البنتاغون يلجأ الى اجراءات ” ديكتاتورية” لحماية أمن المعلومات

السكة – المحطة الدولية – كتب محمد أبو رحمة 

لطالما كتب الساسة وصناعها، والمشتغلون بها في مسألة السلطة ، في مسألة التحكم، في مسألة إدارة مصلحة الدولة، وفي جوهر دور العقل الإنساني .. ولطالما نشأت بين الشعوب تيارات وأفكار وفلسفات تنازع السلطة على تاريخ وحاضر ومستقبل الأمة ..

وبين الشعب/ الأمة/ الجمهور/ الغالبية العظمى/ من سعوا الى المعرفة .. ودفعوا الثمن .. 

وتعددت في سبيل ذلك النظريات .. ودخل الدين على خط السياسة أو السياسة دخلت على خط الدين .. لا فرق .. لكن الأكيد كان دائما يتجه الى السيطرة على الغالبية العظمى .. وسواء أسمتهم الثورة ” الشعب العظيم”، أو أسمتهم السلطة ” الدهماء والرعاع والعوام” ظلت السيطرة على الكتلة الكبرى من الناس هي هاجس كل الساعين الى قيادة الأمة أو الشعب .. أو حتى العصابة .. 

ففي حين اتجه العالم الرأسمالي الى احتلال القارات بذريعة الديمقراطية .. ونشر المساواة وحقوق الانسان .. اتجهت منظومات فكرية الى التحكم بالانسان عبر تحقيق أمانيه الجماعية .. وكان مفهوما من داخل تلك المنظومات أن تحتكر المعلومات، وأن تحدد سلطة وسائل الإعلام .. 

لكن قرار وزارة الدفاع الأمريكية أمس بتعطيل كافة الحقوق التي تضمن حرية المعرفة ، والحق بالحصول على المعلومات يعني أن أمريكا، أو جزءا مهما منها قد أصبح عسكريا عرفيا ديكتاتوريا مستبدا على نحو يثير الشكوك حول جوهر ومعنى الديمقراطية المزعومة .. 

لطالما كانت مزاعم أمريكا في دعمها للديمقراطية حول العالم محل شك .. لكن ديمقراطيتها من الداخل هي التي أصبحت محل شك هذه المرة .. 

البنتاغون يقرر تعطيل تصاريح الدخول لكافة الصحافيين والباحثين وممثلي مراكز الأبحاث التابعة للجامعات ، والمراكز التابعة للسفارات الأجنبية الى أي مركز أو مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع .

البنتاغون يقرر سحب وتغيير كافة كلمات المرور الخاصة بأجهزة الكمبيوتر والحواسب والآلات الطابعة واستخدام الانترنت في كافة مبانيه وفروعه ومكاتبه داخل الولايات المتحدة وخارجها .. 

البنتاغون يقرر فتح تحقيق شامل بالتعاون مع وكالة الأمن القومي و السي آي إيه والإف بي آي .. وكافة الوكالات التابعة لمجمع الاستخبارات الحربية .. استخبارات المارينز استخبارات سلاح الجو .. استخبارات سلاح الفضاء .. أجهزة الشرطة في الولايات .

وفي حين رأى خبراء أمنيون وعسكريون تلك الاجراءات باعتبارها ردة فعل طبيعية ، وجدها أكاديمي ومحلل سياسي استراتيجي، طلب عدم ذكر اسمه، أنها تعد غرق مباشر لأمريكا في الخيارات المستبدة والديكتاتورية .

 

 

اترك تعليقا

NEW