب رؤساء تايوان على التوقف في الولايات المتحدة في طريقهم لزيارة حلفائهم الدبلوماسيين في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادي، وغالبا ما ينتهز الجانبان الأميركي والتايواني الفرصة لعقد اجتماعات رفيعة المستوى على الرغم من أن التوقفات لا ترقى لمستوى الزيارات الرسمية، بحسب رويترز.

في هذا الجانب، يقول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي للصحفيين، الاثنين، “لقد رأينا بالتأكيد بعض التصريحات الصادرة من بكين فيما يتعلق بعبور الرئيسة تساي إنغ وين، مضيفا: “هذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها رئيس تايواني من الولايات المتحدة، بالتالي لا يوجد شيء استثنائي أو غير نمطي في الزيارة، ولا يوجد سبب يدعو الصينيين إلى المبالغة في رد فعلهم”.

وقالت تساي أمام البرلمان في بليز، الاثنين، إن “شعب تايوان يواجه تهديدات وضغوطا مستمرة من الجار الصيني”.

وتابعت: “بينما تطورت علاقات تايوان مع الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة، ما زلنا مستبعدين من المشاركة في المنظمات الدولية والعمل كعضو منتج في المجتمع الدولي”.

وتعتبر الصين جزيرة تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتعقد العزم على استعادتها، بالقوة إن اقتضت الضرورة. وهي تعتبر أنه عملا بمبدأ “الصين الواحدة” لا ينبغي لأي دولة إقامة علاقات رسمية مع بكين وتايبيه في آن واحد.

وتنظر الصين إلى تايوان باعتبارها القضية الإقليمية الأكثر حساسية، كما أنها تمثل أحد نقاط الخلاف الرئيسية مع الولايات المتحدة. ولا تقيم واشنطن علاقات غير رسمية مع تايبيه، لكنها ملزمة بموجب القانون الأميركي بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها، وفقا لرويترز.

وكانت الصين قد أجرت مناورات حربية حول تايوان في أغسطس بعد أن زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك، نانسي بيلوسي، تايبيه، وواصلت الأنشطة العسكرية بالقرب من تايوان، وإن كان في نطاق محدود.

وكشف مسؤول تايواني كبير مطلع على الخطط الأمنية بالجزيرة لرويترز الأسبوع الماضي أنه يستبعد أن تكرر الصين مثل هذه التدريبات الكبيرة، لكن تم اتخاذ جميع الاستعدادات تحسبا لأي رد فعل صيني “غير عقلاني”.

في هذا الجانب، يقول مدير معهد “سي أو أي إس” في لندن، ستيف تسانغ، إن “أي رد أقل عدوانية، يعني أن بكين لا ترغب في تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة إلى مستوى يمكن أن يخرج عن السيطرة”.

وتابع في تصريح لـ”سي إن إن”: “إعادة ضبط العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ليس على جدول الأعمال، لكن تخفيف التوتر ليس خارج نطاق الاحتمالات”.

وعلى نحو منفصل، عبرت تسع طائرات صينية خط المنتصف التي تقسم الحدود الجوية بين الصين وتايوان، ونفذت دوريات تأهب للقتال، وهي ما قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها “تصرفات تتعمد إثارة حالة من التوتر” وتقوض السلام والاستقرار.

وقالت الوزارة إن تايوان أرسلت طائرات لتحذير الطائرات الصينية، فيما كانت الأنظمة الصاروخية تراقبها.

Leave A Comment

NEW