صحبفة صينية : تسريب الوثائق خول اوكرانيا ناجم عن انقسام سياسي أمريكي

السكة – المحطة الدولية – وكالات

كتبت صحيفة “Global Times” أن تسريب الوثائق السرية للبنتاغون، برأي الخبراء الصينيين، قد يكون ناتجا عن انقسام سياسي داخل الولايات المتحدة نفسها.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رغب في عدم الكشف عن هويته قوله إن وقوف روسيا وراء ظهور هذه الوثائق في الإنترنت أمر مستحيل.

وأضافت: “بحسب قوله، إذا حصلت روسيا على هذه الوثائق السرية، فلن تنشرها على الإنترنت، لأن ذلك سيسفر عن فقدان المخابرات الروسية للمصادر التي قدمت لها هذه الوثائق. لا يوجد هناك سبب لأن تخبر روسيا خصومها بأنها تلقت هذه المعلومات الاستخباراتية، لأنها ستجبرهم على تغيير خططهم”.

ومع ذلك يرى الخبراء الصينيون أنه بغض النظر عن صحة المعلومات المسربة، تم توجيه ضربة ملموسة لأوكرانيا.

وتابعت الصحيفة”: “حتى إذا كانت هذه الوثائق تحتوي على معلومات مزيفة فإنها ستقوض معنويات الجيش الأوكراني وثقة الدول الغربية بأنها ستواصل دعم كييف من أجل الفوز في المعركة ضد موسكو. ويظهر رد فعل السلطات الأوكرانية أن كييف قلقة”.

ونقلت عن مصادرها أنه كان من الممكن أن يكون التسريب المذكور ناتجا عن قوى سياسية في الولايات المتحدة تسعى إلى مراجعة خطة واشنطن الحالية لدعم نظام كييف.

وتابعت: “توجد هناك خلافات قديمة بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن الثمن الذي يجب أن تدفعه واشنطن مقابل دعمها لكييف في معركتها ضد موسكو. ويفقد العديد من الساسة الأمريكيين الثقة باحتمال هزيمة موسكو بالكامل، فلذلك من الممكن أنهم سيرغبون في استخدام هذه التسريبات لتدمير الخطة الحالية لدعم أوكرانيا”.

وكتبت وسائل إعلام دولية، الخميس الماضي، أن البنتاغون يجري تحقيقا في تسريب الوثائق السرية حول وضع القوات الأوكرانية وخطط الولايات المتحدة وحلف الناتو لتعزيزها، في شبكات التواصل الاجتماعي. وكتبت صحيفة “The New York Times” أنه يزعم أنه يتم نشر الوثائق المؤرخة أوائل مارس الماضي في “صفحات موالية للحكومة الروسية على “تلغرام”.

وأفادت الصحيفة الجمعة الماضية بنشر دفعة جديدة من الوثائق السرية. وقالت إنه من الممكن أن أكثر من 100 وثيقة سرية تسربت إلى الإنترنت، مضيفة أن الأضرار الناجمة عنه كبيرة. من جانبها لم تستبعد وكالة “رويترز” نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن الوثائق السرية المتعلقة بالقوات الأوكرانية قد تكون مزيفة.

كيف ظهرت الوثائق أول مرة؟

في وقت سابق من شهر يناير الماضي، نشر عضو مجهول في مجموعة دردشة يزيد عدد أعضائها عن 10 أشخاص، ملفات تحتوي على وثائق عسكرية أميركية مصنفة على أنها “سرية” و”سرية للغاية”

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير موسع لها عن هذه الوثائق العسكرية إنه “على ما يبدو لم يلاحظه أحد في العالم الخارجي” عندما تسربت الوثائق للمرة الأولى

وطبقا للصحيفة، بقيت الوثائق – التي يبدو أنها كانت بالمئات – حتى أوائل مارس الماضي بين أعضاء المجموعة الصغيرة على منصة الرسائل “ديسكورد”، وهي منصة تواصل اجتماعي للدردشة

وفي أوائل مارس، أعاد مستخدم آخر نشر العشرات من تلك الوثائق في مجموعة أخرى ذات جمهور أكبر قبل أن تنتشر بين مجتمع لعبة “Minecraft” الإلكترونية

والأربعاء، نشر حساب دعائي روسي على موقع تلغرام نسخة مزورة “بشكل فاضح” من إحدى الوثائق إلى جانب عدد قليل آخر من الوثائق غير المحررة، بحسب الصحيفة ذاتها

وقال مسؤولون إن التسريب الاستخباراتي يمثل أحد أكثر التسريبات ضررا منذ عقود وينظر إليه على أنه من أخطر الخروق الأمنية بعد تسريبات موقع “ويكيليكس” عام 2013 والتي شملت ما يزيد على 700 ألف وثيقة ومقطع فيديو وبرقية دبلوماسية

“أولوية قصوى”

وتعمل الولايات المتحدة على تقييم أي مخاطر على أمنها القومي قد تترتب عن تسريب وثائق سرية تتعلق خصوصا بالغزو الروسي لأوكرانيا، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأحد

هذا التسريب لوثائق سرية الذي كشفت عنه لأول مرة صحيفة “نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي لا يشمل فقط تقارير ووثائق متعلقة بالنزاع في أوكرانيا، لكنه يتعلق أيضا بتحليلات حساسة جدا بشأن حلفاء الولايات المتحدة

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، “تم مباشرة التعاون بين الوكالات لتقييم تأثير (تسريب) هذه الوثائق المصورة على الأمن القومي وعلى حلفائنا وشركائنا”

ولم تتمكن صحيفة “وول ستريت جورنال” من التحقق من المستندات بشكل مستقل، لكنها تحتوي على تفاصيل كافية لمنحها المصداقية. وقال مسؤولو الدفاع إنهم يعتقدون أن بعض الوثائق يمكن أن تكون أصلية

وتساءلت الصحيفة الأميركية في تقريرها عن الأشخاص الذين لديهم حق الوصول لمثل هذه المستندات السرية

وقال غوشوا سكول، وهو مسؤول تنفيذي رفيع سابق بمكتب التحقيقات الفدرالي والذي يشغل الآن منصب رئيس مؤسسة “Bow Wave” للمقاولات الحكومية، “سيكون التحقيق في التسريب من بين أولويات مكتب التحقيقات الفدرالي القصوى، حيث يبحث المحققون عن من لديه حق الوصول إلى المعلومات ومن سيكون لديه الدافع لنشرها”

وأضاف سكول: “سوف يتطلعون إلى معرفة من فعل ذلك بأسرع وقت ممكن، ولن يدخروا أي مورد لذلك”، مشيرا إلى أن “مكتب التحقيقات الفدرالي يعتبر هذا كما لو أن شخصا ما قد ارتكب فعل خيانة”

وقال مسؤولون أميركيون، السبت، إن الولايات المتحدة تدرس مجموعة من الاحتمالات بشأن كيفية حدوث التسريب، بما في ذلك قيام شخص لديه تصريح أمني شديد السرية بتسريب المعلومات أو اختراق أنظمة المخابرات الأميركية

وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن تحقيقات التسريب تبدأ عادة بتحديد من لديه حق الوصول إلى الوثائق. ويحتمل أن المئات من موظفي الحكومة لديهم تصاريح أمنية من شأنها أن تمنحهم القدرة على استعراض الوثائق

وقال المسؤول السابق في وزارة العدل، مارك ريموندي، إن مجموعة الأشخاص الذين يمكنهم الوصول إلى المعلومات السرية قد توسعت خلال السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر الإرهابية

وأشارت لجنة تابعة للكونغرس حققت في الهجمات إلى أن عدم تبادل المعلومات الاستخباراتية يعد من أحد أسباب عدم كشف الحكومة الأميركية عن المؤامرة في عام 2001

“نمط محير”

ولا تزال هوية الناشر الأصلي لهذه الملفات السرية بمجموعة “ديسكورد” غير معروفة

وقال أريك تولير، رئيس قسم الأبحاث والتدريب في مجموعة “بيلينكات” للصحافة الاستقصائية، التي أجرت عدة تحقيقات في عمليات المخابرات الروسية، إنه كان على اتصال بثلاثة أعضاء أصليين في مجموعة “ديسكورد”

وقال إن أعضاء المجموعة شاهدوا مئات الملفات السرية قبل مسحها، حيث يقيم معظم الأعضاء في الولايات المتحدة

وظهرت تسريبات المستندات كتكتيك شائع خلال الحرب في أوكرانيا، لكن نشر ملفات المخابرات الأميركية على “ديسكورد”، وهي خدمة دردشة عبر الإنترنت يفضلها لاعبو ألعاب الفيديو، يتبع نمطا مختلفا ومحيرا إلى حد ما، وفقا للمحللين

بمجرد لفت الانتباه العالمي إلى التسريب، سارع أعضاء مجموعات “ديسكورد” لحذف حساباتهم وتطهير خوادمهم، خوفا من الاهتمام غير المرغوب فيه من الحكومة الأميركية ووكالات الاستخبارات الأجنبية

وقال متحدث باسم “ديسكورد” لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنهم يتعاونون مع سلطات إنفاذ القانون بشأن التحقيق في التسريب

وتابع: “من أهم أولويات ديسكورد ضمان تجربة آمنة لمستخدمينا. بما أن هذا لا يزال تحقيقا جاريا، فلا يمكننا تقديم المزيد من التعليقات في الوقت الحالي”

من المحتمل أن يكون لدى “ديسكورد” معلومات حول مستخدمي خادم المجموعة الأصلية والتي من شأنها أن تكون مفيدة لمحققي إنفاذ القانون، حسبما قال كبير مسؤولي الأمن في شركة الاستخبارات “ريكورديد فيوتشر”، ليفي غوندرت

المصدر: نوفوستي – وكالات

اترك تعليقا

NEW