موقع اسرائيلي ؛ حادثة مجدو ، و “الكفاح من أجل القواعد الجديدة للعبة”

السكة – المحطة الفلسطينيه- اسرائيليات – ربط المُحلل العسكري الإسرائيلي أمير رابابورت بين تسلسل الأحداث الأمنية على مختلف الجبهات والأزمة الإسرائيلية الداخلية.

وقال تحت عنوان “الكفاح من أجل القواعد الجديدة للعبة… والذي يمكن أن يؤدي إلى انفجار إقليمي” في مجلة “إسرائيل ديفنس” يوم الأربعاء، إن تدفق الأخبار الأخيرة حول دخول طائرات بدون طيار الأجواء الإسرائيلية، والهجمات الإسرائيلية المتكررة على أهداف في سوريا، ومحاولات استهداف مصالح إسرائيلية في اليونان، وزيادة التهديدات السيبرانية وحتى هجمات إطلاق النار في الساحة الفلسطينية، يمكن اعتبارها مصادفة عادية في فترة تصعيد أمني.

تصعيد مُتعدد الساحات

ولكن الكاتب يرى في مقاله بموقع “يسرائيل ديفينس” الإسرائيلي أن “الصورة العامة أكثر تعقيداً، فكل اللاعبين الإقليميين يخوضون معركة من أجل قواعد اللعبة الجديدة، والتي يمكن أن يكون لها تأثير لسنوات مقبلة”، محذراً من  أن هذه المعركة يمكن أن تؤدي بسهولة إلى تصعيد إقليمي متعدد الساحات، ومؤكداً أن هذا هو الخطر الأمني ​​الهائل على الأرجح الذي تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية هذا الأسبوع.

ولفهم الصورة بشكل أكبر، علينا العودة 10 سنوات إلى الوراء، عندما بدأت إسرائيل حملة ما بين الحربين التي كان الهدف منها منع تعزيز حزب الله بالسلاح وبقدرات استراتيجية ومنع إيران من إقامة جبهة أمامية قريبة من إسرائيل في الأراضي السورية، وقبل كل شيء منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.

وفي إطار الغارات الجوية، هاجمت إسرائيل، بحسب منشورات أجنبية، مئات الأهداف على الأراضي السورية، بما في ذلك مطارا دمشق وحلب، وأعلنت في بعض الحالات  المسؤولية رسمياً عن الهجمات التي نفذتها.

الدور الأمريكي والروسي

وقال الكاتب إن للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا دوراً في حملة ما بين الحربين، مشيراً إلى أن أمريكا نفسها تهاجم أهدافاً إيرانية من وقت لآخر على مستوى أكثر بكثير من عملية اغتيال قاسم سليماني في العراق قبل أكثر من عامين، كما تسمح روسيا لإسرائيل بشن هجمات على الأراضي السورية، حيث تمتلك قوات جوية.

وكجزء من سياسة الطائرات بدون طيار، أرسلت إيران بالفعل طائرة بدون طيار إلى إسرائيل تم اعتراضها في عام 2018، وكان من الواضح دائماً أن هذه السياسة لا يمكن أن تستمر، ولكن  إيران وتنظيم “حزب الله”  يعتمدانها أخيراً بشكل أقوى.

نظام عالمي جديد

أضاف الكاتب أن الحرب الروسية الأوكرانية تخلق نظاماً عالمياً جديداً، بما في ذلك تحالف إيران مع روسيا الذي يمد  موسكو بعدد كبير من الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، والصينيون يعملون على إنشاء جبهة مضادة للولايات المتحدة، والإيرانيون يشعرون بأنهم أقوى من أي وقت، ويخصبون اليورانيوم بوتيرة متسارعة هذه الأيام.

ولفت الكاتب إلى أن التغيير الاستراتيجي في المنطقة الذي يشمل مقاربة إيران للسعودية، يشجعها بالتعاون مع حزب الله على محاولة تغيير معادلة الدفاع الجوي، والتي تضمنت حتى الآن رداً محدوداً على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي السورية، مشيراً إلى أن إسرائيل تتجنب بشكل شبه كامل مهاجمة حزب الله على الأراضي اللبنانية.

نقطة تحول

وتحدث الكاتب عن حادثة مجدو واصفاً إياها بنقطة التحول على الرغم من أن تفاصيلها لم تنشر، وعلى الرغم من أن إسرائيل لم توجه اللوم علانية لحزب الله ونصر الله لم يتحمل المسؤولية.

واستطرد الكاتب: “من الواضح تماماً أن حسن نصرالله يقف وراءها، وأنه غير مهتم ببدء حرب شاملة ضد إسرائيل، وكان هدفه هو إرسال إشارة إلى إسرائيل، التي تؤكد على إمكانية تنفيذ هجمات إستراتيجية في إسرائيل، مثلما تفعل إسرائيل في سوريا وأحياناً في لبنان”. وأكد أن الإشارة وصلت إلى جهاز الأمن الإسرائيلي  الذي رد هذا الأسبوع بالهجوم على أهداف لحزب الله وفيلق القدس الإيراني عدة مرات في الأراضي السورية.

الساحة الفلسطينية

وبعيداً عن حملة ما بين الحربين، هناك أيضاً قتال حول قواعد اللعبة في الساحة الفلسطينية، وقد يكون تدمير الطائرة بدون طيار فوق قطاع غزة، يوم الإثنين الماضي، له علاقة بالنشاط الإيراني أيضاً، مستطرداً: “حتى لو لم تكن الساحات مرتبطة ببعضها البعض، فإنها تتفوق على بعضها البعض”.

ماذا بعد؟

من المهم أن نتذكر أن التهديد الوجودي الأكبر لإسرائيل والمنطقة بأسرها هو أول قنبلة نووية إيرانية. ولهذا كاد المسؤولون الأمريكيون ينفجرون بغضب شديد عندما سمعوا بإقالة وزير الدفاع ، الذي يقود أكثر المناقشات حساسية وعمقًا بين الأطراف حول هذا الموضوع الساخن.

قام وزير الجيش بنفسه بتشغيل قناة سياسية: اتصال قريب جدًا من كل من بيني غانتس وأرييه درعي ، اللذين عملا على إلغاء الإقالة ، بناءً على اعتذار يوآف غالانت فقط فيما يتعلق بتوقيت إعلانه للجمهور في سياق الإصلاح. .

في غضون ذلك ، لم يكن هناك اعتذار ولم يتم التراجع عن عمليات الفصل ، تم تعليقها فقط. في كلتا الحالتين ، الواقع الإقليمي أقوى وأكثر إثارة للقلق حتى من الاحتجاجات وأقوى من ألعاب الأنا بين يوآف جالانت ونتنياهو: كان عليهم قضاء بعض الوقت معًا في نفس الغرفة يوم الاثنين في قاعدة القوات الجوية ، جنبًا إلى جنب مع رئيس أركان وقائد سلاح الجو ، والتعامل مع الشيء الحقيقي.

بعد ساعات قليلة من الاجتماع ، تحدثت وسائل الإعلام عن أكبر هجوم على الأراضي السورية في الآونة الأخيرة. في أعقابها ، عادت الكرة مرة أخرى إلى إيران وحزب الله. الخوف الكبير (الحقيقي) هو أن ألعاب الإشارات ستنزلق إلى حرب كبرى في عدة ساحات في نفس الوقت ، على الرغم من أن أيا من الجانبين لا يهتم بك.

لقد حدثت الأمور من قبل: وهكذا ، فإن عملية الاختطاف التي بدأها حسن نصر الله في 6 تموز (يوليو) 2006 أدت في ذلك الوقت إلى حرب لبنان الثانية ، والتي أوجدت واقعاً أمنياً في حد ذاته استمر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية لمدة 17 عاماً. هل انتهت هذه الفترة

اترك تعليقا

NEW