أفادت صحيفة أمريكية هذا الأسبوع أن اهتمام المملكة العربية السعودية بإقامة علاقات دبلوماسية مع حكومة الاحتلال قد تضاءل في الأشهر الأخيرة وسط أعمال القمع المستمرة في الضفة الغربية واقتحامات في المسجد الأقصى.
أعطى بنيامين نتنياهو الأولوية لإدراج المملكة في “اتفاقيات إبراهيم” المبرمة في عام 2020 عند عودته إلى منصبه في ديسمبر، لكن الرياض والدول الإسلامية الأخرى أصبحت غير مهتمة في الدفع باتفاقية من هذا النوع بسبب تصاعد التوترات الإسرائيلية الفلسطينية، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون وخليجيون لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن الخطة التي توسطت فيها واشنطن لتسيير رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى مكة، مما يسمح للمواطنين المسلمين في إلأرض المحتلة بالمشاركة بسهولة أكبر في الحج، من غير المرجح أن تكتمل.
وقال مسؤول إسرائيلي إن “الظروف بردّت الحماس”، إلا أن الصحيفة أضافت أن العلاقات الأمنية والاستخباراتية والتجارية السرية لا تزال مستمرة.
شهدت اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة إقامة جيران المملكة – الإمارات العربية المتحدة والبحرين – علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.
في عام 2022، بلغت الآمال في تعميق العلاقات مع الرياض ذروتها عندما سمحت السعودية لرحلات الطيران المدنية الإسرائيلية بالمرور فوق مجالها الجوي.
منذ تأسيس حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة، أصدر السعوديون عدة إدانات ضد إلاحتلال بسبب التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، والمواجهات العنيفة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، ووصفوا دعوة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى “محو” بلدة حوارة “عنصرية وغير مسؤولة”.
جاءت هذه التصريحات في أعقاب هجوم نفذه مسلحون فلسطينيون في فبراير أسفر عن مقتل شقيقين إسرائيليين في البلدة الواقعة بالضفة الغربية، وأعقبه هجوم عنيف من قبل المستوطنين على حوارة قُتل فيه فلسطيني.
قبل وقت قصير من أداء اليمين، قال نتنياهو إن اتفاقية تطبيع مع السعوديين يمكن أن تكون بمثابة “قفزة نوعية” لمحادثات السلام المحتضرة منذ فترة طويلة مع الفلسطينيين.
البلدان كانا مهتمين أيضا بالتحالف ضد خصمهما الإقليمي المشترك إيران، لكن اتفاق التقارب الأخير بين الرياض وطهران يزيد من تعقيد الجهود.
تقول صنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمؤسسة “تشاتام هاوس” الفكرية، لوول ستريت جورنال إن “التطبيع السعودي مجمد في الوقت الحالي”، مضيفة “كان هناك أمل كبير في أن يحدث ذلك بسرعة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات مع الإمارات تتعرض أيضا لتحديات بسبب الأحداث الأخيرة.
في الشهر الماضي، التقى المسؤول الإماراتي الكبير خلدون المبارك مع نتنياهو، وبحسب ما ورد، حذره من أن سلوك الحكومة يوتر العلاقات بين البلدين.
وأفات هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان هو من أرسل المبارك، وهو مستشار كبير له، من أجل نقل رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية بشأن معاملتها للفلسطينيين.
ونُقل عن المبارك قوله لنتنياهو “توجه هذه الحكومة يتعارض تماما مع اتفاقيات إبراهيم”.
كذلك، كان من المقرر أن يقوم نتنياهو بأول زيارة رسمية له إلى أبو ظبي في يناير، لكن آل نهيان ألغى الزيارة بعد أن زار وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الحرم القدسي، وهو ما نددت به الإمارات ووصفته بأنه “اقتحام لباحة المسجد الأقصى”.
تعهدت إسرائيل مرارا بالحفاظ على الوضع الراهن في الموقع، حيث يُسمح لليهود بالدخول – في ظل قيود عديدة وفقط خلال ساعات محددة – ولكن بدون الصلاة فيه. ومع ذلك، يسُمح لليهود بشكل متزايد بالصلاة بهدوء هناك، في حين قام الفلسطينيون بتخصيص المزيد من الأجزاء في الموقع للصلاة الإسلامية بشكل أحادي.