أزمة “الوثائق المسربة” تتفاعل في العالم وشبح ويكيليكس يخيم على البنتاغون

السكة – المحطة الدولية – وكالات

في الوقت الذي ما تزال فيه دوائر الاستخبارات ووزارة الدفاع الأمريكية تتعامل مع تداعيات ” كارثة ويكيليكس” ونتائجها على أمن المعلومات، وسرية الملفات، وفي حين ما تزال منظومة التحديث التي أتخذت على أعلى المستويات لضمان عدم تكرار تلك الكارثة قيد الفحص والتحقق، تنفجر فضيحة تسريب جديدة ما تزال اللجان المختصة في مجال الأمن والاستخبارات تدرس أبعادها وتداعياتها.

في هذا السياق ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن  الوثائق تشمل أيضاً معلومات استخباراتية حول مسائل داخلية في “إسرائيل” وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة وغيرها

 الولايات المتحدة تدرس الاحتمالات حول الخرق بما في ذلك قيام شخص لديه تصريح أمني سري للغاية بتسريب المعلومات

 الكشف عن بعض الوثائق قد يؤثر على سير الحرب في أوكرانيا لأنها توضح نقاط الضعف المحتملة في ساحة المعركة.

تحديد مصدر التسريب وتداعياته هيمن على اهتمام القيادة في البنتاغون.

البنتاغون ووزارة العدل يسعيان لمعرفة كيفية ظهور وثائق سرية للغاية حول أوكرانيا ومسائل دولية على الانترنت.

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن مجموعة جديدة من الوثائق السرية التي يبدو أنها تتناول بالتفصيل أسرار الأمن القومي للولايات المتحدة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط والصين ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الجمعة.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن عدد الوثائق المسربة يصل إلى 100 وثيقة ويشكل خرقاً أمنياً كبيراً. 

وأضافت أن الحادثة أثارت قلق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ويبدو أنها فاجأت إدارة الرئيس جو بايدن.

وقالت وزارة العدل الأميركية إنها بدأت تحقيقاً في تسريب الوثائق وذكر متحدث باسمها “نحن على تواصل مع وزارة الدفاع في ما يتعلق بهذه المسألة وبدأنا تحقيقاً. نمتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات”.

وكان تسريب سابق لوثائق عسكرية أميركية سرية على وسائل التواصل الاجتماعي أعطى صورة جزئية للحرب في أوكرانيا، واتهم مسؤولون أميركيون أمس روسيا بالمسؤولية عن هذا التسريب، فيما لم يصدر بعد أي تعليق من موسكو.

وصرح ثلاثة مسؤولين أميركيين إلى “رويترز” بأن من المرجح أن تكون روسيا أو عناصر موالية لها وراء تسريب وثائق عسكرية سرية أميركية على وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا تعود لشهر مضى.

وذكر المسؤولون أن الوثائق جرى تعديلها في ما يبدو لتقليل عدد القتلى والمصابين في صفوف القوات الروسية وأضافوا أن تقييماتهم غير رسمية ولا ترتبط بتحقيق يجري في أمر التسريب نفسه.

وطلب المسؤولون عدم نشر هوياتهم نظراً إلى حساسية الأمر ورفضوا مناقشة تفاصيل الوثائق. ولم يرد الكرملين أو السفارة الروسية في واشنطن حتى الآن على طلبات للتعقيب.

وأحجم “البنتاغون” عن التعليق على صحة الوثائق المنشورة على مواقع من بينها “تويتر” و”تيليغرام” وتحمل تاريخ الأول من مارس (آذار) وأختاماً تشير إلى تصنيفها بأنها “سرية” و”سرية للغاية”.

وتسريب مثل تلك الوثائق الحساسة أمر غير معتاد بالمرة ومن شأنه أن يؤدي تلقائياً إلى فتح تحقيق.

وقالت المتحدثة باسم “البنتاغون” سابرينا سينغ، “نحن على علم بالتقارير التي تشير إلى منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، والوزارة تراجع الأمر”.

وأوردت إحدى الوثائق المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن نحو أكثر من 17 ألف جندي روسي قتلوا منذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022.

ويوضح مسؤولون أن الولايات المتحدة تعتقد بأن الرقم الفعلي أعلى بكثير ويبلغ نحو 200 ألف قتيل ومصاب روسي.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” أول من أفاد بالتحقيق الذي يجريه “البنتاغون” في التسريب المزعوم.

وصدت القوات الأوكرانية تقدم روسيا باتجاه كييف في بداية الحرب مطلع 2022 وتحول الصراع الذي تسميه روسيا “عملية عسكرية خاصة” إلى حرب خنادق طاحنة في الشرق والجنوب.

إلا أن تسريب الوثائق جاء مع تزايد التكهنات حول طبيعة الهجمات التي ربما تحاول كييف وموسكو شنها في العام الثاني للحرب. ولم تذكر الوثائق في ما يبدو أي معلومات محددة في شأن خطط كييف الحربية.

وقال المسؤول في الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك أمس في بيان إن الوثائق المسربة تتضمن “كمية كبيرة للغاية من المعلومات الزائفة” وإنها في ما يبدو حملة تضليل روسية تهدف إلى التشكيك في الهجوم المضاد الذي تخطط له كييف.

وأردف “هذه مجرد أدوات معروفة في ألاعيب العمليات التي تصنعها الاستخبارات الروسية ولا شيء أكثر من ذلك”.

المصدر – اندبندنت – وكالات

اترك تعليقا

NEW