تراشق اعلامي فلسطيني لا يخدم سوى مشروع العدو
- عبدالله شقير
- 13 أبريل، 2023
- كتاب السكة, محطة المقالات
- 0 Comments
السكة – محطة كتاب السكة – كتب عبدالله شقير-
أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 كنواة أولى لحركات التحرير الفلسطينية ، حيث طرحت المنظمة وقتها مشروع الدولة الفلسطينية القائمة على أسس ديمقراطية علمانية حتى لا يكون كفاحها ضد اليهود كفاحا عرقيا أو مذهبيا ، وقد بدأت المنظمة ثائرة متمردة وانتهت معتدلة وادعة بشكل مبالغ به، وبين البداية والنهاية مسيرة طويلة تخللتها نكبات وأوجاع ، واهتزت فيها مبادئ وقناعات .
ثم نشأت حركة المقاومة الإسلامية حماس كحركة إسلامية سياسية شعبية وطنية مقاومة للاحتلال ، حيث وزعت الحركة بيانها التأسيسي عام 1987 إبان الانتفاضة الأولى ، وقد ارتبطت فكريا بحركة الإخوان المسلمين إلى أن فكت ارتباطها التنظيمي بها عام 2017 وتحولت إلى تنظيم فلسطيني مستقل .
وقد نشأ الانقسام الفلسطيني بين هذين التنظيمين بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006 ، وتجلت أزمة سياسية ارتبطت بعراقيل للانتقال السلمي للسلطة ، بعد أن بقيت حركة فتح ممسكة بزمام الحكم الذاتي الفلسطيني منذ توقيع ما يسمى اتفاقية أوسلو عام 1993 .
ولقد طفا على السطح بعد الأحداث الأخيرة التي تشهدها الساحة الفلسطينية انقسام جديد ، وتراشق بالكلمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين أنصار كل جبهة ، يلوم فيها كلٌّ منهما الطرف الآخر، في الوقت الذي أتت فيه فرصة مواتية للتصالح بين فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة ، فرصة ثمينة للعمل الحقيقي الجاد تحت مظلة واحدة كجبهة واحدة لمقاومة التطرف والإرهاب الذي يمارسه هذا الكيان المغتصب تجاه الشعب الفلسطيني بأكمله ، وفي جميع الأراضي الفلسطينية دون استثناء ، فلا فرق عند الصهاينة الإسرائليين بين الضفة الغربية وقطاع غزة .
إن الخلاف الناشئ بين الفصائل المقاومة تحت أي مسمىً إنما يعود بالمصلحة على دولة الاحتلال ، ولا يعود على جهود المقاومة الفلسطينية إلا بالتفكك والوهن ، ففي حالٍ مماثلة ضمن ظروف مهيئة كهذه الظروف ؛ فلا بد للعقلاء التدخل لنبذ الخلاف وتوحيد الصفوف ، خصوصا في هذا الجو المهيأ للتصالح ، ونحن نشهد انقساما في الشأن الدخلي للكيان الإسرائيلي للمرة الأولى منذ نشأته .
إن استمرار الانقسام وافتعاله على وسائل التواصل الاجتماعي يولد فكرة بالأذهان أن ثمة قوى تغذي في الخفاء هذا الانقسام المفضي إلى اختلاف الأخوة ، في الوقت الذي يجمعهم فيه هم واحد ومصير مشترك .
يجب على كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة استغلال الظرف القائم والإسراع في توحيد الصف ، وهذا لن يتحقق والخلاف تشعله فئات غير موثوقة تعمل كمجموعات تفتعل كتابات ممنهجة على وسائل التواصل الاجتماعي ، والتي هدمت عروشا قبل ذلك ، فليحذر الشعب الفلسطيني ، ولنسْتَرْعِ النباهة واليقظة فينا حتى لا تغدو المقاومة الفلسطينية فريسة سهلة لتراشق بعض المأجورين ، يسعون من خلالها بث الخلاف بين الأخوة ، حتى تهنأ بعدها إسرائيل الخبيثة باستمرار الانقسام بينهم ، والذي تغذيه منذ سنين للقضاء على المقاومة الفلسطينية برمتها .
وفي هذا المقام يجب التذكير بضرورة حماية الشعب الفلسطيني المقاوِم ، وعلى السلطة الفلسطينية ان تعمل على دعم هذا الحق المشروع في المقاومة والذي كفله القانون الدولي وشرعه مجلس الامن .
كما ينبغي الإسراع في توحيد الجبهة الفلسطينية على قلب رجل واحد من أجل حماية الاقصى والدفاع عن الثوابت الفلسطينية التي استشهد لأجلها آلاف الفلسطينيين منذ عقود خلت ، ولتستمر حركة النضال حتى يحظى الشعب الفلسطيني بالتحرير الكامل ومن ثَم استعادة أراضيه المغتصبة .