إعلام بريطاني : منتدى “إسرائيلي” يرسم السياسة الأمريكية حول فلسطين

السكة – المحطة الفلسطينيه – اسرائيليات – قال خبراء وناشطون إن منتدى “كوهيليت” اليميني الإسرائيلي المتطرف للسياسات يلعب دوراً في تشكيل السياسة الأمريكية في ما يتعلق بإسرائيل وفلسطين، وأشاروا إلى أن المنتدى لا يحظى بما يكفي من الانتباه، بالنظر إلى النفوذ الذي تتمتع به المؤسسة الفكرية على السياسات الأمريكية. 

موقع   ميدل ايست آي البريطاني، قال الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2023، إن المنتدى سُلط عليه الضوء  مؤخراً بسبب دوره في الإصلاحات القضائية المقترحة بإسرائيل.

ران كوهين، الناشط الحقوقي ومؤسس مجموعة المجتمع المدني الإسرائيلية Democratic Bloc، قال إن إحدى اللحظات الأولى التي سُلط فيها الضوء بصورة رئيسية على منتدى “كوهيليت” للسياسات، كانت في 2019، عندما تقدم وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو،  بالشكر  للمنظمة للمساعدة في تأسيس سياسة إدارة ترامب المتعلقة بالاعتراف بقانونية المستوطنات الإسرائيلية.

أضاف كوهين، خلال ندوة عبر الإنترنت: “نستطيع أن نضع ذلك التصريح الذي أدلى به بومبيو بوصفه أول إشارة جعلتنا نفكر ونقول: حسناً، هذا شيء نحتاج أن نسبر أغواره، ووجدنا قصة أكبر من ذلك”.

أوضح أنه “لا ترى الساسة رفيعي المستوى يشكرون المنظمات غير الحكومية، لكنه اتخذ الخطوة واهتم في واقع الأمر بمنحهم الفضل للمساعدة بترويج البيان الذي ينص في الواقع، على أن المستوطنات في الضفة الغربية لا تتعارض مع القوانين الدولية: وهو تغير رئيسي في السياسات الأمريكية”.

بحسب الموقع البريطاني، يُعرِّف منتدى “كوهيليت” نفسه رسمياً بأنه معهد بحوث يعمل لضمان “مستقبل إسرائيل  بوصفها دولة قومية لليهود، ولتقوية الديمقراطية التمثيلية، وتوسيع نطاق الحريات الفردية، وتعميق مبادئ السوق الحرة”.

بدأ منتدى كوهيليت للسياسات بإسرائيل في 2012، وهو في الأساس مؤسسة فكرية أرثوذكسية حديثة يمولها المليارديران الأمريكيان اليهوديان آرثر دانتشيك وجيفري ياس، وأشار الموقع البريطاني إلى أن ياس يعد أحد كبار المتبرعين للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة. 

يضم الداعمون الآخرون مؤيدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذين كانوا يركزون جهودهم على ازدهار القيادة اليمينية الجديدة في إسرائيل، ممزوجة بصهيونية دينية ذات نهج اقتصادي يميني نيوليبرالي.

من جانبه، قال عيران نيسان، الرئيس التنفيذي لحركة Mehazkim الرقمية التقدمية في إسرائيل: “إنهم القاطرة ورأس الرمح لنظام بيئي أكبر للمحافظين المتشددين، والنيوليبراليين، والمستوطنات، والمؤمنين بسيادة اليهود الذين يقودون مشروعاً سياسياً وأيديولوجياً بعيد المدى لاستيراد أفكار من هوامش الحزب الجمهوري”.

أضاف نيسان: “إننا نتحدث عنهم، لأنهم هم الذين كتبوا السياسات والمبادرات التشريعية التي تسبب كل الاضطرابات والأزمة السياسية الآن في إسرائيل”.

تأثير على القانون

إضافة إلى أن منتدى “كوهيليت” هو القوة الدافعة وراء التغييرات المقترحة في النظام القضائي بإسرائيل، والتي أثارت احتجاجات واسعة، فإنه وقف أيضاً وراء التشريعات التي مررتها إسرائيل في السنوات الأخيرة.

يقول كوهين إن المنتدى اضطلع بدور أيضاً في تبني قانون تبييض المستوطنات، الذي يستهدف تقنين بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بأثر رجعي، وأوضح أن المؤسسة الفكرية كانت لها يد في قانون “الدولة القومية”.

يمنح هذا القانون الحقوق الحصرية في “حق تقرير المصير القومي” للشعب اليهودي، في أي مكان يريدون أن يعيشوا فيه، سواء في إسرائيل أو خارجها، وحتى سواء يحملون أو لا يحملون الجنسية الإسرائيلية. 

كما أن القانون يمنح تفوقاً للعبرية على العربية، ولا يرى المنتدى أن الفلسطينيين يحق لهم الحصول على معاملة مساوية بموجب القانون

كذلك أشار خبراء إلى أن نفوذ المنتدى لا يتوقف عند حدود إسرائيل، بل يمتد إلى السياسات والقوانين الأمريكية.

في هذا الصدد، قالت لارا فريدمان، رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط (FMEP)، إن يوجين كونتوروفيتش، أستاذ القانون في جامعة جورج ماسون والزميل الباحث بمنتدى كوهيليت،  وصف خلال جلسة استماع بالكونغرس الأمريكي تعود إلى عام 2015، بأنه “قوة رئيسية” وراء قانون مكافحة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل (BDS) في ولاية كارولاينا الجنوبية.

أضافت لارا أن كونتوروفيتش، هو “مدير برنامج القانون الدولي في كوهيليت، وأنه يتذرع بنجاعة، وأعتقد أنه اضطلع بدور رئيسي، إن لم يكن الصائغ الرئيسي للتشريع الذي ينتشر الآن في غالبية الولايات الأمريكية، ويسعى لسحق حرية التعبير الخاصة بالمواطنين الأمريكيين”.

اترك تعليقا

NEW