منذ إدانة الناطق باسم الخارجية الأردنية سنان المجالي، الاقتحامات المكثفة للأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، واعتباره يمثل خرقا للوضع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى المبارك، وانتهاكا لحرمة الأماكن المقدسة لاحظ مراقبون تصاعدا مضطردا في اللهجة الأردنية الغاضبة تجاه حكومة تنتياهو، وتصاعدت حدة التوتر عندما تتالت اقتحامات المستوطنين وجنود الاحتلال للمسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين فيه.
ولاحقا رفضت الحكومة الأردنية استلام أي رسالة من مسؤولي حكومة نتنياهو كتعبير عن رفض الأردن لكافة الاجراءات الاستفزازية تجاه القدس والأقصى .
وقال الناطق باسم الخارجية الأردنية سنان المجالي إن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة الوحيدة المخولة وصاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك، وتنظيم الدخول إليه، والقادرة على ضمان أمنه. وحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد في القدس وفي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومسؤولية التدهور الذي سيتفاقم إن لم توقف اقتحاماتها للأقصى.
ومع أن الأردن لم تنفذ بعد “التوصية” بطرد سفير الاحتلال من عمان التي قررها بالاجماع مجلس النواب الا أنها لم تخفف من لهجتها تجاه نتنياهو وحكومته، وكان توتر العلاقات بين الاردن وحكومة الاحتلال بدأ منذ تصريحات بنكوفيتش وزير مالية نتنياهو التي نفى فيها وجود شعب فلسطيني واعتبر الأردن “جزءا من أرض اسرائيل” وفق زعمه.
وفي حين شهدت مدن أردنية عديدة مظاهرات ووقفات احتجاج دعما للقدس والصامدين فيها، تواصلت دعوات أحزاب وقوى شعبية وحتى مسرولين حكوميين سابقين الى ضرورة تغيير الأردن لنهجه بشكل شامل وجذري تجاه الاحتلال وحكومة نتنياهو .
وفي تطور لاحق حذرت وزارة الخارجية الأردنية، من قيام (إسرائيل) بفرض قيود تحدُ من وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة، وتقليص أعداد المحتفلين بسبت النور.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية السفير سنان المجالي، إن جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تقييد حق المسيحيين في الوصول الحرّ وغير المُقيد إلى كنيسة القيامة، يوم السبت القادم، لممارسة شعائرهم الدينية، مرفوضةٌ ومدانة.
وأكد أن على (إسرائيل)، القوة القائمة بالاحتلال، احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، ووقف جميع الإجراءات التضييقية على مسيحيي القدس المحتلة، والامتناع عن أية إجراءات من شأنها المساس بحرية العبادة في الأماكن المقدسة في القدس المحتلة.
هذه التصريحات وغيرها رد عليها مسؤولون في حكومة نتنياهو بمهاجمة وزير الخالرجية الأردنية أيمن الصفدي واتهموه بأنه لم يسع الى تهدئة الوضع في المسجد الأقصى عقب اقتحام الشرطة الإسرائيلية واعتداءاتها على المصلين والمعتكفين الأسبوع الماضي
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن أيمن الصفدي تصرف مثل بن غفير أردني ، وذلك وفق ما نشره موقع واللا الإسرائيلي اليوم الخميس
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإنه على إثر العدوان على المصلين في المسجد الأقصى أصبح مستوى التوتر بين إسرائيل والأردن مرتفعا، وأن الصفدي اتخذ خطا متطرفا، وأنه يرفض التحدث مع ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية
ونقل “واللا” عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن الصفدي استشاط غضبا إثر رؤيته مشاهد اعتداء الشرطة الإسرائيلية على المصلين في المصلى القبلي في الحرم القدس ي، ورأى بها استفزازا إسرائيليا، وأن الصفدي طلب من الولايات المتحدة والإمارات إبلاغ إسرائيل بتهدئة الوضع
ووفقا لـ”واللا”، فإنه في مرحلة معينة توقف الجانب الأردني عن استقبال رسائل إسرائيلية بواسطة الولايات المتحدة والإمارات، وأكدوا على أن إسرائيل تكذب بشأن الأحداث في المسجد الأقصى، وأن الأردن ستوافق على استقبال رسائل إسرائيلية بصورة مباشرة فقط وشريطة أن تتضمن الرسائل تحمل إسرائيل المسؤولية عن التصعيد وتعهد بوقف خرق الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف.
المصدر : وكالات